سيدتي - لينا الحوراني
يعمل كل طفل لتنظيم عواطفه من وقت لآخر، ولكن إذا كنت تتعاملين مع طفل يبدو أنه يبكي على كل شيء، كبيراً أو صغيراً، فقد تتساءلين عما إذا كان هناك شيء آخر يلعب دوراً في ذلك، فالأطفال الذين هم عُرضة للبكاء حتى على الأشياء الصغيرة هم حساسون على الأغلب، واعلمي أن كون طفلك شديد الحساسية ليس بالأمر السيئ، لماذا؟.. هذا ما يوضحه الأطباء والمتخصصون.
يميل الأطفال شديدو الحساسية إلى أن يكونوا أكثر عطفاً ولطفاً وإبداعاً، كما يؤكد أطباء علم النفس، ومع ذلك، فقد يحتاج الأطفال شديدو الحساسية إلى القليل من التوجيه الإضافي للمساعدة في إدارة مشاعرهم، إليك ما تحتاجين إلى معرفته حول التعامل مع طفل يبكي على كل شيء (أو على الأقل يبدو كذلك).
اعتماداً على عمر طفلك، إذا بدا أنه يبكي بسهولة على كل شيء في العديد من المواقف المختلفة، فمن الممكن أن طفلك لا يكون "صعباً" - بل قد يكون فقط حساساً للغاية، حيث يمتلك الشخص الحساس للغاية (HSP) سمة شخصية تُعرف باسم حساسية المعالجة الحسية (SPS)، وكلاهما مصطلح صاغته عالمة النفس إيلين آرون في التسعينيات.
وتُشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 20% من الأطفال ذوي حساسية مفرطة، الذين يتم تحديدهم من خلال ميلهم إلى معالجة المحفزات الخارجية والداخلية بشكل أعمق عن بقية الأطفال.
هل طفلك حساس للغاية؟
إذا بدا أن طفلك يبكي من دون سبب وأكثر من المعتاد، حتى بشأن أمور تبدو بسيطة، فقد يكون هذا وراثياً، لا تستغربي فقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 على أدمغة الأطفال أن الاختلافات في مزاج الأطفال بناءً على نشاط الدماغ يمكن تحديدها حتى في سن 7 أشهر، بعبارة أخرى، قد يكون وجود دماغ شديد الحساسية أمراً يولد به بعض الأطفال.
علامات تُشير إلى أن الطفل شديد الحساسية
إليك بعض المؤشرات التي تُشير إلى أن طفلك قد يكون شديد الحساسية:
إنهم يفزعون بسهولة.
إنهم لا يحبون المفاجآت.
يشكون من خدش الملابس أو الملصقات التي تحتك بجلدهم.
إنهم حساسون للروائح غير العادية.
يسألون الكثير من الأسئلة.
إنهم لا يتعاملون بشكل جيد مع التغيرات الكبيرة.
إنهم يعملون بشكل أفضل عندما لا يكون الغرباء موجودين.
هم غارقون في مشاعرهم الخاصة، ولكنهم أيضاً منسجمون للغاية مع مشاعر الآخرين، وهذا يجعلهم أصدقاء متعاطفين للغاية.
إن كون الطفل حساساً للغاية قد يعني أن الطفل عاطفي بشكل أعمق قليلاً، وهي قدرة يمكن أن تكون محبطة للوالدين، ولكنها أيضاً شيء يجب الاعتزاز به. ومن المهم أن نلاحظ أن حتى الأطفال الذين لا يذرفون الدموع عادة قد يمرون بفترات عاطفية، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم شديدو الحساسية، لكنهم يتعرضون لهذه المواقف إذا حدث تغيير حديث، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو ولادة طفل جديد، فقد يصبح طفلك أكثر حساسية.
تشخيص الطفل كثير البكاء
تشخيص الطفل كثير البكاء
يعاني من اضطرابات كبيرة في روتينه اليومي.
يعاني قلة النوم.
تكون التغذية غير الكافية.
يعاني من المرض دائماً.
يُصاب الطفل بالعدوى بسهولة.
يعاني من ضغط وقلق شديدين.
إذا لم تكوني متأكدة مما يحدث، فإن استشارة طبيب الأطفال لن يضر: أي شيء بدءاً من التهاب الأذن المزمنة عند الأطفال وغير المكتشفة إلى تأخير بسيط في الكلام يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الإحباط لدى الطفل ما يؤدي إلى البكاء، لكن ضعي في اعتبارك أن الحساسية العالية قد يتم الخلط بينها بسهولة مع العديد من حالات الصحة النفسية وسمات الشخصية، ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية - والتعرف عليها قد يُساعدك على فهم طفلك بشكل أفضل.
على سبيل المثال، قد يشعر كل من الأطفال ذوي الحساسية العالية والانطوائيين بالإرهاق بسبب المحفزات الخارجية، ولكن الانطوائيين يتأثرون بشكل أساسي بالمواقف الاجتماعية؛ فهم لا يتأثرون عادة بالضوضاء، أو سطوع الضوء، أو الملابس المزعجة، أو المحفزات الحسية الأخرى مثل العديد من الأشخاص ذوي الحساسية العالية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم أيضاً تشخيص الأشخاص ذوي الحساسية العالية بشكل خاطئ على أنهم مصابون بالتوحد، أو اضطراب نقص الانتباه/ فرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب المعالجة الحسية (SPD).
وعلى الرغم من أن طباع الطفل شديد الحساسية يمكن أن يحدث بالتزامن مع هذه الحالات، فإنه ليس حالة أو اضطراباً.
إذا بدأ طفلك في البكاء فجأة، فمن المهم استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى وراء دموعه واستشارة طبيب الأطفال. إذا وجدت أن طفلك يبكي على كل شيء بسبب طبيعته شديدة الحساسية، فهناك بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعده.
هل تتوقعين دلالات بكاء الطفل من دون سبب في عمر شهرين؟
ركزي على صفات طفلك الإيجابية؟
تجنبي استخدام تسميات مثل "حساس للغاية" أو "خجول" أو "هادئ"، وركزي بدلاً من ذلك على الصفات الإيجابية عند الأطفال التي تأتي من الحساسية العالية. على سبيل المثال، يمكنك الثناء على طفلك لمدى ملاحظته، أو شكره على إدراكه عندما يمر طفل آخر بيوم سيئ، أو اطلبي منه الإشارة إلى ما يحبه في نفسه. أي أعيدي صياغة نقاط القوة لدى طفلك بدلاً من التركيز على سلبياته.
ساعديه على إدارة عواطفهم
إذا كنت في حفل يوم ميلاد حيث يتناول جميع الأطفال الكعكة بسعادة، بينما يبكي طفلك لأنه حصل على كعك أزرق بدلاً من الوردي، فقد تكون غريزتك الأولى هي إجراء تبديل سريع له. ومع ذلك، قد يكون من الأفضل اتباع نهج مختلف.
إذا تدخلت على الفور، فقد يفقد طفلك الثقة في قدرته على حل مشكلاته الخاصة، تجنبي الرغبة في قول توقف عن البكاء، الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من الدموع. بدلاً من ذلك، إحدى الطرق لمساعدة طفلك على التحكم في مشاعره هي أن تقولي له بطريقة مرحة: "تجمد!"، يساعد التجميد الطفل على التوقف وجمع شتات نفسه، ثم اقترحي عليه أن يأخذ نفساً عميقاً ويُخرجه من فمه مثل التنين.
هل تعرفين أسباب كثرة بكاء الطفل من دون مبرر؟
اقترحي عليه أن يَعد بصوت عالٍ
إن إلهاء طفلك عن طريق توجيهه إلى نشاط آخر يعد أيضاً أداة قوية، اقترحي عليه أن يعد حتى 10 بصوت عالٍ. الأمر بسيط، لكنه ينجح، وعندما يصل طفلك إلى الثامنة أو التاسعة، سيضحك على نفسه، إن طريقة العد هي المعيار الذهبي، لأن الطفل في سن 3 أو 4 سنوات، لا يزال العد لديه يتطلب التركيز، لذا فإن أي شيء كان يزعج طفلك قد يبدو وكأنه لم يكن.
حافظي على رد فعلك
قد يكون من المفيد أيضاً أن تتحققي من مشاعرك عند التعامل مع طفل شديد الحساسية. فالأطفال بارعون بشكل خاص في قراءة مشاعر آبائهم وأمهاتهم،. فإذا شعرت بالتوتر، فهذا يعني أن طفلك يُدرك أن ما يزعجه حقاً أمر يستحق الانزعاج، وهذا يشكل نموذجاً للسلوك الذي تحاولين تغييره.
اسعي لإيجاد حل
بعد ذلك، أقنعي طفلك بإخبارك بالضبط ما الذي جعله غير سعيد، حتى تتمكني من مساعدته في العثور على علاج. إذا قال: "أنا حزين لأن سعيد لا يريد اللعب معي"، اسأليه: "ما الذي يمكنك فعله لتشعر بالتحسن؟"
إذا كان في حيرة من أمره بسبب الأفكار، فذكّريه بالأشياء التي تجعله يشعر بالارتياح، مثل دعوة طفل آخر للعب معه أو النظر في كتاب مصور مفضل. ومع القليل من الممارسة، سيتوصل إلى حلول خاصة به، من دون أي مطالبة منك.
امنحيه الوقت
على الرغم من أنك قد لا تكونين قادرةً على إعادة برمجة شخصية طفلك الحساسة، فإنه سيكتسب في النهاية النضج لمراقبة عواطفه ويصبح أكثر مرونة.
إن قضاء الوقت مع الأقران قد يكون مفيداً أيضاً (على الرغم من أن الطفل شديد الحساسية قد يحتاج إلى مزيد من الوقت للراحة). وبحلول سن السادسة أو السابعة، من المحتمل أن يكون لدى الأطفال شديدي الحساسية نوبات بكاء أقل، خاصة عندما يرون أن الأطفال الآخرين يفضلون اللعب معهم عندما لا يكونون في حالة بكاء، لكن من المهم أيضاً أن تتذكري أن الحساسية المفرطة ليست شيئاً "يتخلص منه" الأطفال عندما يكبرون، لذا يمكنك كأم مساعدة طفلك على فهم تكوينه ومشاعره. وإذا كنت أنت وطفلك مرتبطين بيولوجياً، فمن الممكن أن تكون لديك سمات الحساسية العالية أنت أيضاً.