سيدتي - خيرية هنداوي
سيدتي الأم: التربويون لا يعترضون على قيامك بمعاقبة طفلك حينما يسيء التصرف ويقوم بعمل كنت نهيت عنه من قبل، ويعطونك الحق في اختيار أسلوب العقاب، شرط أن يكون غير عنيف ولا يشعر الطفل بالمهانة، وأن يتناسب وحجم الخطأ وعمر الطفل أيضاً.
فيمكنك – مثلاً- تجاهل التصرف السيئ للطفل، وبدلاً من عقابه فسوف يساعد تجاهلك على توقفه، أو اتبعي أسلوب الحرمان في حال أبى الطفل الذهاب إلى الوقت المستقطع أو استمر على التصرف السيئ وهكذا.. "سيدتي" التقت والدكتور محمود لطفي أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك الذي يشاركنا البحث عن طرق لـ عقاب الطفل بطريقة صحيحة، وتفاصيل أخرى كثيرة تفيدك.
عقاب الطفل تأكدي قبل العقاب هل قام بالتصرف عن عمد أو عن غير قصد
تأكدي قبل العقاب من أن الطفل يقوم بالسلوك السيئ عن عمد أو غير عمد، فإذا كان عن عمد، كالإطاحة بشيء مثلاً، عليك تنفيذ العقاب، وإذا كان غير متعمد؛ فيكفي لفت انتباه الطفل بأن ما حدث هو أمر سيئ، وابعديه تماماً عن المكان حتى لا يتأذى.
هناك أمهات يقمن بعقاب الطفل بشكل متكرر، وبأسلوب عنيف يقلل من قيمة الطفل، ورغم هذا لا يتعلم الطفل، و يتصرف وكأنه ينتقم من أسلوب الأم.
اسألي نفسك: هل أخبرت طفلك بخطأ هذا السلوك من قبل؟ هل نبهته؟ فإذا كنتِ قد أخبرته وهو لم يسمع كلامك، ابدئي بتنفيذ العقاب، عكس الحال لو لم تخبريه.
تابعي أساليب العقاب والثواب
العقاب وسيلة أخيرة لتصحيح السلوك وليس الأولى، ولا توجد علاقة بين العقاب وبين العنف أو الإهانة للطفل.
هناك فرق بين من يستخدم العقاب كوسيلة تربوية، وبين من يستخدمها كوسيلة لتفريغ غضبه، العقاب لمصلحة الأبناء .
يجب أن يعرف الطفل، لماذا يعاقب؟ وكم مدة العقاب؟ وأن تدرك الأم كيفية تطبيق العقاب بحزم، وبأسلوب متحضر وإنساني.
تماسكي ولا تتنازلي إن عاقبته، ولا تغلبك عاطفتك، سيحاول طفلك الحديث معك، بالبكاء والصراخ، لكن لا تستجيبي له.
من شروط العقاب؛ الثبات والاستمرارية؛ بمعنى أن تصمدي بعقابك ولا تنخدعي بدموع طفلك وإلحاحه، وأن تستمر مدة العقاب.
8 قواعد صحيحة لعقاب الطفل
لا تربطي حبك لطفلك بشروط الفعل الصواب أو الفعل الخطأ، حتى لا يهتم بحبك من عدمه، واخبريه بأنك تحبينه دائماً.
أخبريه بأنك تحبينه لأنه ابنك، وإن قام بفعل الصواب ستفرحين وستحبينه أكثر.
لا تهددي طفلك بالعقاب من دون القيام بتنفيذه؛ ففي البداية سيكون خائفاً، ولكن بعد ذلك سيتأكد من عدم مصداقيتك.
العقاب يجب أن ينفذ بعد وقوع الخطأ وتنفيذه فعلياً، لا بد أن تكوني طبيعية معه، وأن تنسي تماماً ما فعله.
تقدير العقاب وفقاً لعمر الطفل؛ مدة العقاب المتفق عليها تبدأ من 3 دقائق؛ وإن كان الطفل عمره 4 سنوات يتم عقابه في 4 دقائق.
لا تجعلي الأب وحده مسؤولاً عن العقاب، فيصبح شبحاً للطفل، معتقدة أنك تضفين على الأب هالة تخيف الطفل.
لا تعاقبي طفلك بالذهاب للنوم؛ حتى لا يكره النوم؛ فيحزن عندما يذهب إليه يومياً، وسيعاني من الأرق بعد فترة وجيزة.
تجنبي الضرب تماماً؛ فهو وسيلة توضح قلة حيلتك، وخاصة الضرب العنيف، وإذا كنت مضطرة فيكون على اليد بشكل خفيف جداً.
عقاب الطفل وفقاً لسنوات عمره.. ومكافأته أيضاً
ركزي على المكافأة وتعزيز كل سلوك جيد
من 1-3 سنوات:
الفترة الأولى من عمر الطفل تُعتبر من أهم السنوات التي يتشبع فيها بما يراه ويسمعه، نظراً لأنه لا يمتلك أي خلفية معرفية عن الصواب والخطأ، خصوصاً أول عامين من حياته.
اتبعي طريقة الوقت المستقطع، فهي تعطي الطفل الفرصة لاستجماع نفسه عند مروره بنوبة غضب، أو عند قيامه بتصرف سيئ، وتساعده كذلك على التوقف عن التصرف السيئ، والسيطرة على تصرفاته.
حوّلي الطاقة والشغف اللذين يصبهما الطفل في تصرفه السيئ إلى تصرف جيد، واتركيه يعاني من العواقب الطبيعية غير المؤذية لتصرفاته السيئة.
من 3-4 سنوات:
يتمتع الطفل في هذا العمر بإدراك ومعرفة وتمييز واضح بين الصواب والخطأ؛ لهذا يجب أن يكون عقابه في هذا العمر عقاباً مباشراً لا يؤجل، مثل العقاب بالعزل، في حجرة العقاب أو كرسي العقاب، بعيداً عن أي شيء، مدة 3-4 دقائق، بحسب عمر الطفل وحجم الخطأ الذي ارتكبه.
من 5-6 سنوات:
إنه عمر التمرد والرفض، لا يستطيع التحكم في انفعالاته، لابد من توضيح الخطأ الذي ارتكبه الطفل، وإعطائه مهلة من2-3 دقائق؛ لتصليحه والاعتذار عنه، وعقابه يكون بالعزل لوقت يتراوح بين 15 و25 دقيقة.
ويمكن إلغاء بعض خططه الترفيهية، من أمثلة متابعة الشاشات، أو الذهاب للنادي لمقابلة أصدقائه، أو مشاركة الأسرة في نشاط اجتماعي أو ترفيهي داخل المنزل.
من 7-10 سنوات:
أقوى عقاب للطفل بهذا العمر هو إيقاف الطفل عن ممارسة الأمور التي يحبها، مثل اللعب مع الأصدقاء، أو الجيران، أو الإخوة بالمنزل؛ حتى يراجع ما فعل ويصلحه.
سيدتي الأم، أنت لا تعاقبين طفلك لتؤلميه، إنما لتصليح سلوكياته الخاطئة وإعداده لحياة اجتماعية سوية، وحياة دراسية منضبطة، وأن تشعريه بالأمان أمام كل ما يقول ويفعل، داخل المنزل آو خارجه ووسط أصحابه.
لابد من التركيز على المكافأة وتعزيز كل تصرف إيجابي يقوم به الطفل، مثل الثناء عليه إن قدم مساعدة أو أحسن التصرف في وجود غرباء بالمنزل، وهذا لا يتوقف عند سن معينة، هو مستحب في كل الأوقات.