سيدتي - لينا الحوراني

يكتسب الطفل الخبرات ويمتصها من محيطه منذ ولادته، ثم يعود ويسترجعها بعد سن ست السنوات، وبهذا فإن الطفل يشبه الإسفنج بامتصاص كل ما حوله، لذلك فإن تصرفات الطفل وسلوكياته، وحتى نمط تفكيره، يكون مزيجًا من الخبرات التي اكتسبها سابقاً، ويؤكد الخبراء التربويون على أهمية توعية الآباء والأمهات إلى كيفية التوجه التربوي السليم والصحيح، منذ نشأة أطفالهم حتى يكبروا، كما أن لكل مرحلة عمرية يمر بها الطفل خصائص تميزها؛ فالأطفال في عمر 12 سنة يكونون قد دخلوا فيما يسمى المراهقة المبكرة، ويحتاجون لمعاملة خاصة، الدكتور أحمد عبد العال، استشاري طب الأطفال في مستشفى ميد كلينيك، يوجه الآباء إلى طرق فنية للتواصل مع الأبناء في هذه المرحلة.

يدخل الطفل في سن 12 عاماً فترة المراهقة، وهي سنّ يحتاج فيها الطفل للتواصل الفعال مع والديه، وهذا أحد مفاتيح العلاقة الإيجابية مع الطفل المراهق، فالتواصل الفعال يجعل الطفل قادراً على التحدث مع والديه وتوضيح جميع مشاعره ورغباته، كما أنه وسيلة للحفاظ على سلوك المراهق ومراقبته، وعليكم أنتم الآباء الآتي:

1 – الاستماع إلى مشاكله

من المهم الاستماع والاهتمام بما يقوله الطفل المراهق حول ما يمر به من مشاكل وآراء المراهق المختلفة ومناقشته، وتقديم النصيحة اللازمة له خصوصاً في الأمور الحساسة مثل أضرار البقاء خارج البيت لوقت متأخر، وطبيعة العلاقة بين الصبي والبنت، ليتعرف الطفل على القيم العائلية المتعلقة بهذه الأمور. كما أن الاستماع إلى مشاكله يعلم الطفل حسن الاصغاء من خلال ما تمارسونه معه من حسن استماعكم لكلامه، وكذلك يتعلم  أسلوب الحوار بشكل جيد من خلال تشجيعه على تفعيل عقله بحسن الاستماع، واعلموا أن معظم المشاكل النفسية تبدأ بسبب وجود مشكلة في القدرة على التواصل، فـالاصغاء الجيد للأبناء يساعد في تلافي تلك المشاكل،  ويعلمهم  الاحترام المتبادل ويساعدهم على الانخراط في المجتمع.

2 – تعريفه بمخاطر قيادة السيارة بغير رخصة

 

لا بد من توعيتهم بأخطار التدخين، والمخدرات، وقيادة السيارة بغير رخصة. وذلك عبر تفعيل دور الحملات التوعويّة للمُراهقين في المرحلتين الإعدادية والثانوية لتعريفهم بالمخاطر المُترتّبة على القيادة بدون رخصة، فالأب هو المسؤول الأول عن تصرّفات ابنه إذا ما منحه مفاتيح السيارة وسمح له بالقيادة بدون رخصة وتسبب في وقوع حادث أدّى إلى وَفَيات أو دعم سيارات الآخرين، كذلك الأم أيضًا مسؤولة عن ذلك، لأن الأبناء ما دون السن القانونيّة يحصلون على مفاتيح السيارة بموافقة الآباء والأمهات، وبعلمهم. يعلّق الدكتور أحم: "يتفاخر الوالدان بأن الابن يقود السيارة بدون رخصة وهو في سن 12 أو 15 سنة، وهذه جريمة في حد ذاتها لما ينتج عن ذلك من مشاكل كثيرة لا حصر لها".

3 – تشجيعه على بناء الصداقات

التعرف على أصدقاء المراهق والتعامل معهم، وبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، بين الأهل وأصدقاء طفلهم. وذلك بدعوتهم في زيارات متكررة إلى البيت. فالصداقات مهمة جدا خلال فترة المراهقة، لِما لها من تأثير إيجابي على صعيد الانتماء وتكوين الشعور بالهوية خارج نطاق الأسرة. كما أن صداقات المراهقين تساعد بشكل أساسي في تخطي الكثير من الأزمات النفسية والفترات الصعبة والدعم العاطفي. لكن من المهم أن يتعرف الأهل إلى أصدقاء ابنهم، ليعرف الأخير أنهم يدركون أهمية هذه الصداقات، ويبتعد عن الصديق "السام"، يعلّق د. أحمد: "شجّعوا ابنكم على أن يدعو أصدقاءه إلى زيارتكم، واسمحوا له بأن يشعر بارتياح في بيتكم، أو خذوه إلى بيوت أصدقائه".

4 – ممارسة الرياضة معه

تحفيز الطفل على ممارسة الرياضات المختلفة، حيث يساعد الجهد الذهني والجسدي الذي يبذله المراهق بالرياضة على تخفيف التوتر، كما أن أي نشاط رياضي تنافسي يفترض صقل القيم والقدرات، والتي يعتبر تعزيزها مهما في مرحلة المراهقة. ويعد التغلب على العقبات، واكتساب مهارات أفضل، أحد الأمور الإيجابية للرياضة، بالإضافة إلى تكوين الشخصية. تملك الرياضة القدرة على التأثير على المراهق، ومساعدته على تعلم المزيد واكتشاف نفسه أكثر، والتعرف على مة حوله.

5 – مشاركتهم وجبات الطعام

مشاركتهم في، إذ إن هذا مهم في قضاء الوقت معهم ومناقشة الأمور المهمة خلال تناول الوجبة. فالأطفال والمراهقون الذين يتناولون وجبات عائلية يأكلون بشكل أفضل، ويشعرون بطريقة أفضل وينسجمون بصورة أفضل مع غيرهم ويصبح أداؤهم أفضل في الدراسة. كما أنهم قلّما ما يكتسبون الكثير من الوزن أو يتعاطون الممنوعات أو يدخنون. اجلسوا معًا، في مقابل أحدكم الآخر وتشاركوا نفس الطعام واستمتعوا بالحديث.

6 - ازرعوا الثقة في أنفسهم

فالمراهق الواثق من نفسه هو شخص يحب نفسه ولا يعرّضها للخطر أو للأذى،  ويحترم ويقدّر ذاته، ويثق بقدراته ويدرك كفاءاته. ويملك المراهق الواثق بنفسه الاطمئنان والتفاؤل والإيجابية والقدرة على تحقيق أهدافه، وأهمية الثقة بالنفس عند المراهق هي أساسية لمواكبة حياته الفردية والاجتماعية بشكل إيجابي. ومن أهم هذه الفوائد:

     المشاركة الإيجابية في الحياة الاجتماعية والعلائقية عند المراهق. وطبعاً الثقة بالنفس تقلّص الاضطرابات النفسية والمشكلات الاجتماعية التي يمكن أن يعاني منها الشاب أو الشابة.

     الإحساس بقيمة الذات وتقديرها، خصوصاً في مرحلة المراهقة حين لا يشعر الشخص بقيمته.

    تعليم الأبناء على اتخاذ القرارات، وإسناد مسؤوليات مناسبة لهم على سبيل المثال المساعدة في تنظيف البيت، وترتيبه والمحافظة على نظافة غرفته، فينظفها باستمرار، ويحافظ كذلك على ترتيب مكتبه والمشاركة في شراء احتياجات البيت.

 

7 - تجنبوا العقاب القاسي

فهناك فرق شاسع بين معاقبة الطفل المراهق وبين تأديبه، غالباً ما يكون العقاب سلبياً في حين أن التأديب والانضباط قد يكون بنّاءً، لكن يجب عليهم مراعاة أنّ من يتعاملون معه لم يعد طفلاً صغيراً فيفضّل تجنّب إي إيذاء نفسي أو سخرية من الطفل ومعاملته باحترام. كما أن التدرج في عقاب الأبناء عند قيامهم بشيء خارج عن الإطار السلوكي القويم، مهم للغاية، وهذا التدرج يجب أن يبدأ بالإرشاد والتوجيه، الذي يرافقه تعليم الابن كيفية تصويب هذا الخطأ، ثانياً الإشارة إلى السلوك الخطأ، ثم تأتي مرحلة التوبيخ، والمقصود به ليس الإهانة أو السب والقذف، وإنما هو تقريعه بكلمات قاسية تترك أثراً في نفسه لارتكابه خطأ معين، ليتذكرها عند معاودة ارتكاب الخطأ نفسه، وبعد ذلك تأتي مرحلة الضرب التأديبي، وهو عبارة عن ضرب خفيف على اليد أو الرجل، وليس الضرب الانتقامي العنيف على الوجه أو الأماكن الحساسة، لأن نتائجه عكسية تماماً .

8 - كونوا هادئين وصبورين

 فالهدوء يريح الأعصاب، ويساعد العقل على التفكير،. وفي الهدوء يمكن للأبوين أن يحلا مشاكلهما بأعصاب غير مضطربة وفكر غير مشوش، مع الطفل المراهق، في هذه المرحلة الحرجة، فالطريقة الهادئة أكثر تأثيرًا في النفس وتأتي بنتائج مقبولة، بعكس الطرق العنيفة التي تأتي بردود فعل سيئة، فاجعل نفسك محبوباً لدى ابنك، إذ يساعده هدوؤك على قبول كلامك. ويأتي بنتائج أفضل.. يعلّق د. أحمد: "للأسف هناك بعض الآباء الذين اعتادوا على التوتر والغليان، وكأنهم شعلة متقدة، يعتقدون أن طلباتهم أوامر لا تقبل الرفض، لكن هذا لا ينفع بالتأكيد مع الأطفال، حتى إذا لم يخالفوا لك أمراً، فقد يترك ذلك أثراً سلبياً في نفوسهم مدى الحياة".

9 - علموهم النظافة الشخصية

أي تعليم الابن غسل الوجه، فهناك أجزاء معينة من الوجه تميل إلى أن تصبح دهنية، في هذه المرحلة، أكثر مثل الجبهة والأنف والذقن. كما يجب تعليمهم غسل اليدين قبل لمس الوجه لمنع انتشار الجراثيم والبكتيريا.

وكذلك نصحهم بارتداء الملابس القطنية التي تسهل تنفس الجلد وتمتص العرق، واستعمال مزيل العرق للوقاية من الروائح التي تنتج عن التعرق، ولا ينصح بها كثيراً لأنها تسد مسام الجلدولا تسمح له بالتنفس وتحبس العرق بداخله، كما يجب توعية الأطفال في سن المراهقة إلى العلاقة بين الصبي والبنت، وتعريفهم بما يمرّون به من تغيّرات جسدية في هذه المرحلة العمرية، وعلى الآباء أن يكونوا منفتحين حول هذه المواضيع لضرورة مناقشتها مع الابن أو الابنة.

10 - استخدام ما يسمّى بالعواقب الطبيعية

يمكن اعتبار العواقب الطبيعية بالدروس التي تعلّمها الحياة للطفل بعد أي سلوك خاطئ للأطفال، فعلى الآباء اتّباع هذه الطريقة فقط عندما تكون العواقف آمنة ولا تضرّ الأطفال، فعلى سبيل المثال إن كان على الطفل الاستيقاظ باكراً في يوم الغد، ولكنّه بقي مصراً على الاستيقاظ لساعات متأخرة من هذا اليوم، فيمكن تركه مستيقظاً كما يريد، لكنّه في اليوم التالي سيشعر بالإرهاق والتعب عند الاستيقاظ، وغالباً فلن يفكّر بالسهر مرة أخرى.

JoomShaper