سيدتي - خيرية هنداوي

كثيراً ما تصف الأم بعض أطفالها بعدم التركيز وتشتت الانتباه -طفلي لا يركز!- حيث تلاحظ وهي تقرأ معه القصة انجذابه بعد دقائق لشيء آخر، وإن أمسك الأقلام والكراسة للتلوين؛ تركها بعد قليل ليلعب بشيء آخر. وخوف الأمهات لا يقتصر على تلك اللحظات بالمنزل، إنما يمتد إلى ما سوف يحدث داخل الفصل الدراسي بالحضانة أو الصفوف الأولى بالمدرسة من فقد للتركيز على ما تقوله المعلمة وعدم الانتباه لها.

وتقرير اليوم يبحث عن أسباب افتقاد الطفل للتركيز بالمدرسة وعلاماته والطرق الصحيحة لتدريب الطفل. اللقاء والدكتور باسم محمد أحمد أستاذ تعديل سلوك الطفل؛ لتوضيح دور الآباء قبل دخول الطفل المدرسة، وقيمة المتابعة في أثناء الدراسة، وتفاصيل كثيرة تهدف في النهاية لزيادة تركيز الطفل.

أسباب عدم تركيز الطفل

القلق وصعوبات التعلم من أسباب عدم تركيز الطفل

عدم التركيز لدى الطفل لا يعني أنه لا يتمتع بالذكاء، أو أنه غير مهتم، ولكن تعني أن الطفل قد يرغب في التركيز، ولكنه لا يستطيع بسبب:

الشعور بالجوع أو الرغبة في النوم، أو انشغال تفكيره بأمر ما، أو نتيجة إصابته باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

القلق: "يميل إلى حبس الدماغ"؛ ما يجعل المدرسة صعبة للأطفال الصغار القلقين من انفصال الأبوين مثلاً، أو من ارتكاب خطأ ما، أو من كونهم ليسوا الأفضل.

الوسواس القهري: الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري الذي يبدأ غالباً في سنوات الدراسة، يُعَدُّ مصدراً إضافياً للتشتت ونقص التركيز.

صعوبات التعلم: يشعر الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة بالإحباط أو بالخجل؛ من أنهم لا يستطيعون فعل ما يفعله الأطفال الآخرون داخل الفصل.

المهام الصعبة: عندما تكون المهمة المطلوبة من الطفل صعبة أو غير ممتعة؛ فإنه يشعر بالملل، وسرعان ما ينقل انتباهه إلى شيء أكثر إثارة.

المشتتات الشائعة: يبحث عقل الطفل الفضولي دائماً عن المشتتات مثل: جهاز تلفزيون أو أداة أو حتى لعبة صغيرة تقع في زاوية الغرفة، خاصة عندما يكون منشغلاً بإنجاز الواجبات المنزلية.

عدم الاهتمام من الوالدين: لجذب انتباه الآباء، يتعمد الأطفال أحياناً عدم التركيز على المهام المطلوبة منهم؛ لذا تأكد من قضاء الوقت مع طفلك كلما سنحت الفرصة.

قلة النوم: تأكدي من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم كل يوم وفي الوقت المعتاد أيضاً؛ إذ تؤثر قلة النوم في تركيز الصغار بشكل كبير.

هل تطالعين طرقاً للتعامل مع طفلك الخجول؟

 

طرق تحسين التركيز

ألعاب التفكير والتركيز تفيد الطفل

ألعاب تساعد على التفكير والتركيز

ألعاب التفكير والتركيز:

يمكنك تدريب وتعزيز قدرة الطفل على التركيز من خلال ألعاب التركيز التي تتطلب التفكير والتخطيط واستخدام الذاكرة، والابتعاد تماماً عن الأجهزة اللوحية والحاسوب؛ لأنها تقلل فعلياً من مدى الانتباه وقوة الذاكرة عند الأطفال.

الطعام الصحي:

يرتبط تناول الطعام الصحي مباشرة بمدى تركيز الطفل، عكس تناول الوجبات السريعة أو الطعام الغني بالسكر.

الأطعمة الغنية بالبروتينات -مثل اللوز والبيض واللحوم الخالية من الدهون- لديها القدرة على زيادة الوعي وزيادة مستويات التركيز.

روتين العمل والمتابعة:

وضع جدول روتيني لطفلك بالأعمال التي عليه إنجازها يومياً، يساعد على التعود وزيادة التركيز.

النوم الصحي:

نوم القيلولة ينعش الذهن ويعزز التركيز، كما أن معظم الأطفال قادرون على التركيز بشكل أفضل بعد قضاء وقت نوم كافٍ خلال الليل.

المهمة التالية:

عندما يكون طفلك مشغولاً، أخبريه بما يجب عليه فعله في المرحلة التالية، وبهذا يستعد نفسياً ومعنوياً لما يجب عليه فعله.

وضع أهداف زمنية قصيرة:

يمكنك تنبيه الطفل إلى أن عدداً معيناً من الصفحات يجب إنجازه في غضون عشرين دقيقة، مع مراعاة أن بعض الأطفال يشعرون بالضغط في الأوقات الزمنية المحددة، وبالتالي يفقدون تركيزهم.

نظام المكافآت:

عند الانتهاء من المهام الصعبة يجب تشجيع الأطفال ومنحهم مكافآت، ويجب التنويع بين المكافآت المادية والمعنوية مثل المدح مثلاً.

إتاحة وقت خاص بهم:

الأطفال نشيطون بطبعهم، ولا بُدَّ من منحهم وقتاً للتنفيس عن طاقتهم، ما قد يساعدهم على التركيز بشكل أفضل في المهمة التالية؛ إذ إن مزج النشاط البدني مع النشاط العقلي فعَّال للغاية.

توزيع المهام حسب الطاقة:

بعض الأطفال لديهم طاقة عالية في الصباح، في حين يتمتع آخرون بالطاقة العالية في المساء، وبالتالي؛ فالأنشطة الصعبة وغير الممتعة تتم في أثناء وقت الطاقة المرتفع، وتُنجز الأنشطة الأسهل في وقت الطاقة المنخفض.

خطوات لدفع الطفل للتركيز:

التركيز والانتباة عادة تلازم الطفل إن اعتادها

التركيز أو عدم التركيز عادة من العادات التي يتعودها الطفل، تكبر معه وتلازمه في جميع مراحله التعليمية، ودور الآباء إدراك: هل يتمتع الطفل بعادة التركيز والانتباه أو أنه اعتاد عدم التركيز فازداد معه؟! ولدفع الطفل للتركيز فلا بُدَّ من:

 

    تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة؛ حتى لا تنخفض مستويات تركيز الأطفال.

    وضع جدول للأطفال؛ روتين يومي لساعات يومهم، حيث يساعد تقسيم الوقت على تقليل مشكلات التركيز، ومنها ما يسبق العودة للمدارس وأخرى في أثناء الدراسة، والأفضل أن تستمر وتدوم حتى ينتظم الطفل في دراسته بشكل جيد.

    الحرص على حضور الاجتماعات المدرسية وضرورة التعرف إلى معلمي الطفل ومواعيد اختباراته، مع تهيئة الطفل ليكون مستعداً ليومٍ دراسي طويل، وعدم السماح له بالخروج قبل تناول وجبة الإفطار، وحصوله على ساعاتٍ كافيةٍ من النوم.

    متابعة جدول الملاحظات الذي ترسله المدرسة، مع مساعدة الطفل على تنظيم واجباته المنزلية المطلوبة منه، مع محاولة تعليم الطفل بعض المهارات المختلفة، ووضع عقوبات للسلوكيات غير الصحيحة، حال عدم الحصول على نتائج جيدة.

    الاهتمام بتركيز الطفل منذ أيامه الأولى، وهو في الرحم قبل ولادته؛ مثل: السعي لجذب انتباه الطفل من خلال الأصوات والروائح، أو التحدث معه باستمرار، ومع الرضيع يمكن استخدام الصور والألوان لشدِّ انتباهه، أو الألعاب التي تحتاج لتركيز وتفكير.

 

نصائح بعد دخول المدرسة

ضرورة متابعةواجبات المدرسة مع الطفل

 

    تحديد وقت معين للدراسة والسير على روتين معين.

    توفير جميع الأدوات التي يحتاجها الطفل من أقلام، وأوراق، ومكتب.

    تخصيص مكان معين للدراسة بحيث لا يمكن للطفل أن يتشتت تركيزه في أثناء المذاكرة.

    متابعة الواجبات الدراسية للطفل أولاً بأول وعدم تركها تتراكم.

    الجلوس مع الطفل أوقات طويلة، والتحدث معه أحاديث ودية، وترك الفرصة الأكبر له للتعبير عن مشاعر.

    التعامل مع كتاب المدرسة والدروس بعامة بحب وود؛ حتى لا يشعر الطفل بمشكلة الدراسة وحاجته للتركيز.

JoomShaper