سيدتي - خيرية هنداوي

"عبارات تجنبيها ولا تقوليها لابنتك المراهقة" نعم، هناك أمهات كثيرات يتحدثن مع بناتهن المراهقات بكلمات وعبارات وتوجيهات قد تبدو بسيطة وعفوية، ولكنها تسبب ضيقاً وإزعاجاً لبناتهن، وبطبيعة الحال الأم لا ترغب أو تقصد ذلك، في الوقت الذي يؤكد علماء النفس والأساتذة التربويون أنها عبارات مدمرة لشخصية الفتاة وتهزّ ثقتها بكينونتها كفتاة، وخاصة خلال سنوات المراهقة، لهذا يجب أن تعرفها الأم أولاً؛ لتحرص على تجنب استخدامها والنطق بها أثناء تعاملاتها مع ابنتها؛ لأنها قد تعوق نموها النفسي الصحي، واحترامها لذاتها وثقتها بنفسها.

معنا الدكتور مرسي السيد، أستاذ الطب النفسي، الذي يذكر بالتقرير بعض هذه العبارات الأكثر شيوعاً، ويوضح الطرق البديلة لها، مع توضيح بأفضل أساليب التربية، ويختم كلامه بعدد من النصائح.

أساسيات التعامل مع طفلكِ ولداً كان أو بنتاً:

فتاة مراهقة.. 13 عاماً

لا ينصح بأسلوب تربية مختلف عند تربية الأبناء من النوعين، الأهم أن تدرك الأم تلك الاختلافات بين الولد والبنت، وتتعامل مع كل منهما بطريقة تناسب اختلافاتهما.

    احذري وضع أبنائك في القوالب النمطية –وفقا للنوع ذكراً أم أنثى-، كتدليل الولد أو الضغط الزائد عليه لينشأ رجلاً، وإجبار البنت على خدمة شقيقها لمجرد كونها فتاة.

    اجعلي الاحترام والتعاون والمساواة أساليب وقيماً تتعاملين بها بشكل متساوٍ بين الولد والبنت، والتعامل مع الاختلافات الفسيولوجية بذكاء عبر وضع الحدود والحفاظ على جدول وروتين يومي متناسق.

    تفهّمي احتياجات واختلافات أبنائك في المراحل العمرية المختلفة، واجعليها الفيصل في التعامل معهم على اختلاف نوعهم وشخصياتهم، واعتماد الاختيارات في أغلب الأحيان، بدلاً من التوجيه المباشر .

هل تعلمين أن ..الحب أحدث الوسائل لتربية الطفل؟

عبارات وكلمات تجنبيها:

فتاة تعترض على توجيهات الأم

هذه ليست وظيفة فتاة!

من الأخطاء الشائعة التي تحدث خلال التربية؛ هو القيام بتصنيف الأعمال على حسب نوع الابن، لهذا قومي بإخبار فتاتك أن كل شخص لديه حرية القرار باختيار وظيفته.

البديل: حدثيها عن رائدات الفضاء والملاكمات وعازفات الكمان ولاعبات الكرة، ما يبسط للفتاة مفهوم المساواة بين الولد والبنت، ويترك في شخصيتها انطباعاً إيجابيّاً عن كينونتها.

أنتِ سمينة جداً!

لا توجد قاعدة أو حقيقة علمية تجعل الفتاة تسعى إلى أن تمتلك جسداً مثل عارضات الأزياء! ورغم هذا فهي تتأثر بعبارة "أنتِ سمينة جداً، وقد يدفعها الأمر إلى تجويع نفسها، وتتطور المشكلة أحياناً لاضطرابات في الشهية مصحوبة بحالات من الاكتئاب الشديد.

البديل : بدلاً من تلك الجملة المحبطة، علّميها فوائد الطعام الصحي ووجّهيها نحوه.. اجعليها تختاره وعلّميها كيف تعده ببساطة.

لا تستطيعين فعل ذلك أبداً!

إن قلتِ لها هذه العبارة فالفتاة لن تجرؤ يوماً على مجرد الحلم، أنت هنا تدفعين طفلتك إلى تخفيض سقف توقعاتها من نفسها وتقليل إمكانياتها.

البديل: حاولي بدلاً من ذلك التعرف إلى اهتماماتها وتشجيعها على المضي قدماً في تحقيق أحلامها، وستصغى لكلامك وتصدقه.

لا تتكلمي عيباً يا بنت!

هذه أسوأ عبارة قد يوجهها أحد الآباء لطفلته الصغيرة! والتي قد تؤدي إلى القمع والاكتئاب لدرجة الرهبة من تكملة الحديث بشكل عام، فمن حق الفتاة أن تتكلم وأن تعبر عن رأيها.

البديل: واجب الآباء يتمثل في تشجيعها على التعبير عن نفسها دون اعتراض وتوبيخ.

لا تضحكي بصوت عالٍ!

 

يحق للأولاد الضحك بصوتٍ عالٍ أو اللعب بصخب، والسؤال: هل عفواً سيدتي الأم نحن هنا نربي في أطفالنا دروس التمييز بين الولد والفتاة دون وعي منا؟!

البديل: شجّعي طفلتك الصغيرة على اللعب والضحك بالطريقة التي تفضلها، مع بعض التوجيه الذي من شأنه حمايتها من الأذى، ويظهرها في صورة مقبولة.

تلعبين مثل الصبيان تماماً!

ما الذي يضايقكِ سيدتي إذا كانت ابنتكِ مغرمة بلعب الكرة أو مشاهدة الملاكمة، إن كانت ترتاح بارتداء الجينز وتفضّل قصة شعر بسيطة.

البديل: اتركي لها الخيار ولا تصفيها بالتمثل وتقليد الولد، فذلك يقلل من اعتزازها بنفسها كفتاة.

كوني لطيفة!

من الرائع أن نتصرف جميعا بلطف كبشر! ولكن كثيراً من الآباء لا يستخدمون هذه العبارة مع الفتاة بكثرة؛ ما يعلّمها أن تضع مشاعرها واحتياجاتها جانباً، ما يخلق مشكلات مستقبلية في التعامل مع الأشخاص المحيطين بها.

البديل: الجملة تشعر الفتاة بضرورة التحفظ في التعبير عن مشاعرها، وربما محاولة التكتم وإخفاء بعضها ومعها بعض الحقائق.

أنتِ أجمل فتاة بالعالم!

كثير من الأمهات يوجهن مديحاً مبالغاً به- ضاراً- لبناتهن،نعم هنّ جميلات ورائعات ولا مثيل لهن، ولكن المبالغة في توجيه المديح لهن يجعل الابنة تعيش حالة من النرجسية والخيلاء، ويحفزها على الاعتماد والتركيز على جمال الشكل أو ترتيب الملابس التي ترتديها بشكل مفرط.

البديل: عليكِ التوقف عن مدح طفلتك بشأن الأشياء التي لا يد لها بها، كالشكل الخارجي أو الجاذبية أو الذكاء، واعملي على توجيه مديحك إلى الأشياء التي تستطيع أن تتحكم بها؛ مثل عملها الجاد، وأسلوبها في العطف على الغير، ومساعدة المحتاج، وما إلى ذلك، ولا مانع من استبدال الجملة بقول: أنتِ أجمل ابنة في عيوني.

أتمنى لو كنتِ مثل...

للأسف كثيراً ما تضع بعض الأمهات بناتهن داخل مقارنات لا تفيد بقدر ما تترك من مشاعر سلبية، وتسبب الضرر الدائم وإحساساً بتدني الثقة بالنفس لديهن، وهو أمر نحاول تجنبه حتى نحقق التفرد ونبتعد عن شعور عدم الكفاية الذي قد نخلقه في داخلهن.

البديل: تحكمي بنفسك ولا تقارني طفلتك بأي أحد، ولا تدفعيها على التشبه بالغير؛ فتقوم بما لا ترغب القيام به.

الفتاة تساعد ماما بالأعمال المنزلية

نحن بحاجة لأن نعامل البنات والأولاد بالمثل، وعلى جميع أهل المنزل التعاون بالأعمال المنزلية، التعاون بالأعمال المنزلية، وأن نتشارك في إنجاز المهام.

البديل: ليس من العدل أو المنطق أن تقوم الفتاة بالتنظيف، بينما يلعب أخوها في الغرفة المجاورة.

قوية ومتسلطة... إلخ

تُستخدم هذه الكلمات المؤذية في مجتمعنا لوصف الفتاة التي تتجرأ لتسأل عما تحتاج إليه، والتي تتحدث عن مشاعرها بصوت عالٍ، في الوقت الذي يتوقع منها المجتمع أن تجلس هادئة صامتة دون أن تحدث أي جلبة، وإلا فهي غير مؤدبة ولا تحترم والديها.

البديل عزيزتي الأم: إن الفتاة التي تعبر عن رأيها بصوت عالٍ ليست فتاة سيئة أو جريئة بلا حدود، إنما هي فتاة قادرة على السعي وراء أحلامها وتحقيقها وستغير عالمها نحو الأفضل.

طالعي هذه الكلمات الجميلة عن البنات

"البنات نعمة من نعم الجنة"

البنات هبة ونعمة كبيرة، فاستمتعي أيتها الأم بتربية ابنتك واصبري على صحبتها، وافتخري بها.

البنات نعمةٌ من نعم الجنَّة، ونسمة رقيقة تلامس الرُّوح، فَـهنيئاً لمَنْ رُزق بالبنات، جمالهن وروعتهن لا تضاهي أي شيء.

لا سعادة لبيت لا يوجد به بنات، فالبنات هن اللواتي يجلبن الحظ الجميل الحلو للبيت وأصحابه.

البنات كالنسمة الرقيقة الناعمة التي تلامس وتداعب أرواحنا وتجعلنا نحبهن ونعشقهن رغماً عنا.

البنات هُنَّ نبض الحياة في كلِّ بيت تزدان الجدران بِـحكاياتهن الملونة وتصدح الأركان بِـضحكاتهن العذبة.

ابنتي أكبر إنجاز لي، إنها نجمة صغيرة، وقد تغيرت حياتي كثيراً للأفضل منذ مجيئها.

خطوات لتتمتع الفتيات بالثقة في النفس

أم تشارك طفلتها الاهتمام بتنسيق شعرها

قد تكون الفتاة جميلة، وتتمتع بروح جميلة وبحضور جيد، ورغم ذلك لا تشعر بالثقة الكاملة بنفسها، ولذلك هناك خطوات بسيطة ينصح بها خبراء النفس والاجتماع، تزيد من ثقة الفتاة بنفسها:

    اهتمي بنفسك جيداً، دللي نفسك كالطفلة، وامنحي نفسك الوقت الكافي لتحسني مظهرك، وشعرك وبشرتك، وطلتك التي يراها الناس.

    اهتمي بتناول الأطعمة الصحية، ليستفيد شعرك وجسدك، وانتظمي في ممارسة التمارين الرياضية؛ للتخلص من التوتر والشعور بالهدوء.

    اهتمي بداخلك، حافظي على تغذية عقلك بالأفكار الايجابية، وفكري في طبائعك وتحسينها وعدم التفكير بشكل سلبي في عيوبك.

    الاهتمام بعائلتك وأصدقائك، والخروج كل فترة من جو الملل إلى نزهات جميلة تقضين فيها أوقاتاً سعيدة، وتحققين حضوراً بين الناس.

    ابتعدي عن كل ما يجعلك تفكرين بسلبية وانهزامية، واتخذي موقفاً مع كل من يحاول التقليل من شأنكِ، ويشعرك بفشلك دائماً، وابتعدي عنهم.

    كوني نفسك ولا تقلدي أحداً، ولا تقولي أريد أن أصبح مثل هذه أو تلك، وذكرى نفسك بأن لديك مميزات لا يملكها أحد، وتوقفي عن المقارنات.

    أحبي ميزاتك، واكتبي كل صغيرة وكبيرة تحبينها في نفسك، سجلي بذهنك المميزات الجسدية والشخصية والعقلية فيك، وركزي عليها.

    اعرفي قدر نفسك وتفهمي بأن لك قيمة كبيرة، وأن بقدرتك التأثير في حياة الكثيرين، وتصرفي بثقة وتجنبي الشكوك من إخفاقاتك، كثيرون يخفقون.

JoomShaper