سيدتي - لينا الحوراني

تحلم كل أم بمستقبل أبنائها. سواء كان ذلك بمتابعتهم وهم يتنافسون في الألعاب الرياضية، أو الاحتفال بفوزهم بجائزة عالمية، أو إرسالهم إلى الكلية التي يحلمون بها، فإن معظم الآباء والأمهات يأملون في أن يكون لديهم طفل ذكي متميز أكاديميًا وشخصيًا يحقق النجاح في أي مسار يختاره.

لكن كيفية تربية أطفال أذكياء يكبرون لتحقيق أحلامهم. لا توجد لها وصفة سحرية لكيفية تربية عبقري، فإن الآباء يلعبون دورًا رئيسيًا في نجاح أطفالهم! كما يؤكد الخبراء والمتخصصون.

تشير الأبحاث الصادرة عن المعهد الوطني للصحة إلى أن 50% من الذكاء يأتي من الوراثة، في حين يأتي النصف الآخر من عوامل أخرى، بما في ذلك بيئة الطفل. وهذا النصف هو ما يستطيع الآباء التحكم فيه، فيلعبون دورًا رئيسيًا في دعم التطور المعرفي لأطفالهم.

ما هو النجاح؟

إن تربية طفل لامع تتطلب علامات جيدة في المدرسة، وحتى تحققي ذلك عليك أن تعرفي كيف يبدو النجاح لطفلك من منظوره؟ ما هي اهتماماته وهواياته؟ وهل تسمح له بيئة مدرسته بمتابعة تلك الهوايات والنجاح فيها على أكمل وجه؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ففكري في خيارات مدرسية بديلة تسمح لطفلك بملاحقة اهتماماته وتحقيق أهدافه، سواء كانت مدرسة افتراضية أو تقليدية، فبيئة التعلم الخاصة بالطفل تلعب دورًا كبيرًا في نجاحه خارج الفصل الدراسي.

10 أسرار لتربية طفل متميز أكاديميًا وشخصيًا

يتمتع الوالد أو مدرب التعلم بتأثير أكبر على مستقبل الطالب مقارنة بأي شخص آخر. ورغم أنه قد لا يكون هناك سر واحد لتربية أطفال أذكياء، فهناك أشياء يمكنك القيام بها كوالد أو ولي أمر أو مدرب للمساعدة في تربية طفل ذكي.

واستناداً إلى رأي الخبراء والمتخصصين، فيما يلي 10 خطوات حول كيفية تربية أطفال أذكياء.

  1. اقرأي لأطفالك وهم مواليد

هناك مجموعة كبيرة من الأدلة التي توضح فوائد القراءة لطفلك، بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة. تساعد القراءة الأطفال الصغار، وحتى المواليد، على تطوير مهارات اللغة والاستماع، وبناء المفردات، وإلهام الإبداع، وتحسين المهارات الإدراكية. كما توضح أبحاث أخرى أجراها المعهد الوطني للصحة العلاقة بين القراءة والذكاء. حيث تبتكر القراءة أطفالاً أكثر ذكاءً.

وبينما تقرأين لطفلك عندما يكون صغيرًا جدًا، اجعليه يقرأ لك عندما يكبر. يساعده هذا على تطوير فهم أعمق للغة والقصة، كما أنه طريقة رائعة للترابط. وللمساعدة في الحفاظ على اهتمام طفلك ومشاركته في القراءة ، قومي برحلات منتظمة إلى مكتبتك المحلية ودعيه يختار الكتب التي يرغب في قراءتها.

  1. خصصي لطفلك وقتًا للعب غير المنظم

هل يمكن أن يساعد اللعب طفلك على أن يصبح أكثر ذكاءً في المدرسة؟ الجواب نعم، فالأطفال فضوليون بطبيعتهم ، كما أنهم يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب.

إن منح الأطفال وقتًا للعب غير المنظم كل يوم يدعم نموهم المعرفي والاجتماعي والعاطفي . يجب أن يكون اللعب بقيادة الطفل، ما يشجع الإبداع، ويبني مهارات حل المشكلات عند الأطفال، ويمنحهم شعورًا بالاستقلالية. يجب أن يكون هذا الوقت خاليًا من الأجهزة الإلكترونية حتى يتمكن الأطفال من تحقيق الإمكانات الكاملة للعب غير المنظم. لتجعلي أطفالك يستمتعون بمزيد من اللعب غير المنظم لدعم التعلم.

يبحث العديد من الآباء عن خيارات مدرسية بديلة مثل المدرسة عبر الإنترنت أو التعليم المنزلي. ومع الجداول الزمنية المرنة التي توفرها هذه الخيارات، يمكن للآباء تخصيص المزيد من وقت اللعب غير المنظم ليوم أطفالهم لدعم نموهم وتطورهم الفكري.

  1. دعيهم يرتكبون الأخطاء

من الصعب حقًا أن تشاهدي طفلك يعاني - غريزتك الطبيعية هي مساعدته. ولكن إذا كنت دائمًا تتدخلين لحل مشاكله، فلن يتعلم أبدًا كيفية حل المشكلات بنفسه.

تشير الأبحاث إلى أن الفشل عند الأطفال هو أفضل معلم عندما يتعلق الأمر بتعلم كيفية التحلي بالذكاء. يتعلم الأطفال وينمون من خيبات أملهم وأخطائهم، ما يؤدي إلى النجاح في وقت لاحق من الحياة. إذا وقعوا في الكثير من المتاعب، فلا تترددي في توجيههم، لكن تربية طفل ذكي تعني أحيانًا السماح لهم بارتكاب الأخطاء.

5 نصائح تساعد طفلك على النجاح في الحياة

  1. اجعلي أطفالك يتحركون بنشاط دائماً

قد تتساءلين هل الحركة سر تربية الأطفال الأذكياء؟ نعم وهذا ما يؤكده الخبراء، في حين نسمع الكثير عن الفوائد الجسدية للتمارين الرياضية، هناك أيضًا فوائد عاطفية وإدراكية. تعمل التمارين في الهواء الطلق على تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم. كما يمكنها أن تساعد الأطفال على التركيز بشكل أفضل في المدرسة - عندما يخرجون من الحيرة، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على الاستماع والاحتفاظ بما يتم تدريسه لهم في الدرس.

لتربية طفل أكثر ذكاءً، تأكدي من حصوله على متسع من الوقت لممارسة الرياضة. يمكن أن يكون ذلك بسيطًا مثل أخذ فترات راحة لمدة 5 دقائق لممارسة الرياضة طوال اليوم.

ساعدي طفلك على إيجاد أنشطة خارج المنهج الدراسي تشجعه على ممارسة الرياضة، مثل الانضمام إلى رياضة جماعية أو نادي جري محلي. ممارسة الرياضة مفيدة جدًا لنمو التفكير!

  1. تناولي العشاء مع أطفالك

مع الجداول الزمنية المزدحمة والتزامات العمل، قد يكون من الصعب تخصيص وقت لعشاء عائلي لطيف. لكن العشاء العائلي مهم للغاية للتطور العاطفي والإدراكي لطفلك.

هذا لا يعني أن تقومي بإعداد وجبة طعام صعبة التحضير بقدر ما يتعلق بتخصيص الوقت للتجمع كعائلة. حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون وجبات منتظمة مع عائلاتهم يتمتعون بمهارات تواصل أعلى، واحترام ذاتي أفضل، وأقل عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر في وقت لاحق من الحياة. كما أن لديهم نظامًا غذائيًا أكثر توازناً، وهو عامل رئيسي آخر يساهم في تربية طفل أكثر ذكاءً.

خصصي أيامًا كل أسبوع للتجمع وتناول العشاء كعائلة لمساعدة طفلك على تحقيق النجاح في المستقبل.

  1. ابتكري روتيناً جيداً لوقت النوم

يلعب الحصول على قسط كافٍ من النوم دورًا مهمًا في التطور المعرفي للطفل. حيث تُظهر الأبحاث وجود علاقة مباشرة بين الذكاء والنوم. فالأطفال الذين يحصلون على القدر المناسب من النوم يؤدون بشكل أفضل في الاختبارات. وعند محاولة تربية أطفال أذكياء وناجحين، من المهم التأكد من حصولهم على القدر الأمثل من النوم.

تشير التوصيات العامة عادة إلى ما بين 10 إلى 13 ساعة من النوم للأطفال في سن ما قبل المدرسة، و9 إلى 12 ساعة من النوم لأطفال المدارس الابتدائية، و8 إلى 10 ساعات من النوم لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية.

  1. كلفي أطفالك ببعض المهام المنزلية

في بعض الأحيان، تكون تجربة الحياة خارج الفصل الدراسي هي التي تعلم الأطفال كيفية زيادة ذكائهم في المدرسة. تُعَد الأعمال المنزلية جزءًا مهمًا من نمو الطفل. فقد أظهرت الدراسات التي تتبعت 25 عامًا من البيانات أن المراهقين الذين بدأوا في أداء الأعمال المنزلية في سن الثالثة أو الرابعة كانوا أكثر تمكناً لامتلاك قدر أعلى من الذكاء وعلاقات أفضل. يمكن للآباء الآن أن يفرحوا بمعرفة أنهم من خلال تكليف الأطفال بالأعمال المنزلية، فإنهم يربون طفلًا أكثر ذكاءً!

تمنح الأعمال المنزلية الأطفال شعورًا بالارتباط والهدف. فمن خلال قيام بالأعمال المنزلية، يتعلمون المسؤولية ومهارات حل المشكلات. كما يحصلون على خبرة عملية في الأشياء التي سيضطرون إلى القيام بها عندما يكبرون ويخرجون إلى العالم بمفردهم، مما يساهم في نجاحهم في المستقبل.

  1. مارسي الألغاز والأحجيات، وألعاب التعليم مع أطفالك

مثلما يستفيد الجسم من التمارين الرياضية، يحتاج الدماغ أيضًا إلى التمارين الرياضية. لتربية طفل ذكي، العبي معه الألعاب مثل لعبة الداما والشطرنج والطاولة فهي تساعد الأطفال على التفكير وحل المشكلات أثناء محاولتهم الفوز، ما يبني لديهم القدرات المعرفية. أعطي طفلك أشياء مثل المكعبات والليغو وقطع لينكولن الخشبية لاستغلال إبداعه في صنع هياكل جديدة. كما تعد الأنشطة الأخرى مثل الألغاز والبحث عن الكلمات والأحاجي طرقًا رائعة لتدريب عبقري ناشئ على ممارسة عقله.

إذا كان لديك طلاب في المرحلة الثانوية، فامزجي بين التكنولوجيا والواقع الافتراضي. دعيهم يمارسون أنشطة التعليم الافتراضية المجانية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تمنح المراهقين تجربة الواقع الافتراضي بينما تعلمهم درسًا أو درسين في العلوم والرياضيات.

  1. قومي بتسجيلهم في دروس الموسيقى

على الرغم من أن الاستماع إلى الموسيقى له تأثير مهدئ على الدماغ، ويساعد في تخفيف التوتر، إلا أن الدراسات تشير إلى أن تعلم العزف على آلة موسيقية يبني القدرات الإدراكية. كما أن أخذ دروس الموسيقى يؤدي إلى تحسين مهارات فهم القراءة، وقد أظهرت بعض الدراسات أنها تعمل أيضًا على تحسين مهارات الرياضيات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلم العزف على آلة موسيقية أو تعلم الغناء أمر ممتع! إن تعلم العزف على الموسيقى يعد منفذًا إبداعيًا رائعًا لطفلك، بالإضافة إلى الفوائد التعليمية.

  1. اذهبي مع أطفالك للاستكشاف

ماذا لو كان سر تربية الأطفال الأذكياء هو الخروج من الفصل الدراسي؟ يحب الأطفال الرحلات الميدانية! الخروج والاستكشاف طريقة رائعة لتوسيع مدارك طفلك من خلال تجارب جديدة. إن القيام بنزهة في الطبيعة، أو زيارة متحف أو حديقة حيوان أو حوض أسماك، أو الذهاب لمشاهدة مسرحية يمنح الأطفال تجربة عملية غامرة تدعم التعلم.

للبدء بذلك، ابحثي عن الأماكن المحلية المثيرة للاهتمام. قد تتفاجأين ببعض المتاحف أو المتنزهات العامة المخفية في منطقتك والتي يمكنك استكشافها مع طفلك وتعلم شيء جديد! إنها أيضًا طريقة رائعة لقضاء الوقت معًا.

وإذا كنت لا تستطيعين الخروج اليوم؟ جرّبي القيام برحلة ميدانية افتراضية مع طفلك إلى القمر لتحفيز فضوله من خلال درس سريع في علم الفلك عن الكواكب والنجوم.

11.علمي طفلك مساعدة الآخرين

إن مساعدة الآخرين، والتعاطف مع المحتاجين، واللطف مع الناس، والتطوع هي أمثلة على كيف يمكن لأطفالنا العثور على نوع مختلف من النجاح - وأن يكونوا قوة إيجابية للتغيير في العالم.

كما أن هذا ينشئ أطفالاً متعاطفين مع غيرهم، وممتنون لما تقدمينه لهم، اصطحبي طفلك في زيارة لدار أيتام، أو كبار في السن، لوضعه في أجواء المكان، فهذا يجعله يقارن بين عواطفهم، وعاطفته المستقرة والمتعلقة بك.

JoomShaper