سيدتي - خيرية هنداوي
نعم يمكنك سيدتي الاستعداد لوصول المولود بداية من الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهذا لن يقتصر على زيارة طبيب أمراض النساء والتأكد من أن التغطية الصحية التي تحصلين عليها توفر لك ما ستحتاجين إليه. فهناك موضوع ثانٍ عليك الاهتمام به في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان؛ وهو مراعاة مشاعر الطفل الأول، والذي تظهر بوادره السلبية بمجرد مجيء المولود الجديد للمنزل، وهنا عليك التمهيد حتى يستطيع الأخ أو الأخت المشاركة في استقبال المولود الجديد بحب ولهفة صادقين.
اللقاء والدكتور محمودالتهامي أستاذ طب النفس بمركز البحوث لشرح الآثار النفسية على الطفل الأول بسبب مجيء المولود الجديد، ورصد عشرات الخطوات التمهيدية التي على الأم الالتزام بها، بجانب ذكر لعلامات الغيرة؛ وذلك بقصد تنبيه الأم وتوعيتها.
الطفل الأول يتابع حركات المولود الجديد
ولادة الطفل الثاني يمثل تحدياً يواجه الأم، وإلزاماً برعاية من نوع ثانٍ لنفسية الطفل الأول؛ حتى يتقبل -أو تتقبل- الأخ الجديد.
الطفل الأول يحمل بداخله مجموعةً مختلفةً من المشاعر؛ منها الإثارة والترقب والغيرة، وضيق بسبب وجود المولود والاهتمام به.
إذا كان الأخ الأول صغيراً ولا يستطيع التعبير عن مشاعره، فقد يحدث له نوع من النكوص أو التراجع في بعض الأمور كان قد تعلمها بالفعل.
إعداد الطفل لاستقبال المولود الجديد.. يبدأ عند إخباره بموضوع الحمل، وليس بعد ظهور البطن.
أخبري طفلك بخبر الحمل، ولا تجعليه يعرفه من شخص آخر، ويجب أن يكون هناك مقدمة تمهيدية.
أخبريه ببساطة محببة له بأن وجود طفل آخر سوف يسعده كثيراً، وسيجد مَن يلعب ويتحدث معه.
كيف أتعامل مع غيرة صغيري من المولود الجديد؟ الإجابة بالتقرير
قدمي للطفل الأول معلوماتٍ مهمةً عن المولود
أخبري طفلك بأن هذا المولود لن يستطيع اللعب معه فور وصوله، وأنه سيكون صغيراً في البداية، ومع الوقت سيكبر ويمكنه مشاركتك.
تعرفي إلى ما في ذهن ابنك، وجاوبي على أسئلته، وطمئني مخاوفه، وأشعريه بتميزه عن أخيه الصغير في القدرات والمهارات.
اطلبي مساعدة طفلك وأنتِ تقومين بتحضير احتياجات المولود المنتظر؛ مما يجعل الأمر ممتعاً، ويجعله يتشوق لرؤيته واستقباله.
انقلي لطفلك معلومات تخص المولود الجديد؛ فهو يتناول الحليب، يبكي كثيراً، لا ينام بشكل منتظم، ويرتدي الحفاضات ولا يستخدم الحمام.
اصطحبي طفلك للطبيب ليشاهد مراحل تطور الجنين داخل بطنك وذكريه بنفسه عندما كان جنيناً، ليربط بين الصور والمولود الجديد.
اطلبي بوضوح المساعدة في تحمل مسؤولية المولود
تحدثي مع طفلك.. حول المرحلة القادمة، والذهاب للمستشفى والتغيب لبعض الأيام للولادة، حتى لا يُفاجأ مع اقتراب موعد الولادة.
اطلبي من طفلك.. تحمل بعض المسؤولية أثناء هذه الفترة، وانك ستحضرين له لعبة يحبهان وقدميها له وأنت تحملين المولود.
احملي مولودك.. بين أحضانك، ولكن اجعلي اللقاء الأول بالمنزل مليء بالحب والاهتمام.. فالانطباع الأول مهم ويدوم.
احذري من عدم إعطاء الطفل الأول.. ما كان يحصل عليه من وقت واهتمام ورعاية، واهتمي بألا تنشغلي عنه بسبب الرضيع.
اطلبي مساعدة الأهل.. المقربين في هذه الفترة؛ لأن الطفل لن يتفهم انشغالك عنه مهما حاولت التوضيح.
استعيني بالأهل.. ليحملوا عنك مسؤولية الرضيع لبعض الوقت- وليس العكس- لتجلسي مع طفلك الأول.
اطلبي من الأب مشاركتك.. بأن يجلس مع الطفل الأكبر ويشاركه أنشطته وهواياته؛ حتى لا يشعر بأنه أصبح وحيداً بعد قدوم المولود.
احذري الغيرة من المولود..أول المشاعر السلبية
الغيرة والعدوانية أول المشاعر السلبية
لا تنزعجي.. الغيرة مشاعر متوقعة، وتُعد من المشاعر الطّبيعيّة التي تدل على صحّة الطفل النفسيّة والعقلية.
لا تقومي بتوبيخ طفلكَ عندما يُقدم على تصرّف سيّئ بعد قدوم المولود الجديد، فهو يلفت انتباهكَ له.
استوعبي غيرته وتفهمي شعوره، وكرري عليه بأنّه ما زال مصدر حبّ واهتمام من جانبك ووالده.
انتبهي فإن تهافت الهدايا الخاصّة بالمولود الجديد من قبل الأهل والأصدقاء، تزيد من شعور الطفل بالغيرة.
تفاهمي مع الضيوف، كما يمكنكَ أن تشتري له لعبة أو اثنتين ليشعر بأنّه أيضاً موضع اهتمام، ولم يصبح منسياً بعد.
أطلبي منه أن يساعدكَ بالعناية بالمولود؛ أن يُحضر لكَ الحفاض أو زجاجة اللبن أو اللهاية، وامتدحيه واشكريه عند إحضارها.
يمكنك السماح له بإرضاع المولود من زجاجة الرّضاعة وكوني بجانبه، واتركيه ليحمله دقائق ليساعده على التجشّؤ.
شجّعي طفلكَ على التحدّث معكَ بصراحة عن طبيعة شعوره تجاه المولود الجديد، وأنتِ تشاركينه بعض أنشطته.
لا تُغيّري أيّ من الرّوتين اليومي الذي اعتدتِ أن تفعليه مع طفلكَ الأكبر، ليشعر أنّ الحب باق والأمور ما زالت كما هي.
علامات الغيرة من المولود الجديد
الغيرة من المولود الجديد شعور طبيعي، ولكن هناك علامات سلبية:
تجدين طفلك الأول يُنكر وجود المولود ويتجاهل حديث الأم عنه، ولا ينظر إليه وكأنّه غير موجود.
يُظهر أحياناً تصرفات عدوانيّة تجاه المولود أو يُحاول إيذاءه، وقد يزيد من تعلقه بالأم، بعد أن كان مستقلاً وله عالمه الخاص.
يبدأ بتقليد سلوكيّات المولود الجديد في محاولة منه لجذب اهتمامك؛ وربما للتحدث معك مدة أطول.
يطالبك بحمله أكثر من مرة، أو أنه يرفض الدّخول للحمّام بمفرده، أو يمتنع عن النّوم وحده بغرفة منفصلة.