لا شكّ في أنك تحبين أوقات المداعبة والدغدغة التي تعيشينها مع طفلك. في ما يلي أربع خطوات لا بد من اكتشافها وتطبيقها لتتنعّمي بلحظات لا تُنسى مع طفلك!
لا توفّر المداعبة متعة تتشاركين بها مع طفلك فحسب، بل تُعتبر عاملاً مهماً جداً في نموّه. بعد أن أمضى الطفل في بطنك شهوراً ملؤها الدفء، يحتاج إلى استعادة هذا الاحتكاك بك. كذلك، تساعدينه على النمو من خلال غمره بالعناية والاهتمام، ما يمنحه شعوراً بالأمان. تقوده هذه العلاقة تدريجياً نحو تحقيق الاستقلالية في أفعاله.
اليوم، سنكشف لك عن مزايا التدليك، الاحتضان، الغناء، الهدهدة، لإعطاء طفلك أكبر متعة ممكنة.
يحبّ الدغدغة... دلّكيه!
الملامسة أمر أساس لنمو الطفل. إذ يدرك هذا الأخير حدود جسمه، ما يساعده لاحقاً على الانغماس في اكتشاف العالم. كذلك أثبت التدليك منافعه في مجالات عدّة: تقوية جهاز المناعة، الجهاز الهضمي، التنفس، الدورة الدموية...
عملياً، اختاري وقتاً يكون فيه الطفل هادئاً ومرتاحاً، بعد تغيير الحفاض أو بعد الحمّام مثلاً. اطلبي منه الإذن من خلال ملامسته والتكلم معه. إذا أشاح نظره عنك وبدأ يتخبّط، أرجئي الجلسة. ضعيه على سجّادة صغيرة على الأرض أو فوق جسمك، على أن يجلس في حضنك، واستعملي زيت التدليك (باللوز الناعم مثلاً). في البداية، دلّكي الساقين بحركاتٍ ذهاباً وإياباً، انطلاقاً من الفخذين وصولاً إلى أخمص القدمين. يمكنك أيضاً ثني ساقيه على بطنه أو تحريكهما في الهواء. المناطق الأخرى التي يمكن تدليكها: البطن، القفص الصدري، الظهر.
يحبّ صوتك... غنّي له!
يتعرّف الطفل على صوتك قبل ولادته حتى. منذ الأيام الأولى، يحتاج إلى سماع الأصوات وإلى العناية التي تتمثّل بكلام أهله. من خلال الغناء، تظهرين له مدى اهتمامك به لفترة طويلة من الزمن.
عمليّاً، لا شيء يجبرك على غناء مقاطع طربيّة قديمة إذا لم تجيدي ذلك. اختاري مقطعاً تحبّينه وتستمتعين بغنائه. لا مشكلة إذا لم يكن صوتك جميلاً! فطفلك ليس خبير موسيقى، هو ببساطة يحبّ سماع صوتك. ابدئي بالدندنة قبل الاسترسال في الغناء.
يريد النوم... هدهديه!
حين يحلّ موعد النوم، يحتاج الطفل إلى رفقتك ليتأكد من أنك ستكونين إلى جانبه حين يستيقظ. الهدهدة طريقة تخبرين الطفل عبرها بما يلي: «يمكنك النوم الآن، أنا بجانبك، أنت بأمان، لن أتركك أبداً». عندها، يطمئنّ وينام نوماً عميقاً.
عملياً، يمكنك هدهدته بهدوء أو بإيقاع سريع. في المكسيك مثلاً، تؤرجح النساء أطفالهنّ على أرجوحة النوم بإيقاع سريع جداً لتهدئته حين يبكي. احمليه بين ذراعيك واحرصي على إسناد عنقه جيداً. أرجحيه بهدوء وأنت تمشين أو جلوساً عبر تحريك ساقيك، من اليمين إلى اليسار، أو من الأمام إلى الوراء. راقبي تعابير طفلك، فهو من سيرشدك على الحركات التي يفضّلها.
خلال النزهة... احمليه!
يستفيد الطفل كثيراً حين تحملينه خلال النزهات بحامِلة الأطفال القماشية، سواء على بطنك أو على ظهرك. هكذا يمكنه النوم بأمان وهو «مُغلّف» ومطمئن، فيستفيد من حرارة جسمك ورائحتك. إنه حلّ عملي أيضاً للنساء اللواتي يُرضعن أطفالهنّ.
على عكس حامِلة الأطفال التقليدية، يتيح استعمال الوشاح احتكاكاً أكبر بينكما. عند حمله، لا تتردّدي في شدّ القماش جيداً. كلّما اقترب الطفل من جسمك، كلما شعرتِ بارتياح أكبر. لكن احرصي على أن يكون رأسه خارج اللفافة. توجد ثلاث طرق أساسية لحمل الطفل: على بطنك، على ظهرك، أو على مستوى الوركين. إذا حملته من الأمام، أي على بطنك، ستستعيدين مشاعر الحمل ويمكنك مراقبته طوال الوقت. تفادي حمله وهو يدير ظهره إليك، إذ لن يشعر بالراحة. أما إذا حملته من الخلف، أي على الظهر، فيمكنك التفرّغ لأعمالك خلال النهار، لأنك حرة في تحركاتك ولا تتعبين بسرعة. احمليه على مستوى عالٍ كي يستفيد من رؤية العالم الخارجي
عودة موضة «التقميط»
عادت النزعة إلى تقميط الطفل مجدداً! تقضي هذه التقنية بلفّ الطفل في غطاء خاص لتجميد ذراعيه وساقيه. هدف ذلك منحه الشعور الذي كان يحسّ به في بطن أمه، أي بأنه مُحاط. يساهم ضغط القماش على بطنه في إعطائه شعوراً بالراحة. لم تعد هذه التقنية معتمدة في عدد من البلدان خوفاً من إعاقة أعضاء جسم الطفل ومن تأخير تعلّمه المشي. لكن يرى بعض الخبراء أنّ هذه الطريقة قد تساهم في تهدئة الطفل الشقيّ، لكن يجب استعمالها لهذا الغرض حصراً، لا بشكل دائم لحثّه على النوم.
عند موعد النوم، يمكنك ببساطة تصغير مساحة سريره من خلال وضع الوسائد حوله، ما يعطيه شعوراً بالدفء والاحتضان.
صوت العراق