فورت (ألمانيا)-د ب أ
إذا ما أتلف الطفل لعبة أخيه، فإنه يتعين عليه - حسب سنه - تعويضه عن ذلك. وأوضح عضو المؤتمر الاتحادي للاستشارات التربوية بمدينة فورت جنوب ألمانيا هيرمان شويرير إنجليش، أنه بالنسبة للأطفال في سن المدرسة يمكن أن يتم هذا التعويض من خلال إعطاء الطفل لأخيه نقوداً من مصروفه الخاص، مشيراً إلى أن الطفل في هذا السن يكون على دراية بأفعاله، وبالتالي يقوم في الغالب بإتلاف لعبة أخيه عمداً.
وبالنسبة للأطفال الصغار أو في سن رياض الأطفال يُفضل أن يتولى الآباء زمام الأمور في الواقعة؛ حيث ينبغي عليهم أن يعطوا الفرصة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم وأن يفرضوا على الطفل الذي كسر لعبة أخيه تقديم اعتذار له. وفي هذا السن يمكن أن يتحمل الآباء أنفسهم مسألة التعويض المادي للطفل المتضرر. ويؤكد الخبير التربوي الألماني شويرير إنجليش على أن مثل هذه المواقف تُعد بمثابة فرصة جيدة للآباء للتحدث مع أطفالهم حول مراعاة واحترام ملكية الآخرين.
وليس الإتلاف فحسب، بل قد يقوم عدد من الأطفال بسرقة ممتلكات الآخرين، وقد تبدأ هذه العادة لديهم بين 4-8 سنوات، وإن استمر حتى سن 10-15 عاماً فهو يعاني من سلوك مرضي بحسب خبراء النفس ويستدعي العلاج.
وهنا نستعرض من خلال موقع "أولادنا" الأسباب التي تقف وراء سرقة الأطفال وهي كالآتي:
1- الجهل بمعنى الملكية: حين يمد الطفل يده إلى لعبة أخيه أو زميله في المدرسة فهو لا يفعلها بدافع السرقة إنما جهلاً بمعنى الملكية ولا يعتبر ما قام به أمراً مشيناً بحكم نموه العقلي والاجتماعي.
2- الغيرة والانتقام: قد يسرق الطفل بدافع الغيرة من أحد زملائه أو إخوته لأنه ينال اهتماماً أكبر من المعلمة أو من والديه، كما قد يسرق الطفل انتقاماً من قلة الاهتمام به أو محاولته للفت انتباه والديه.
3- الخوف من العقاب: أحياناً يفقد الطفل لعبته أو هدية قدمها له أحد والديه، أو استعاره منهما، حينها يشعر الطفل بالخوف ولا يفقه كيفية التصرف فيقوم بسرقة واحدة مثلها من أحد زملائه أو إخوته.
4- الحرمان: الطفل الذي يحرم من شيء قد تتوق نفسه إليه أحياناً لذلك يلجأ إلى السرقة، فقد يسرق الطعام لأنه جائع أو يسرق شيئاً من أجل دراجته أو لأن النقود تنقصه لشرائه أو لأن والده بخيل.
5- التقليد: أحياناً يدفع الطفل ثمن تصرفات والديه، فمثلاً إن رأى أن أمه تسرق النقود من محفظة والده دون معرفته فهو سيقوم بالمثل، والحال سيان إن كان الأب سارقاً.
6- حب الاستطلاع: قد يكون حرص الأم الشديد على حفظ أشياء معينة بعيدة عن الطفل وقد يظهر الأمر بصورة مبالغة حينها يندفع الطفل لذلك الشيء بدافع الاستطلاع والاكتشاف والعبث به وسرقته.
وعن خطوات علاج الأطفال من هذه المشكلة ووقايتهم منها نورد بعض النقاط:
1- زرع الشعور بالملكية لدى الطفل، من خلال تخصيص دولاب خاص به، ووضع أدواته وملابسه وألعابه فيه وغرس خلق الأمانة في نفسه.
2- ضرورة تعليم الأطفال وتلقينه حقوقه وواجباته، حتى يفقه بوجود أمور يحق له الحصول عليها وأمور لا يحق له الحصول عليها.
3- إشباع حاجاته بتوفير جميع المستلزمات له.
4- عدم مناداته بألقاب جارحة مثل "يا لص.. يا سارق" وعدم معاقبته أمام الآخرين.
5- شرح مفهوم السرقة للأطفال بصورة مبسطة من قبل أولياء الأمور والمدرسة وشرح مدى خطورته وبغض الإسلام له.
6 - مساعدة الطفل على اختيار أصحابه ليكتسبوا منهم الأخلاق الكريمة.
أطفالنا.. واحترام ملكية الآخرين
- التفاصيل