د.عدنان الطوباسي
يتطلع الاباء والامهات الى ان يحقق ابناؤهم تحصيلا دراسيا مميزا ، ويسعون دوما الى ان تكون نتائجهم عالية في معظم المواد ويفخرون بذلك , وتتصاعد اهمية ذلك مع نهاية المرحلة الدراسية وتبلغ ذروتها مع نهاية المرحلة الثانوية حيث ترى الاباء والامهات الذين حقق ابناؤهم نتائج  ومعدلات مرتفعة في غاية الرضا والسرور ..
ورغم ان هناك فجوة ما بين متابعة الاباء والامهات لابنائهم في المدرسة الا ان الاساس هو ان يبقى الاباء والامهات على اتصال دائم ويومي بمسيرة الابناء الدراسية ومن اجل ذلك فلا بد من متابعتهم في مدارسهم وحثهم حتى يحققوا النتائج المرجوة. ويسعى الاباء والامهات الى تعزيز دور ابنائهم في المدرسة من خلال منحهم المكافات المادية والمعنوية ليواصلوا تحقيق النتائج بكل كفاءة واقتدار .
وهذه المكافآت هي جزء من الثواب وجزء اساسي من العملية التربوية داخل اطار المدرسة ,حيث تشير الدكتورة امال صادق والدكتور فؤاد ابو حطب الى ان من اهم اثار الثواب ما يولده في المتعلم من حالات انفعالية سارة ، فهو عادة ما يجعل الطفل يشعر بالرضا او  السرور . ثم انه يؤدي الى تقوية المحددات الدافعية التي تعمل على تنشيط السلوك وتوجيهه وذلك لمدى طويل . فمثلا اذا كان الدافع المعرفي يثاب دائما في السياق المدرسي فاننا نتوقع زيادة مستمره في قوتة .
وفي نفس الوقت فان الثواب في مختلف المواد المدرسية قد يؤدي الى رفع الدافع المعرفي, وعلى هذا الأساس قد نجد احد الاطفال  لديه دافع معرفي قوي نحو الحساب لعلاقته مع مدرس الرياضيات فيما طفل آخر نحو القراءة لان معلم اللغة العربية يكيل له المديح ويطري عليه ويشجعه, وهذه الاثار طويلة المدى او الامد و تمتد في الزمن او الى مجموعة من الاعمال والمهام التي يتولاها في المستقبل.
والثواب تتعدد طرقه وأساليبه ,فقد يكون بالكلمات الطيبة التي تحمل التشجيع,او بخطاب لاسرة الطفل ,او جائزة بسيطة كأن تكون مجموعة قصص او قلم حبر او مقلمة او كتاب او ما شابه ولن تعدم المدرسة البحث عن اساليب جديدة لتعزيز الثواب من مثل الاشادة بالطالب من خلال الاذاعة المدرسية او لوحة الحائط.
وقد تكون للثواب اثار قصيرة المدى ، وهي تلك التي نسميها ((الاثار داخل الاعمال )) والتي يمكن استنتاجها من الأثر الوجداني الذي يؤثر في الحالة الدافعية وبالتالي ينتج الوظائف المعرفة للمتغيرات الدافعية بصفة عامة . وعلى ذلك فانه في التعلم الاصم ، يؤدى الثواب الى زيادة الاحتمال النسبي لحدوث الاستجابة وذلك بالحساسية الانتقائيه لخفض العتبات اللازمة لصدور استجابات معينة تؤدى الى الثواب مما يؤدي الى اختزال الدافع او خفضه مؤقتا
ومن اثارالثواب القصيرة المدى او الامد للثواب ان وعي الطفل بالنجاح والذي يشبع بعض دوافعه يؤدى الى تنشيط جهود التعلم اللاحقة التي يقوم بها وذلك بسبب زيادة ثقة الطفل بنفسه . وتشجيعه على المغامرة والمثابرة ,وحفزة على تحقيق نتائج افضل وزيادة الجاذبية الذاتية لموضوع التعلم . وفي نفس الوقت فان الثواب يزيد دافعية الطفل للاستفادة مما تعلم بالفعل .
هذا عن الاثار الوجدانية للثواب ،والتي تبعث السعادة والسرور في نفوس المتعلمين.. اما عن اثاره المعرفية فان من طبيعته ان يخبر الطفل بمدى ملاءمة استجاباتة وانشطتة . فالثواب يساعد على توضيح طبيعة العمل كما يجعل للتعلم معنى وذلك بالربط بين مجموعة من الاستجابات واهداف معينة ، وبدون هذا الارتباط بهدف يصبح السلوك غير موجه . وفي نفس الوقت فان اعطاء معلومات عن نجاح الاستجابات ( التغذية الراجعة المدعمة ) او نقصان الأخطاء الحاسمة للاستثارات اللغوية يؤدي الى التركيز الانتقائي على نقاط الاختيار الحاسمة للاستجابات الصحيحة وبالتالي تساعد على التمييز بين «المثيرات « المرتبطة وغير المرتبطة .
اما ثواب  المكافأت فانه يشتق قيمته من دوافع اجتماعيه متعلمة ومكتسبه مثل الحاجه الى التقدير او الاعتراف او الانجاز والانتماء وكلما زاد مقدار الثواب زاد اثره في تعليم الاطفال  الا اننا يجب ان نلاحظ انه حينما يكون مقدار الثواب كبيرا جداً قلت كفايه التعليم نسبيا ومن هنا فلا بد ان يكون هناك ضبط في عملية الثواب حتى يكون له معنى ..
وعلى الاسرة اولا واخيرا ان تكون قادرة على منح الثواب بصورة تمكن الاطفال من تأدية واجباتهم بطريقة مميزة وعليها ان تكون قادرة على برمجة الثواب دون ان يزيد عن حدوده حتى يبقى الطريق السليم نحو مزيد من الانجاز والتقدم في المسيرة التربوية.


JoomShaper