هناك العديد من افلام الاكشن التي تعرض على شاشات التلفزيون تقوم بطبع سلوك سلبي عند الطفل، اذا يميل معظم الاطفال في السنين المبكرة من حياتهم الى تقليد ما يقوم به ابطال هذه الافلام وتكمن الخطورة هنا عندما يتعلمها الطفل وتصبح عادة مكتسبة عنده، وقد يقوم الطفل بتمثيل ما تعلمه عند توفر ظروف مناسبة في وقت اخر، اما بالنسبة لاستخدام (الاسلحة البلاستيكية) وتقليد ما يشاهده في الافلام ... فان الباحث التربوي (باندورا) قام بتجربة عن هذا الموضوع حيث اتى بثلاث مجموعات من الاطفال وعرض الباحث على المجموعة الاولى فيلما تلفزيونيا فترته خمس دقائق يقوم فيه شخص بالغ بضرب دمية كبيرة بأربع طرق مبتكرة، وعرض نفس الفيلم على المجموعة الثانية ولكنه اضاف اليه جزءاً يحتوي على مشهد مكافأة الشخص الذي ضرب الدمية بتقديم الحلوى اليه ،اما المجموعة الثالثة عرض لهم الفيلم نفسه ولكن شاهدوا الشخص البالغ وهو يتعرض للعقاب لقيامة بضرب الدمية ،ثم قام الباحث بادخال الاطفال الى غرفة تحتوي على ألعاب ودمية تشبه التي شاهدوها في الفيلم ،ولاحظ الباحث ان المجموعتين الاولى و الثانية قلدوا ما شاهدوه في الفيلم من سلوك عدواني على الدمية بينما المجموعة فلم الثالثة تضرب الدمية.
تقليد العنف
يعلق(معلم في مدرسة الذهب الاسود ) على تقليد الاطفال لما يشاهدونه في البرامج والافلام بأن الاطفال في المرحلة الابتدائية يتلقون بسرعة كل ما يحدث امامهم لاسيما افلام الاكشن والرعب واذا ابدوا اهتمامهم بهذه الافلام فانهم سيتأثرون بها وتنعكس بعد ذلك على تصرفاتهم واذا صادفتهم مشكلة في الشارع او المدرسة فانهم سيستخدمون اشكالا من العنف وربما السلاح المتاح ،وهنا نرتكب خطأ فادحا بحق الطفل فعلينا ارشادهم و تعليمهم وابتعادهم عن هذه الافلام ونحذرهم من مشاهدتها ،ام محمد (مربية وام لثلاثة اولاد)تؤكد ان متابعة الاطفال من هذه الناحية تبدأ من البيت بتعليم الاب و الام اولادهما على السلوك الايجابي وعدم مشاهدتهم مثل هذه الافلام وتجنب مشاهدة صور الرعب وتوجيه الاطفال الى موضوعات اجتماعية محببة كالتعاون وعشق العلم واحترام الاصدقاء وهذه الموضوعات بعيدة عن الخطورة و العنف التي قد تؤدي الى ظهور سلوكيات عدوانية لدى الاطفال في فترات مبكرة من حياتهم .
نوع البيئة
ابو علي اب لطفلين متقاربين في عمريهما يميز بين الاطفال الذين يولدون وينشؤون في مناطق شعبية والاطفال الاخرين في المناطق الراقية ،حيث تكون الفرصة لدى الفريق الاول بتقليد مشاهد العنف والرعب التلفزيونية اكبر من الفريق الاخر الذي قد يجد من يتابع سلوكياته ويراقب تصرفاته داخل البيت تبعا للثقافة الاجتماعية لاولياء امور هؤلاء الاطفال ونوع البيئة التي يعيشون في كنفها.
الاطفال يختلفون
الطفل حسون (8 سنوات) قال: انا احب مسلسل مراد (وادي الذئاب) وأؤيد ما فعله بقتل اسكندر ومن معه وأقوم بهذا احيانا مع اصدقائي ونحن نعيد تمثيل المسلسل بسبب حبي لمراد واحب ان اصبح قوياً بين اصدقائي كما يبدو مراد ،اما محمد (9 سنوات) قال: ان افلام الاكشن والرعب تخيفني و لا ارغب بمتابعتها ولا احب من يقلدها حتى من اصدقائي.