شباب الدستور - ضحى محمود خليلية
العديد من الأفكار التي تحتل مكاناً في عقولنا منها الايجابي ومنها السلبي وهي تختلف في مصادرها من شخص لآخر وحتى مدى تأثرهم بها. لكن قد نشترك جميعاً في توارث بعض الأفكار من آبائنا وأمهاتنا. وبالطبع تتغير أفكارنا في كل مرحلة عمرية ، وقد يكون ذلك بسبب خوضنا مواقف وتجارب معينة ، وتعاملنا مع بعض الأشخاص الذين قد يكون لهم بعض الأثر في حياتنا.

مجموعة من الطلاب استعرضنا آراءهم بما يخص أفكارهم.
قناعتي بأفكاري
أكدت الطالبة دعاء ناصر "تخصص لغة انجليزية" على تمسكها بشكل قوي بأي فكرة تقتنع بها ولا تتنازل عنها أبداً باستثناء الأفكار التي قد تتعارض مع الدين ، والعادات والتقاليد للمجتمع الذي تعيش فيه. وفي بعض الأحيان يحاول بعض الأشخاص اقناعها بفكرة معينة ، فهي تضطر حينها الى مجاملتهم لوقت معين ، ثم تبقى على قناعاتها. أما عن مصدر أفكارها فأشارت الى الموروث الفكري والتي تقصد به الأفكار التي تتوارثها من والديها ، وهي تتمسك بها ولا تفكر بالتخلي عنها قطعياً وذلك بسبب تأكدها من صحتها والدليل على ذلك توارثها من جيل لآخر ، اضافة لذلك أن الأب والأم يحرصون على مصلحة أبنائهم ونفعهم.
أما عن الأفكار السلبية التي قد تحتل حيز من تفكيرها فهي تحاول تذكر مواقف ايجابية للتخلص منها.
أفكاري.. في تغير مستمر
أما الطالبة يارا علي "تخصص هندسة مدنية" فأبدت تقبلها لتغير أفكارها في أي وقت فيما يخص موضوعات معينة ، وبالتالي تتغير بعض سلوكياتها ونظرتها لبعض الأشخاص.
وعن مصدر أفكارها قالت: أن والدي ووالدتي هما مصدر أفكاري ، والبعض من صديقاتي ، ولكن قد أواجه مشكلة مع عائلتي في تقبلهم لبعض الأفكار الجديدة والتي تنعكس على تصرفاتي معهم. أيضاً قد تتغير أفكاري وفقاً لظروف حياتي.
أفكار من الفضاء
تجربة "المعلمة بلقيس حسن" مع طالباتها مختلفة تماماً ، فعندما تتواجد معهن داخل الصف قد تطرح موضوعا معينا وتناقشهن به فتلاحظ ان هناك موضوعات فيها نوع من الخصوصية تتفاجأ برأي الطالبات وأفكارهن فيما يخص هذه الموضوعات ، فتتساءل عن مصدر هذه الأفكار فيتبين لها أن الطالبات يتأثرن ببعض الشخصيات التي يتابعونها ويعرفونها ، اما عن طريق التلفاز أو الانترنت أوالمجلات ، وللأسف لا تستطيع الطالبة أن تميز الأفكار والسلوكيات الملائمة لمجتمعنا من غيرها. فسرعان ما تتقمص شخصية معينة وتعيش في ظلها وتجهل نتائج هذا الشيء.
د. كرادشة
وللتعرف بشكل مفصل عن هذا الموضوع تحدثنا مع الدكتور منير كرادشة من قسم علم الاجتماع في جامعة اليرموك وطرحنا عليه عددا من الاسئلة.
ہ بداية دكتور.. نود التعرف على مصدر أفكارنا بشكل عام؟.
- الأنساق المؤثرة في أفكار الأفراد في المجتمع تتمثل بما يلي: أولاً: "العائلة" ، ثانياً: "وسائل الاعلام" ، ثالثاً: "الزملاء ، رفاق العمل" ، رابعاً: "الأندية في المجتمع".
ہ ماهو مدى تأثر الأفراد بهذه الأنساق؟.
- يتأثر الأفراد بجميع هذه الأنساق بنسب متفاوتة. ويظهر ذلك جلياً على تصرفاتهم.
كيف تنعكس أفكار الأفراد على المجتمع؟.
- بشكل خاص أكثر الفئات تأثراً واستدماجاً وتبنيا للقيم التي فيها حداثة هم الشباب ، وعادة ما يتأثرون بوسائل الاعلام سواء اكانت المرئية او المسموعة فتظهر ممارسات جديدة وغير مقبولة في المجتمع ، مثل العلاقات غير المشروعة بين الجنسين ، وتناول المُسكًرات.
ہ ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب؟.

- أود تذكيرهم بأنه قد يقدم من خلال وسائل الاعلام نماذج اجتماعية غير مرغوب فيها وبعيدة عن الواقع الذي نعيشه ، فعلى سبيل المثال المسلسلات والبرامج فانها تقدم نموذجاً حياتياً يجمع مابين الحياة الغربية والعربية فيُعرض من خلالها قيم وأفكار مستحدثة بعيدة كل البعد عن القيم الأصيلة في المجتمع العربي ، مثل علاقة الشاب والفتاة مع بعضهم وعدم تقيدها بأي ضوابط. ويحدث محاكاة وتقليد لهذه النماذج. فيجب على شبابنا أن يتحلوا بالوعي والعلم والمعرفة ، لأن كل هذا يعتبر صمام أمان من الوقوع في المشاكل الاجتماعية وغيرها.

ہ وماذا عن دور أولياء الأمور؟.

- حقيقةً لأولياء الأمور دور هام جداً يتمثل بالرقابة والضبط ، لأن غياب الرقابة الاجتماعية والثقافية يؤدي الى تأصيل القيم المكتسبة ، وحدوث صراع قوي بين القيم العائلية وهذه القيم ، ويدخل الأبناء في علاقات وممارسات سلوكية غير سوية ، وبالتالي انحرافهم. فلنحافظ على مؤسسة الأسرة لما لها من دور كبير ومحوري في حياة الفرد وقولبة شخصيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper