يفضّل الطفل تقليد الكبار أكثر من التسلية بألعابه. لا بدّ من تشجيعه على إيجاد استقلاليّته!
ابتداءً من أيّ عمر؟
يكون الطفل، في سنته الأولى، صغيراً جداً على اكتساب استقلاليّته. فهو يركّز على توازنه واكتشافاته، ويضع هدفاً واحداً نُصب عينيه: تعلّم المشي وحده، وهو إنجاز بحدّ ذاته! بعد تجاوز هذا التحدّي، يمكنه الالتفات إلى العالم الخارجي. فيبدأ بتقليد الكبار في المرحلة التي يصبح فيها قادراً على التقاط الأشياء والتفوّه بالكلمات عندما يريد ذلك. عموماً، يمكن البدء بتشجيع الطفل على التمتّع باستقلاليّته في عمر الـ15 أو 16 شهراً. لا يعني ذلك التصرّف وحده، بل تدير أموره بنفسه!
في المطبخ...
تعلّم الأكل وحده!
• تناول الطعام كالكبار: أعطي الطفل ملعقة صغيرة واستمرّي بإطعامه لأنه سيسعى إلى تقليدك. هكذا سيتعلّم تدريجيّاً الأكل وحده، من دون أن يتحوّل الأمر إلى مشهد كوميدي!
• توضيب الأغراض: لا مشكلة لدى الطفل في إفراغ المؤونة ونقل قناني الحليب مثلاً، بل على العكس! يطبّق الطفل، في سنته الثانية، قاعدة «بذل أقصى الجهود»: كلّما التقط الأشياء بيديه، كلّما شعر بسعادة أكبر. راقبيه حين ينقل المنتجات من مكانٍ إلى آخر. هو يحبّ الذهاب والإياب من غرفة إلى أخرى لتحقيق هدف محدد!
• تنظيف المنزل: ليس الأمر الأسهل بالنسبة إليه. بعد أن يتقن الطفل المشي، قد يواجه صعوبات عدّة مع الأغراض التي تفوقه حجماً كالمكنسة مثلاً! أعطيه أداةً صغيرة من حجمه. أرسمي دائرة على الأرض واشرحي له كيفيّة وضع الغبار في المجرود. أبسط من ذلك بعد، اقترحي عليه إزالة الغبار بواسطة ريشة غبار.
• سقي الأزهار: علّميه كيفيّة سكب الماء بواسطة مِرشّة صغيرة. ضعي فيها كميّة الماء اللازمة. قبل عمر السنتين، لا يستطيع الطفل تقدير الكميّات المناسبة.
تعلّم تحضير الوجبات!
• تحضير الطعام: قد يحضّر الطفل وجبات بسيطة. يمكنه تقطيع حبّة فاكهة طريّة كالموز. هل تحضّرين الحساء؟ كلّفيه بغسل الخضار في وعاء ماء صغير مع مصفاة بدل حوض المطبخ. كذلك، يمكنك أن تقترحي عليه تحضير تحلية خاصّة به عبر مدّ المربّى على الخبز مثلاً.
• تحضير المائدة: كلّفيه بوضع آنية المائدة الحقيقيّة! إذا أعطيته أدوات بلاستيكية، لن يبدي حماسةً في ترتيبها على الطاولة. وإذا حذّرته من مخاطر كسرها، سيحرص على إمساكها بحذر. لكنّ ذلك لا يبرر إعطاءه صفّاً من الصحون يفوق طوله. أعطيه صحناً تلو الآخر.
• غسل الأطباق: حضّري وعاءً مليئاً بالماء وبسائل الجلي لكِ، ووعاءً آخر فيه ماء فحسب مع اسفنجة جلي للطفل. ثم سينشّف طفلك ببساطة الأطباق بعد أن تنتهي من غسلها.
في غرفة النوم...
تعلّم ارتداء الملابس
• اختيار الملابس: إنها أولى مؤشرات استقلاليّة الطفل منذ سن مبكّرة. لا تتركي له المجال لاختيار الثياب التي يريدها بين كلّ ملابسه، بل خيّريه بين لباسين.
• ارتداء الملابس وحده: علّميه كيفيّة ارتداء ملابسه الداخلية وحده أو إدخال كلّ رِجلٍ على حِدى لارتداء السروال وحده، لكن تحلّي بالصبر!
• اختيار ملابس عمليّة للغاية بالنسبة الى سنّه: أحذية بشريط لاصق لا بأشرطة تُربَط، سروال مطّاط بدل سروال بأزرار، صدريّة بدل الكنزة.
• توضيب الألعاب: من الأفضل أن تقترحي عليه توضيب أغراض معيّنة وفق نظام معيّن. سيحمّسه ذلك أكثر على التوضيب. إذا كان يملك عدداً كبيراً من الألعاب، ضعي قسماً منها في سلّة الألعاب على أن تخرجيها لاحقاً. ضعي له عدداً من المجلاّت على رفّ منخفض على مستوى طوله على ألا يتغيّر مكانها. هكذا، يعرف الطفل من أين يأخذها وإلى أين يعيدها!
في الحمّام...
تعلّم الاغتسال وحده...
• الاغتسال: يحبّ الطفل تنظيف جسمه بنفسه. كي لا يدوم الاستحمام إلى ما لا نهاية، إلبسي أنتِ وطفلكِ قفّازين: أنتِ لإزالة الأوساخ عن جسمه وهو ليتعلّم كيفيّة استعمال أدوات التنظيف هذه. سيقوم بتقليدك وسيتعلّم تدريجياً الحركات الصحيحة.
• تنظيف الأسنان: أعطيه فرشاة أسنان مناسبة لعمره. إبقي قربه لتعليمه الطريقة التي يجب اتّباعها. دعيه يعيش هذه التجربة وتعالي لنجدته حين يطلب المساعدة.
• تغيير الحفاض: يكره الطفل الذي يجيد السير تغيير حفاضه على طاولة تغيير الحفاض. فهو يُجبَر على التواجد في وضعية جامدة بينما يرغب هو في الاهتمام بنفسه. علّميه كيفيّة خلع الحفاض من خلال نزع اللصاقات. استعملي الحفاضات المشابهة للسراويل الداخلية إذ يسهل ارتداؤها وخلعها.
7 قواعد لمرافقته من دون أن يتعثّر...
1 - كوني حاضرة حين يحتاج إليك: لا تلتصقي به بشكل دائم طوال اليوم. من الأفضل اختيار أوقات محددة تكونين فيها متفرّغة له إلى أقصى حد.
2 - تعاوني معه: خلال جلسات تعليمه الأمور الجديدة، لا تنشغلي بأمور أخرى. ابقي بالقرب منه طوال الفترة التي يحتاج إليها لإتمام مهمّته. كوني جاهزة لمساعدته في حال واجه صعوبة.
3 - دعيه على سجيّته: هل يقوم بكلّ شيء بالطريقة المعاكسة؟ لا تهرعي إليه لتصحيح مسار الأمور. انتظري أن يطلب مساعدتك. يكتسب الطفل استقلاليّته حين يصبح قادراً على طلب المساعدة عند الحاجة.
4 - شجّعيه باستمرار: إذا أمسك بحقيبة ثقيلة جداً لن يتمكّن أبداً من حملها، تفادي استعمال العبارات المألوفة مثل «أخبرتُك أنك لن تنجح في ذلك». دعيه يختبر ذلك من دون أن يؤذي نفسه وشجّعيه كلّما نجح بالقيام بأمرٍ ما.
5 - تعاملي معه بجديّة: قد تميلين إلى شراء نسخة بلاستيكيّة عن جميع أدوات المطبخ لتفادي كسر الآنية الزجاجية الحقيقية. ليس ذلك خدمةً له، فاستعماله أشياء الكبار ينمّي فيه حسّ المسؤولية!
6 - تقبّلي فشله ونجاحه: إنه جزء من نموّه! يتفوّق الطفل في بعض الأيام ويعجز عن فعل أي شيء في أيام أخرى. يحتاج طفلك إلى الشعور بأنه قادر على الرجوع إلى الوراء قليلاً، وإلا قد لا يجرؤ على التقدّم.
7 - تقبّلي حريّته الجديدة: الاستقلاليّة تعطيه الحريّة. هكذا، يتّسع مجال إمكاناته. تقبّلي فكرة أنه يستغلّ هذه الحريّة الجديدة، حتى لو فعل ذلك لارتكاب الحماقات.
صوت العراق