لها أون لاين
نستشعر في هذه الأيام أكثر من أي وقت، أمانة تربية الأولاد ومسؤوليتهم في أعناقنا وهم يواجهون الامتحانات.
من واجب الآباء مساعدة أبنائهم في الابتعاد عن الشواغل والملهيات التي تشتت الذهن وتقلل التحصيل وما أكثرها، وهي مسؤولية في عنق أولياء الأمور، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته) متفق عليه.
ولكن البعض من الآباء يبالغون في تتبع أبنائهم بكل حزم، كمتابعة الظل، مما يشيع جوا من القلق والتهديد تضيق معه النفوس، و يؤثر على سوائهم النفسي، وتحصيلهم العلمي و يلجئ البعض منهم أحيانا إلى الغش في الامتحانات ليحققوا أعلى الدرجات. ولكن من واجب الآباء أن يربتوا على أكتاف أبنائهم؛ ليمنحوهم الثقة في أنفسهم، وأن يخاطبوهم بالإقناع، وينصحوهم بكل حب أن اللعب واللهو في هذه الأيام قد يفقدهم لحظة من أجمل لحظات الحياة، وهي لحظة الفرح بالنجاح والتفوق، وأن يرسخوا في وعيهم أن عليهم العمل وليس عليهم النتيجة، فالنتائج بيد الله وحده وهو سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
البعض الآخر ـ من الآباء ـ منفصلون شعوريا عن أبنائهم لا يعلمون عنهم شيئا، فهم في واد والأبناء في واد آخر، فهؤلاء نذكرهم بقول الله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" سورة الأحزاب.
والأولاد من أهم الأمانات التي يتحملها الإنسان في عنقه يوم القيامة!
وأخيرا نذكر بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جزء من حديثه الشريف: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)رواه مسلم،  وليتذكر الآباء مع أبنائهم أن الحياة كلها امتحان يذكرنا جميعا بامتحان الآخرة والوقوف بين يدي الله تعالى
!

JoomShaper