ولاء نبيه
الأبناء يرفضون التدخل ويعتبرون ذلك تعديا على حريتهم.. صداقات الأبناء.. هل يتدخل فيها الآباء؟
لاشك أن الصداقة فى حياة أبنائنا من أهم الاحتياجات التربوية التى من شأنها أن تحقق لهم التوافق النفسي، كما أنها دعامة أساسية لتقوية شخصيتهم وإكسابهم الثقة بالنفس. ومما أجمع عليه علماء التربية أن الصداقة تحرر الأبناء من الأنانية وتعلمهم التسامح والمصالحة مع الآخرين، كما تنمى فيهم روح التعاون والمنافسة الإيجابية.
وتمثل الصداقة كنزًا ثمينًا إذا ما أحسن الأبناء اختيار أصدقائهم، ولكنها على جانب آخر قد تتحول إلى صداع فى رأس الأسرة بأكملها وتكون سببا لخلافات لا تنتهى بين الآباء والأبناء، وذلك عندما يسيء الأبناء اختيار أصدقائهم ويصرون عليهم رغم تحفظ ورفض الآباء لهم، ولعل ذلك يكون أكثر وضوحا فى سن المراهقة حيث يكون العناد والرغبة فى الاستقلالية السمة الغالبة، ومن الأمور التى تؤرق الآباء أيضا حينما يفتقد الأبناء القدرة على تكوين صداقات ويؤثرون العزلة والانطواء على أنفسهم.

وبين هذا وذاك نسجت لنا خيوط الشبكة العنكبوتية نوعًا جديدًا من الصداقات وهى الصداقة الإلكترونية عبر (الإنترنت) والتى ولع بها السواد الأعظم من الشباب والمراهقين إلى الحد الذى أغناهم عن الصداقات الحقيقية ولعل هذا النوع من الصداقات هو الأخطر وتكمن خطورته فى كونه غير خاضع لأى رقابة.

ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الصداقة فى حياة الأبناء عالم خاص لا يجب ألا يغفل مفرداته الآباء، ولكن دون المغالاة فى فرض سلطتهم على الأبناء فى اختيار أصدقائهم أو إعطائهم الحرية دون وضع الضوابط فى الاختيار؛ فلابد أن يتخذوا بين ذلك سبيلا.

فما هذا السبيل؟ وماذا لو أساء الأبناء اختيار أصدقائهم؟ كيف ومتى يتدخل الآباء؟ ولم كان للصداقة هذا النفع الكبير؟ كيف يستطيع الآباء تنمية مهارات الأبناء الذين يفتقدون القدرة على تكوين صداقات؟ وماذا عن الصداقة الإلكترونية؟ وكيف نحمى الأبناء من سلبياتها؟ هذه كلها علامات استفهام نحاول البحث لها عن إجابات فى السطور التالية.

فى البداية تقول أم محمود: تحول المنزل إلى ساحة من الشجار والخلافات التى لا تنتهى ليل نهار بين ابنى الذى يبلغ من العمر عامًا وأبيه بسبب الأصدقاء حيث كنا فى البداية نهتم أكثر ما نهتم بصديقات بناتنا فنستضيفهن فى المنزل وأحيانا كثيرة كنت أتعمد الخروج معهن لأتعرف على شخصيتهن عن قرب حرصا على بناتى كى لا يقعن فريسة لصديقة سيئة تؤثر فى سلوكهن وسمعتهن ولكن على الجانب الآخر أغفلنا هذا الأمر لدى الابن الوحيد وأعطيناه الحرية والثقة الكاملة فى اختيار أصدقائه ولكنه للأسف أساء الاختيار وهو أمر لم نكتشفه إلا متأخرا بعدما ظهرت لنا بعض العلامات منها تأخره الدراسى بعد أن كان متفوقا وكذلك تعاطيه السجائر مما أصابنى ووالده بصدمة كبيرة لم نُفِق منها إلى الآن واتبعنا معه جميع الأساليب ما بين اللين والقسوة ليتخلص من هذه الصداقة السيئة إلا إنه مازال مصرا على الاستمرار معهم معتبرا تدخلنا كبتًا لحريته وتدخلاً فى خصوصياته.

مبررات غير مقنعة

أما عمر (17 عامًا) فيرى أن تدخل الآباء فى اختيار أصدقاء الأبناء أمر يسبب ضيقًا شديدًا للأبناء حيث يشعرهم دائما بأنهم صغار لا يقدرون على تحمل مسئولية أى اختيار مشيرا إلى أن علاقة الصداقة بالتحديد لابد أن تكون بمحض إرادة الأبناء لأن الأصل فيها الراحة النفسية والشعور بالارتياح ويرى أن كثيرا من الآباء يرفضون صداقات أبنائهم لأسباب غير مقنعة كالحكم على الصديق مثلا من خلال مظهره الخارجى مثل قصة شعره أو طريقة ملابسه أو مستواه الدراسى أو الاجتماعى وكلها مبررات غير مقنعة مادام هو شخصا صاحب خلق طيب ومن ثم لابد أن يحكم الآباء على أصدقاء أبنائهم من خلال المعاشرة لهم وتقييم سلوكهم ومن ثم يكون القبول أو الرفض.

أصدقاء الفيس بوك

أما مازن (15 سنة) فليس لديه الوقت الكافى الذى يستطيع من خلاله تكوين صداقات فكل علاقاته بزملائه فى المدرسة والجيران والأقارب علاقات سطحية حيث استعاض عن ذلك بأصدقاء (الفيس بوك) والذين يظل يحاورهم يوميا إلى الساعة الخامسة فجرا ويبلغ عدد أصدقائه 654 صديقًا يستمتع كثيرا بالدردشة معهم حيث يتحدث فى كل الموضوعات دون خطوط حمراء معترفا أنه يستخدم معهم أحيانا أسلوب الخداع والمناورة وهو مشهور بينهم فيتحدث لدى الشباب على اعتبار أنه فتاة لكى يجذبهم للحديث معه وبذلك يستطيع تكوين أكبر عدد من الصداقات وبمرور الوقت يعترف لهم بالحقيقة وتستمر العلاقة ويؤكد أن جلوسه الطويل أمام شاشة النت قد تسبب له مشاكل داخل الأسرة ولكنه تمكن من التخلص منها من خلال السهر أمامها وهم نائمون.

أما والد حسام (18 عامًا) فما يقلقه فى هذا الشأن أن ابنه تقريبا بلا أصدقاء فمنذ السنوات الأولى للدراسة إلى الآن لم يستطع اكتساب صديق واحد بل إن علاقته بالجميع سطحية وبالرغم من أن هذا الأمر يبدو لنا أنه لا يسبب له أى ضيق أو قلق فهو متفوق فى دراسته إلى حد كبير وملتزم دينيا- والحمد لله- إلا إن هذا الأمر يقلقنى عليه كثيرا حيث إن هذا الانطواء من شأنه أن يعزله عن الحياة بأكملها علما بأن أخاه الأصغر (16 عامًا) له أصدقاء كثيرون وقد تتسبب كثرتهم فى حدوث مشكلات بينى وبينه حيث يختلف مستواهم الدراسى وأخلاقهم وهو ما يؤثر عليه بالسلب فالأصل فى علاقة الصداقة أن تكون بين اثنين أو ثلاثة على الأكثر وليس عشرة مثلا.

مسئولية الآباء

فى هذا الإطار ترى د. صفية عفت- أستاذ الطب النفسي- أن على الآباء أن يدركوا حقيقة مهمة وهى أن مفهوم الصداقة يختلف تبعا لاختلاف مراحل النمو التى يمر بها الأبناء وفى كل مرحلة تختلف سبل المعالجة للمشكلات فعلى سبيل المثال فى مرحلة الطفولة المبكرة تقتصر علاقة الصداقة بين الصغار على اللعب المشترك وبالرغم من أنها تفتقد خاصية الاستمرارية إلا إنها لها فوائد عظيمة تعود عليهم منها أنها تخلصهم من العدوانية والأنانية وتنمى فيهم المهارات الاجتماعية، أما فى مرحلة الطفولة المتأخرة وسن المراهقة فيختلف مفهوم الصداقة حيث يحكم هذه الصداقه تبادل المشاعر بين الأبناء ومن ثم تكون الأكثر تأثيرًا فيهم كما أنها تتسم بخاصية الاستمرارية إلى بعض الوقت وقد تستمر إلى بقية مراحل العمر ومن ثم يقع على الآباء مسئولية كبيرة وهى تقويم أى اعوجاج يطرأ على اختيار أبنائهم لأصدقائهم ولكن يجب ألا يكون ذلك من باب فرض النفوذ والسيطرة عليهم لأن هذا الأمر لن ينتهى إلا بنتائج سلبية خاصة أن الأبناء فى هذه المرحلة يكون العناد والتمرد هما أبرز ما يتسمون به ومن ثم فأسلوب التهديد والوعيد لا يجدى فى هذه الحالة بل إننا نجد أنه زاد الأب هجوما على الأصدقاء كلما زاد الابن تمسكا بهم ودفاعا عنهم حتى لو كانت قناعته الشخصية تؤكد له أن والده على صواب وإنما يفعل ذلك من باب التمرد ورفض تدخل الآخرين فى حياته.

وإنما اللين والتقرب من الأبناء وإيجاد حالة من الصداقة بين الآباء والأبناء هما خير وسيلة يمكن من خلالها خلق سد منيع بين الأبناء وأصدقاء السوء فكلما زادت العلاقة بين الآباء والأبناء ودا وتفاهمًا قلَّ بذلك حجم تأثرهم بالضغوط السلبية لأصدقاء السوء كما إن تربية الأبناء منذ البداية على التفكير قبل الاختيار وتقييم النتائج قيمة مهمة يغفلها الكثيرون بالرغم من جدواها العظيمة حيث تنمى فى الأبناء مهارات اجتماعية من شأنها أن تكسبهم الثقة بالنفس وتقلل من خطر التأثيرات السلبية عليهم مستقبلا وبالتالى يكون الرفق واللين والصداقة بين الآباء والأبناء هما الطريقه المثلى فى مشاركة الآباء للأبناء فى الاختيار مصداقًا لقول النبى قال صلى الله عليه وسلم: "ما يكون الرفق فى شيء إلا زانه وما ينزع من شيء إلا شانه".

وأضافت د. صفية: إن تنمية مهارات الصداقة لدى الأبناء ضرورة تربوية مهمة ومسئولية عظيمة لايدرك أهميتها إلا الأسرة الواعية الأكثر حرصا على صحة أبنائها النفسية فهذه المهارات تتمثل فى دمج الأبناء منذ مرحلة مبكرة مع أقرانهم من أبناء الجيران والأقارب وزملاء المدرسة وما شابه ذلك فهو أمر من شأنه أن يخلص الأبناء من أمراض نفسية خطيرة مثل العزلة والانطواء اللذين يحولان الطفل إلى شخصية هشة وضعيفة حيث تسهم الصداقة والعلاقات الاجتماعية بصفة عامة فى نموه الحركى والاجتماعى والنفسى بشكل كبير مشيرة إلى أن العزلة والانطواء مشكلات نفسية من الممكن السيطرة عليها حتى لو استمرت مع الأبناء إلى مراحل متقدمة ولكن ذلك ليس بالأمر السهل وإنما يحتاج إلى جهد ومثابرة من الآباء ووعى بأهمية تحرر الأبناء من هذه المشاكل وذلك من خلال إعادة دمجهم بالعالم الخارجى كاصطحابهم إلى المسجد للصلاة وتلقى الدروس الدينية فالمسجد خير مكان يمكن من خلاله اكتساب صداقات طيبة وأيضا حمايتهم من أصدقاء السوء. مع ضرورة دمجهم مع أقرانهم والأخذ فى الاعتبار سلامة هذه العلاقات حيث إن الصديق السيئ يكون أكثر تأثيرا فى الشخص صاحب الشخصية الانطوائية حيث يميل غالبا إلى الانقياد وراء الآخرين؛ مع ضرورة إدراك الأسرة إلى مواطن الخلل التى أسهمت فى عزلة الأبناء ومعالجتها كاتباعها أسلوب الحماية الزائدة أو الشدة وغيرهما من الأساليب التربوية الخاطئة وبذلك يمكن التخلص من هذه المشكلة النفسية.

ليست صداقة

واتفق مع هذا الرأى د. أحمد العروسي- أستاذ التربية بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنموية- وأضاف أن مما يغفله الآباء أن الأبناء كلما تقدمت بهم المراحل العمرية المختلفة كانوا أكثر نضجا فى اختيار أصدقائهم فيستطيعون التمييز بين الصديق المناسب وغير المناسب ومن ثم فإن ما يمكن تحقيقه بالتهديد والوعيد والمشاجرات المختلفة يمكن أن يتحقق من تلقاء نفسه ولكن ذلك مشروط بمدى التفاهم والانسجام بين الابن وأسرته وإعطاء الابن قدرا من الثقة.

ومن الذكاء الاجتماعى أن يصادق الأب أصدقاء أبنائه ويستضيفهم فى منزله للتعرف عليهم عن قرب ومن ثم يستطيع التمييز بين الصالح منهم والسيئ ثم يتحدث مع ابنه عن المميزات والسلبيات التى يراها فيهم وعدم رغبته فى الاستمرار مع أحدهم ولكن دون فرض الرأى عليه فهذا الأمر إن تحقق لاستطاع الأب تحقيق ثمرتين من أهم الثمار التربوية أولاهما توطيد العلاقة بينه وبين أبنائه وهو أمر من شأنه حل أكثر المشكلات تعقيدًا أما الثمرة الثانية فهى أنه بهذا الأسلوب الواعى يحدد لابنه إطارًا معياريًا من خلاله يستطيع أن يميز الحسن من السيئ ومن ثم يحميه من خطر الوقوع فريسة لأصدقاء السوء.

أما عن الصداقة الإلكترونية فيرى د. العروسى أن التقنية التكنولوجية الحديثة وما تحمله فى طياتها من ظاهرة التواصل الإلكترونى قد فرضت على مجتمعنا أنماطًا من العلاقات الاجتماعية لم تكن مألوفة من قبل ومنها لا شك هذا النوع من الصداقات وهو الصداقة الإلكترونية مشيرا إلى أنه يجب فى البداية الاتفاق على أمر مهم هو أنه من باب المغالطة الشديدة اعتبار هذا النوع من العلاقات صداقة؛ فالصداقة قيمة سامية لا تتحقق بمحض الصدفة أو من وراء الأبواب المغلقة وإنما تتحقق بالانسجام وتوحد المشاعر والأفكار وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف" فهذا أدق تعبير عن تلك العلاقة الصادقة أما ما يسمى بالصداقة الإلكترونية فهو من باب تزييف الواقع مشيرا إلى أن هذا النوع من العلاقات ينطوى على نواحٍ سلبية كثيرة منها أنه يقلل من حجم الصداقات الحقيقية للأبناء نظرا لما تحمله من عناصر جذب لهم والتى منها أنهم يستطيعون أن يجوبوا العالم بأكمله وينشئوا علاقات مع آخرين من مختلف البلدان والجنسيات ومنها أيضا أنها توفر لهم الحرية المطلقة فى الحوار دون قيود أو ضوابط وغيرها من عناصر الجذب الأخرى التى تشغلهم عن تكوين الصداقات الواقعية ومن ثم يفتقدون ثمارها الإيجابية ولعل المعضلة الأكبر فى هذا النوع من العلاقات أنه غير خاضع لأى نوع من الرقابة فمهما كان حرص الآباء على متابعة ومراقبة سلوك أبنائهم فإنهم يجدون صعوبة بالغة فى هذا الأمر ومن ثم يرى د. العروسى أن أفضل سبل المعالجة بهذا الشأن هو إعادة الاعتبار للقيم الأسرية من احترام لسلطة الآباء وهو أمر منوط بجميع المؤسسات التربوية التى من شأنها التأثير فى سلوك الأبناء مثل وزارة التربية والتعليم والإعلام وكذلك الأمر بالنسبة للمؤسسات الدعوية فعليها عبء لا يقل أهمية عن المؤسسات الأخري.

معيار الدين

ومن جانبه أكد د. أحمد عبد الرحمن- أستاذ علم الأخلاق- أن القرآن والسنة أعطيا أهمية كبيرة لعلاقة الصداقة فى حياة البشر لما لها من تأثير بالغ فى حياتهم فقد يكون هذا الصديق سببا فى شقاء المرء أو فى سعادته فى الدارين الدنيا والآخرة فمن يتأمل قوله تعالي: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِى لَم أَتَّخِذ فُلاناً خَلِيلاً لَقَد أَضَلَّنِى عَن الذِّكْرِ بَعْدَ إِذ جَاءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً) (الفرقان:27-29) يرى إلى أى مدى تصل خطورة صاحب السوء فلا تورث العلاقة معه إلا الندم والأسف يوم لاينفع ندم ولا أسف. ومن أقواله صلى الله عليه وسلم فى هذا الصدد: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة؛ ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" ومن ثم يؤكد هذا الاهتمام القرآنى والنبوى بقضية الصداقة أهمية هذه العلاقة فلا يجب أن تقوم على إطار عشوائى بل يجب أن تكون هناك معايير معينة على أساسها يتم اختيار الصديق ولعل أول هذه المعايير معيار الدين والخلق والتقوى فقد أرشد النبى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فى قوله: "لاتصاحب إلا مؤمنا" وقال تعالي: (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67).

ومن ثم فالصديق المؤمن هو خير جليس ومعين على نوائب الدهر.

ومن هذه المعايير أيضا أن يكون الصديقُ صاحب عقل راجح وهمة عالية فتستنير بآرائه كما أنه يكسبك رجاحة هذا العقل والهمة العالية وذلك بعكس الصديق الأحمق الذى لا يهتم إلا بتوافه الأمور ويعديك بدائه فقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فى قوله: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

مشيرا إلى أن مسئولية اختيار الصديق مسئولية يجب أن تكون مشتركة بين الآباء والأبناء وليس المقصود بالمشاركة هنا التدخل فى اختيارات الأبناء أو إجبارهم على الدخول فى صداقات مع أشخاص يقبلهم الآباء ولا يقبلهم الأبناء وإنما المقصود من المشاركة هنا هو أن يهتم الآباء منذ مرحلة مبكرة من حياة الأبناء بأن يحددوا لهم معايير اختيار الصديق ويجب أن يكون الآباء أنفسهم قدوة لأبنائهم فى هذا الشأن، مؤكدا أن تربية الأبناء منذ نعومة أظفارهم على إعلاء شأن الدين فوق أى شأن آخر هو الحصن الحقيقى الذى من شأنه أن يعينهم على حسن الاختيار وكذلك حمايتهم من أصدقاء السوء.

وأضاف د. أحمد أن ما استجد من علاقات اجتماعية أفرزتها لنا التكنولوجيا الحديثة وما تحمله فى طياتها من أخطار تحيط بشبابنا- والتى أكثرها ضررا هو تغذيتهم بأفكار قد تتعارض مع الدين والأعراف وأقلها ضررًا أنها تشغل جل وقتهم بأمور تافهة تجرهم إلى الخلف- هو أمر يجب ألا تقف المؤسسات المسئولة عن التنشئة الاجتماعية أمامه مكتوفة الأيدى بل يجب أن تكون هناك خطط توعوية وتحذيرية فعّالة بهذا الصدد تنمى وعى الأبناء وتفرق لهم بين المقبول من العلاقات والمرفوض منها.




JoomShaper