رسالة المراة
تعانى بعض الأسر من اعتياد أطفالهم الكذب، ولا يصارحون الأهل بحقيقة الأمور وهذا على عكس خلق الأسرة مما يكدر الصفو، ويظل الآباء يبحثون عن أسباب "كذب الصغار".
الطفل الكاذب هو الذى يتجنب قول الحقيقة وابتداع ما لم يحدث، مع المبالغة واختلاق وقائع لم تقع.
والكذب سلوك مكتسب من البيئة التى يعيش فيها الطفل، وهو سلوك اجتماعى غير سوى يؤدى إلى العديد من المشكلات الاجتماعية فى الكبر مثل الخيانة.
ومن أسباب مشكلة الكذب لدى الأطفال ما يلي:
1- افتقار الطفل لوجود القدوة الحسنة فى بيئته التى يعيش فيها، حيث إن مشاهدة الصغير للكبار عندما يمارسون أسلوب الكذب فى حياتهم اليومية له أكبر الأثر فى حذو الصغير لهذا السلوك.
2- تعرض الطفل للكثير من المشاكل والضغوط فيتخذ الكذب كوسيلة لتسهيل أموره. قد يلجأ الطفل الى الكذب في بعض الموارد حينما يشعر أن الصدق يجلب عليه الضغوط من الوالدين والمربين ؛ ويحصل ذلك حينما يعمد الطفل الى إخفاء امر كان قد ارتكبه عن انظار والديه ، الا أن اسئلتهم الكثيرة واصرارهم على تقصي حقيقة الأمر يزيد من عناده واصراره على الكذب .
3- القسوة فى التعامل مع الطفل عندما يعمل خطأ فيلجا الطفل للكذب ليحمى نفسه من العقاب. وهو من الدوافع التي تضطر الطفل بل وحتى الكبير الى الكذب خوفاً من العقوبة ، وان هو صدق في قوله فلن يأمن المجازاة مما اقترف . فالطفل الذي كسر اناء ، او اصطدمت قدمه اثناء السير بمزهرية فسقطت وانكسرت ، أو أخذ نقوداً من مكان ما واشترى بها بعض المأكولات ، او انشغل باللعب ولم يؤد ما عليه من تكاليف او غير ذلك من الافعال ، يضطر الى الكذب للتملص من العقوبة والإفلات من قبضة المجازاة . فيلقي تبعة كسر الإناء مثلاً على عاتق شخص آخر ، ويبرر عدم ادائه لواجباته بعدم وجود المصباح او باعتلال صحته ومجيء اصدقائه لعيادته ، او مرض احد اصدقائه وانشغاله بزيارته . وتذكر التحقيقات العلمية ان 70 % من اكاذيب الاطفال تعود لهذا السبب ؛ ولو انكم وعدتموه بعدم العقوبة لقال لكم الحقيقة .
4-التفرقة فى المعاملة بين الأبناء يدفع الطفل للكذب على أخيه لغيرته الشديدة منه وحبا للانتقام.
5ـ الضعف والعجز : يلاحظ في بعض الأحيان أن الأبوين والمربين يفرضون على الطفل تكاليف شاقة فوق مستوى طاقتة ، فيضطر حينها إلى اختلاق الاعذار والاكاذيب كأن يدعي عدم وجود الوقت الكافي لديه او انه لا يجيد انجاز هذا العمل ، او يتمارض ويتظاهر بالعجز وامثال ذلك من الذرائع .
وقد ينعكس هذا الضعف في بعض الموارد لاجل التغطية على ضعفه امام الآخرين فيتظاهر بالقدرة على فعل ما يفرق طاقته وهذا هو نفس الوضع بالنسبة لبكاء صغار السن فهم يبكون من اجل نيل مطلب يعجزون في نيله بالكلام وبمجرد الحصول على مبتغاه ترتسم على شفتيه ابتسامة الرضا والارتياح .
6ـ الحسد والتنافس : تنشأ بعض اكاذيب الاطفال من الحسد والتنافس . فهو يرى مثلاً ان اخاه او اخته الاصغر لهما القدرة على لفت انظار الأب والام من خلال حلاوة اللسان وانهما قد نالا منهما المحبة والاهتمام فيحاول الحصول على موطئ قدم له عند الوالدين عن طريق منافسة اخوانه ؛ وهذه المنافسة لا منشأ لها في حقيقة الحال سوى الحسد ، فاذا لم تكن لديه المواصفات الكافية في العمل ، او فشل في مجاراة اقرانه في المنافسة فسيجد نفسه حينذاك مضطراً لانتهاج مسلك الكذب والتصنع . وقد يعمد احياناً الى ايذاء أخيه الاصغر الى حد دفعه الى البكاء ثم ينكر في ما بعد اية علاقة له بالموضوع .
7 ـ لفت الانظار : حينما يجلس الأب والأم بين مجموعة من الاصدقاء والاقارب وينشغلون بالاحاديث والمناقشات يشعر الطفل بأنه وجود منسي ولا حساب له في مثل هذه الأجواء ، ويتصور ان لا مكانة له ولا وجود يستحق الاعتبار بين هذه الجماعة ، فيبادر الى الحديث عن مسألة لا وجود لها في الواقع ويضفي عليها الواناً براقة من التهويل والتعظيم من اجل جلب انتباهكم ولفت انظاركم نحوه .
أزمة الكذب عند الأطفال "1-2"
- التفاصيل