السبيل - مؤمنة معالي
ينتظر الأطفال بلهف حلول الأعياد على ديارهم، حيث أجواء اللعب والرحلات والتزاور، ويلهو الآباء في القيام بالواجبات العائلية ومتطلبات العيد، ويغفل الكثيرون عن هذا الموسم التربوي الذي يمكن أن يكون مميزاً في كل مرة، ويترك في الأطفال أثراً تربوياً لا يُمحى، ففي العيد الكثير من الدروس التي يمكن أن يتعلمها الأطفال، فللعطاء في العيد لذة أكبر من لذة الكسب، وللذكريات طعم أروع، وفي الإقتداء أجر وفلاح، وفي مجالسة الكبار روح تربوية لا تعوض.
يرى المستشار الأسري الأستاذ أحمد عبد الله أن العيد فرصة تربوية يمكن للآباء استغلالها في تعليم الأطفال بأن العيد عبادة أيضاً كما هو الحال في رمضان، فالفرحة التي تصاحب العيد هي من أصل العبادة ومن السنة النبوية الشريفة، كما أن للتعب في حياة المسلم أثر وقيمة وجائزة، فالعيد الذي يأتي بعد الصيام والقيام هو جائزة للمسلمين، لذا يجب غرس المفهوم بأن التعب له ثمرة وله جائزة.
ويضيف عبد الله بأن من الرسائل التربوية التي من الممكن استغلالها الشعور بالآخر، فهناك من لا يملك المال وليس لديه ما لدينا من نعم ولا يستطيع التمتع بالعيد.
وحول العادات السلبية التي يقوم بها المجتمع في مواسم الأعياد يقول عبد الله بأن الإنشغال فقط بالأقارب بعيداً عن استحداث أجواء جديدة للأبناء والعائلة نفسها فهم يحتاجون لأن تكون لهم أجواء مميزة خاصة ومتجددة، كما أن عدم اشراك الأبناء في الأجواء العامة والزيارات بحجة أنهم صغار يؤثر على علاقاتهم الإجتماعية مستقبلاً، لذا يجب دمجهم لتعلم عادات الكبار واحترامها وهذا لا يكون إلا بالتعويد والتهيئة.
كذلك على الآباء تجنب التعليمات الصارمة للأبناء من باب افعل ولا تفعل فمعروف ان أجواء العيد قد يقوم بها الأبناء بما هو ممنوع طيلة العام وهذا قد يضع الأهل احيانا في مواقف حرجة ليس المطلوب هو السماح بالأخطاء إنما المطلوب هو تفهّم لماذا يحدث الخطأ في هذه الأوقات دون غيرها فالأطفال حينما يلتقون ويصبحون مجموعة تخف مستويات الالتزام بالتعليمات العائلية عندهم ,, لذلك فهذه الأجواء فرصة للمراقبة والتقييم يكون بعد انقضاء اجواء العيد.
وينصح الإستشاري أحمد عبد الله الأسر بالدمج بين الكبار والصغار في العيد، مشيراً إلى أن من المحبذ الإبتعاد عن الرسميات والتعليمات في خطاب الصغار في هذه الأيام وإشراكهم في النشاطات الإجتماعية الترفيهية، موصياً باغتنام الأسر لهذه الفترة بالتزاور فقد يكون في العائلة أشخاص ناجحون لكن الأسرة لا تحتك بهم، فهنا يكون الإلتقاء بهم فرصة للإستفادة من النموذج فلا مانع من ان يلتقيه الابناء بتنسيق من الكبار ليعرض لهم شيئا من طفولته أو من سمات نجاحه.
علمي طفلك كيف يقدم الهدايا:
يحتاج أطفالك اطريقة تمكنهم من التعبير عن حبهم لأصدقائهم وأقرانهم في مثل هذه المناسبات، ساعديهم في اختيار الهدايا المناسبة للجد والجدة والأصدقاء، وهذا الفعل يعدّ من الأمور المستحبّة لأنه يدفع الى الشعور بقدوم العيد, وينمّي مشاعر البذل والعطاء والكرم لدى الأولاد منذ صغرهم، فيكبرون محبين للخير.
عيدية الفقراء والمحتاجين:
عودي طفلك على منح جزء بسيط من عيديته للفقراء والمحتاجين، ليرسخ فيه عنى العطاء عندما يكون مُيسراً، وليكون معطاءً سخياً ويحب الآخرين ويفكر فيهم.
زيارة المكتبة:
لا تُقضى أيام العيد في اللهو واللعب فقط، بل لتكن هناك فسحة علمية أيضاً، اصطحب أطفالك للمكتبة من أجل اقتناء قصص الأطفال وبعض الوسائل التعليمية المحببة لهم، سيكون هذا أفضل من الإنفاق على الألعاب والحلويات، كما يُرسخ في نفوسهم أهمية البحث عن وسائل الثقافة واستغلال الإجازات والأموال فيما يفيد أيضاً.
لنزر دار الأيتام:
إن كنت أنت تتمكن من التجول والتنزه برفقة والديك، فهناك من لا يمكنه ذلك، اصطحبه وأره نموذحاً لهؤلاء المحرومين ليشعر الطفل بمدى النعمة التي يحيى فيها، وليتعلم درس "شكر الله" في هذا الموسم المبارك، ولتبقى صورة هذه الزيارة محفورة في نفسه
العيد .. فرصة لترسيخ معانٍ تربوية في نفوس أطفالنا
- التفاصيل