د. عبد الرحمن سعد العرابي
يتناجيان..* تقولُ لهُ:
إنْ كانَ لِي وطنٌ فأنتَ موطِني..
وإنْ كانَ لِي دارٌ فحبُّكَ دارِي..
مَن ذا يُحاسبُني عليكَ..
فأنتَ لِي هبةُ السماءِ.. ونعمةُ الأقدارِ..
* فيقولُ لهَا:
تعالِي يا بهجةَ العمرِ..
فمسكنُكِ أضلعِي..
ومقامُكِ.. روحِي..
أَوَتعرفين..
لمْ أفكّر يومًا..
فيما يقولُه الآخرُونَ..
فأنتِ لستِ في مجالِ حسابٍ..
ومَن منحنِي قربكِ..
هو مَن خلقَ الأكوانَ..
وأبدعَ الأفلاقَ..
وصنعَ الزمانَ..
* تعودُ لتقولَ لهُ:
أنتَ السعادةُ والفرحُ..
وأنتَ الهواءُ.. والأمانُ.. والماءُ..
وأنتَ أحلَى شيءٍ فِي دنيتِي..
* فيهمسُ لهَا:
يااااه مَا أعذب كلماتكِ..
أنَا يَا سيّدتِي..
لمْ أعرفْ للسعادةِ معنىً..
ولمْ أذقْ للفرحِ طعمًا..
ولمْ أتلذذْ بالهواءِ والماءِ..
إلاّ ونحنُ -أنتِ وأنَا- معًا..
كمَا لمْ أشعرْ بالأمانِ..
إلاّ بتجاورنَا سويًّا..
* تناجيه في دلالٍ..
لوْ لمْ أكنْ حبيبتكَ..
لحسدتُ مَن أحبَّتكَ..
ارتبطتُ فيكَ بلا حساباتٍ..
فلا أفكّرُ.. ولا أخطُو..
إلاّ معكَ ومن خلالكَ..
أنتَ في كلِّ شيءٍ حولِي..
وبينَ كلِّ شيءٍ.. ومعَ كلِّ شيءٍ..
أنتَ أصبحتَ كلَّ أشيائِي..
معكَ الدنيَا حاجة ثانية..
* فيداعبُهَا بقوله:
لنْ يكونَ تفكيري إلاّ تفكيركِ..
ولنْ تكونَ خطواتِي إلاّ خطواتكِ..
ولنْ يصبحَ لِي أيّ شيءٍ..
إلاّ وأنتِ أوَّلهُ ومنتهاهُ..
والحياةُ بأكملِهَا ليستْ..
سوى أنَا وأنتِ..
* تعودُ لتقولَ لهُ في همسٍ دافئٍ..
كلماتُكَ تأسرُنِي..
تجعلُنِي أطيرَ إلى عالمٍ آخرَ..
إلى عالمٍ ليسَ فيهِ..
سوى أنَا وأنتَ..
أنتشِي بكلماتكَ وأعيشُ معكَ..
بعيدةً عن الناسِ..
فرحةً وهيمانةً بكَ
أحياكَ بطريقتِي..
وأهمسُ في أذنكَ.. لأقولَ
أعشقُ كلَّ شيءٍ فيكَ ومعكَ..
* يناجيهَا هامسًا:
يا ندَى الزمانِ..
كلماتِي لولاكِ لمَا انكتبتْ..
وتحليقِي لولا رفقتكِ لما ارتسم..
وانتشائِي وفرحِي وهيامِي..
إنْ لمْ يكنْ معكِ..
فلا وجودَ لهُ..
أنتِ وأنَا عاشقَانِ.. تلاحَمَا
روحَانِ في جسدٍ واحدٍ.

JoomShaper