أماه قلبي في الحياة يعاني

وترن أشعاري بلا أوزانِ

قد كنت أحيا في الحشا متنعما

تحت الفؤاد وخفقه المتواني


فأنا أبادلك الوداد بخفقة

أو ركلةٍ من عاشق ولهانِ

****

وأتيتُ يا أماه أرقب دفقةٌ

من نفسك الملأى بكل حنان

ولمستني بيدي فؤادك رحمة

وتبسمت شفتاكِ عن إحسانِ

كم ضمة للصدر تفرح مهجتي

كم رضعة تروي بغير تواني

***

وظللت أسعد بالحياة منعماً

حتى أتاني من ظروف زماني

فأفقت في أحضان أمٍ والهٍ

مكدودة موصولة الأحزانِ

هي ذات قلبٍ مشفق متلهفٍ

هي ذات صدر دافئ الأركانِ

هي ذات كفٍ ناعم لكنها

محزونة تحيا لآخر ثاني

هي فارقت ولدًا يفيض بعبرة

هي أسبلت دمعًا بكل أوانِ

ترنو إلي بنظرة ملتاعة

تتذكر الولد البعيد الثاني

***

أماه أنتظر اللقاء بلهفة

ويكاد من فرحي يطير جناني

وأظل أرقب بابنا في فرحة

وأُطلّ أصرخ مقبلا بحنانِ

أهوي بنفسي من يديها صارخًا

فتقبلين وتتركين مكاني

وتسارعين إلى الفراش كأنكِ

لم تشعري بمرارة الحرمانِ

وكأنكِ لم تحمليني تسعة

أو تهتفي بالحب والتحنانِ

أبكي وأبكي ثائرًا متألما

فتقوم خادمتي تهز ثواني

حتى إذا ما النوم غالب أعيني

قامت إلى الأعمال وهي تراني

***

ياليتك يا أمُ بعد ضممتني

ضم اللحاف لجسمك الوسنانِ

ياليتني مثل الحقيبة إنها

محروسة من ساعدي وبناني

أماه سحقا للمدارس إنها

قتلت أمومتك بغير سنانِ

 

 

ليلى الجريبة

موقع لجينيات

JoomShaper