مالك فيصل الدندشي
(إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا).. هذه مشاعر مكلومة أتحدث من خلالها عن مأساة المسلمين في سوريا فمن شاء نقدها، فلا ضير عندي؛ ؟؟!! وإني أذكره بما قال الشاعر عمر بهاء الأميري:
أيها القارئون رفقا بشعري
إن شعري مشاعر منظومة
إنها أنة من الصدر حرى
وأسى من حشاشة مكلومة
من يشأ نقده فلا ضير لكن
هو قلبي فمن يرى تحطيمه
عواديَ الشــــامِ نَبكي أم تُبَكِّينا؟
ونذرِفُ الدمعَ في الخدينِ تسـكينا
أراملَ الشام من حمصَ إلى طفــسٍ
فداكـمُ النفــسُ تصبيرا وتمكينا
صغارُكم من جبيـنِ الوردِ خدهُـمُ
قد ضمَّخوا بدماهم أرض حطينـا
لكـم عليـنا عهــودٌ لا نُضَيِّعُها
حتـى تعـودَ صياصينا براكينـا
فكلما أمطـرَ الختّـارُ بطشـــتَهُ
وحوَّل الأرضَ ظلمـا كاد يُفنيـنا
زدنا صمـودا وتكبيــرا لخالقنا
ونزرعُ الخيـرَ في الآفاقِ تحسـينا
هذا الجبانُ الخبيثُ الخَسُّ يقتلكم
وفاق فـي بغيهِ بالناسِ نيرونــا
هذا اللئيمُ بلؤمٍ ليــس يعِرفُـه
في الخافقينِ ومَنْ للشــر يُشـقينا
طفلٌ صـغيرٌ وبنتٌ جلَّ خالقُها
أجسادُهم قُطِّعَتْ في الحي تهوينـا
أما النــاءُ فحدثْ يا أخا ِمقَةٍ
حديثَ حزنٍ يُبَكِّـي القلبَ والعِيْنا
سِيْقَتْ عرايا فأين مَنْ له شرفٌ
ممن يحـوز ملاييـنا وسِكّـْينـا؟!
مهـلا نظامُ. فلا تلعبْ بمخدعنا
ولا تُشَّوهْ لنا شــكلا ولا ديـنا
صبراً شآمُ. فإن الفجرَ معتصرٌ
والنصرُ مزدهرٌ – يا قومُ – آتيـنا
لو كان فينا هشامٌ أو أخو ثقة
أو صاحبُ العدلِ ما سالت مآقيـنا
أين الرجالُ الشمُّ من عهد الأُلى
صانوا الكرامةَ والخيراتِ والدينـا
لم يجرؤ الفرسُ يوما طعن ساحتِنا
فاسـألْ عزيزاً جبالَ الهندِ والصينا
وسلْ جبالا وسهلا عن سواعدنا
لم يأتِ يوما جوابُ طاعنٌ فيـنا
كنا أباةً بركنِ الدينِ فانحسرتْ
رمالُنا عن شـؤونِ الحُكْمِ ساليـنا
لما نسـينا كتابَ اللهِ وارتفعتْ
مطامعُ القومِ في الدنيا نياشيـنـا
هانت منازلُنا في الناس واأسفا
وعشعشَ الشرُّ في البلدانِ تسمينا
دورُ العبادةِ لم تـسلمْ مآذنٌـها
من جُـْرمِ طاغيـةٍ رادٍ معانيـنا
كأننا قصـعةٌٌ طـابت لذائذُهـا
فذاكَ ينهـشُ والباقـون يغزونـا
كأننا من خرافِ الوَسْمِ في مرحٍ
هذا يُذَبَّـحُ والباقـون ساهونـا
لا عِـزَّ يومــا إلا فـي مبادئنا
إن تنصروا اللهَ كان النصُر آتينا
هبوا صباحا لعل اللهَ يرحمُكــم
إن جاء أمـٌر من الجبار يقفونــا
يا أهلَ مصرَ ويا أهلَ العراقِ ويا...
أما بكيتم لمـا قـد كاد يُرْدينــا؟!
ما كان قبلُ إذا دِيْسَتْ مرابعُنــا
في أي صُـقْعٍ تحولـنا طواحينــا
كلٌ يذُبُّ عن الإسلامِ ما وَسِعَتْ
جهودُهم، ولديـنِ اللهِ حامونــا
ماذا أصاب عقولَ الناسِ في زمن
تغيَّرَ الحالُ والبأسـاءُ تعرونــا
بـلادَ طُهرٍ رعاكِ اللـهُ من بلدٍ
طابتْ مغانيكِ أم راقتْ سـواقينا؟
أأذكرُ التلَّ والخضراءَ غوطتَنا
أم مربعَ الزهوِ في الصحراء يُزْهينا؟
حماكِ ربي من مستكبرٍ طفحتْ
مياهُهُ السـودُ واحتلتْ مشافيـنا
ونــال كلَّ أبيٍّ من وساخته
سـقمٌ وهمٌّ وتشـريد يداهيـنا
ومن لحمصَ؟ وعينُ اللهِ تكلَؤُها
هذي حماةُ بهذا العرسِ َتْفدينــا
معالمُ الشـامِ تُبْكـي وهـي رافعةٌ
هامَ الشهامةِ. والأحرارُ يغلونــا
بوركتِ أرضاً وسكانـا ومنزلةً
يا روضةَ الحبِّ نُغريها وتُغرينا
يا بهجةَ العينِ يا أحلى أمانينـا
أتُسْـعِدُ العينُ أم نرضـى تأسِّيْنا
في الشامِ بُشْرى أحاديثٍ تؤملنا
هيهات يقنُصُها مَنْ كان يَعنيـنا
قُدْمـاً إلى اللـهِ يا آسادَ قومتِنا
فاللهُ ينصـرُ مَنْ للحـقِّ حادينـا
منــي تحيـةُ إكبـارٍ أُقدِّمُها
للرابضينَ وفي الساحاتِ يمشونـا
حياكمُ اللهُ يا أشبالَ مَنْ صنعوا
للنائمينَ بطـولاتٍ وتلحيـنـا
هذي مشاعـرُ من فكرٍ مبعثرةٌ
فسامحوها – إذا أخطأتُ – داعينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح المفردات: أخو ثقة: أبو بكر
صاحب العدل : عمر رضي الله عنه
العوادي: نوائب الدهر أو جماعة القوم يعدون للقتال، والعادية : الظلم. والخيل المغيرة
المخدع: بتثليث الميم : الحجرة في البيت للنساء
الختَّار: الخداع
الخَسّ: من خسَّ إذا أتى بالتافه من الأمور
العِيْن: جمع أعين وعيناء وهم أصحاب العيون الواسعة
المعتصر: هو المعصور لاستخراج ما فيه من ماء وغيره
الرجال الشُمُّ: هم الصحابة والتابعون ومن سار على نهجهم
داهاه: أصابه بداهية ورماه
أسا يأسو بينهما: أصلح (أسا واسوا) وداوى الجرح وعالجه وأزال أسى فلان أي حزنه.
واَسِيَ أسيا وأسى عليه: حزن فهو آس وأَسِي، وأسوان وأسيان. آساه يؤاسيه إيساء: أحزنه
آسى بينهما: سوى مؤاساة ومواساة. والأواسي: جمع آسية: الأسطوانة والبناء المحكم والدِّعامة . أسَّى بينهما: أسا
أخا مِقَة: أخا حب .