الكاتب: عبد الله
سـلام على مـن شيّدوا بـالبوارق *** صروحـاً أذلت كــل غرٍّ منافق
لعمري وإن شطت بنـا الدار عنكم *** فذكركـمُ للقلـب غير مفــارق
(أشامل) يـا رمز الشجاعـة والإبا *** سَمَوْتَ على عرش مـن الفخر سامق
وذلكم (الخطاب) يعلو مع العــلا *** ويـأنف عيش الـذلّ بين البيـادق
عليكم مـن الأمجـاد تـاج مرصع *** بياقوت عـــزّ لامع متنـاسـق
ألفتم حياة عافهـا كــل سافـل *** فلـم ترتضوا إلا حيــاة الشواهق
عقدتم مـع الرحمن صفقـة رابـح *** فخضتم غمار الحرب بـين الخنادق
أعـدتم لنــا مجداً تليداً أقامــه *** بعون مـن الرحمن خـيرُ الخلائـق
يذكرنــا سعـداً وعمراً وخـالداً *** ليوث الهدى أهـل التقى والسوابق
فيـا حبذا تـلك الدهور وأهلهـا *** بدور الدجى من أخضعوا كل حانق
سقيتم ربوعــاً بالدمـاء فأزهرت *** وصـارت رياضاً فوق روض الحدائق
كساهـا من الإيمان نضرة حسنـه *** بهـا القلب يصفو من جميع العلائق
ترفرف رايــات من المجد فوقهـا *** وفي دركـات الخزي رأي المطـارق
تنادون: لـن نرضى الهوان فديننـا *** أعـزّ وأعلى من شريعـة مـارق
نشـقّ طريـق الحـق دون تـردد *** ونوصــد أبوابـاً لكـل الطرائق
فـلا تنثنوا وامضوا بعزمـة فـارس *** يميط عـن الإسـلام كـل العوائق
ففي سـاحة الهيجـاء ننزع حقنـا *** على رغم أنف الكفر لا في الفنـادق
وسيروا بقلـب ثابـت لا يــردّه *** وعيـد كفـور أو ملامـة وامـق
ودكـوا حمى الإلحـاد دكّاً فإنمـا *** ينال العـلا بـالسيف لا بالشقاشق
فـلا تُحرس الأوطـان إلا بأهلهـا *** ولا يقمـع العدوانَ غـيرُ الفيـالق
سيدحر جيـش الظلـم دحراً يجره *** حسيراً أسـيرَ الخزي حبـلُ البوائق
ويكرع في كأس من الـهمّ كلمـا *** تذكر يومـاً حافــلاً بـالصوافق
وتكسى ربـا الأوطان نوراً وشرعنا *** سيخرج مـن ذا المـأزق المتضايق
فمن ينصر الـرحمنَ يحظ بنصــره *** كمـا في كتاب بالهدايـة نـاطق
كذاك ومـن يخشَ المنـايا وصَوْلَهـا *** فأولى بـأن يحيـا حيـاة العواتـق
وصـبراً فعقبى الصـبر نصـر مؤزر *** بـه ينجلي دمْسُ الدجى بـالمشارق
وإلا فجنـات النعيـم وكـم سعى *** لجنـات عـدن كل مـاض ولاحق
وأهـدي سلامي في الختـام إليكم *** وكـلِّ جنود الحق جنــد الحقائق
لــِ المجاهد أبو يحيى الليبي
سـلامٌ على مـن شيّدوا بـالبوارق
- التفاصيل