مالك الدندشي
الشعر لغة القلوب والمشاعر، فهو (الشعر) إن لم يقم بوظيفته وهي: التعبير عن مواجع الأمة ومفاجعها، وآلامها وآمالها، وطموحاتها، وكشف أعدائها ومخربي أخلاقها، ويكون مرشدا للتائهين والغافلين، ومبصرا المسترشدين ـ فهو شعر أعرج أجوف يابس يبوسة الخشب. والحل ـ في نظري ـ يلخص بكلمات قليلة: لابد من العودة الصادقة المخلصة إلى الهدى الذي نزل على خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
إن ما يجري في الشام وغيره - لأمر مهول، لم يتعرض مكان في العالم قديما وحديثا لمثل ما يتعرض له باستثناء فترات المغول، ومحاكم التفتيش في أوروبا، والحروب الصليبية، مع اختلاف آلة التدمير والتخريب، والقتل، وأكاد أجزم أن ما يقوم به النظام السوري من بطش وتنكيل قد تفوق على أولئك جميعا.
لقد كتبت الأخت سلام الشرابي مقالا بعنوان (أبحث عن وطني بين الدخان) في 15 شوال 1433هـ تحدثت فيه عن صورتين للمشهد السوري: صورة ما قبل الثورة (الانتفاضة)، وصورة ما بعدها، واستخدمت لغة نسميها في النقد الأدبي (النثر المشعور) وهي لغة قريبة من لغة الشعر، لغة العاطفة والإحساس، إضافة إلى ما فيها من معان جميلة وأفكار صادقة. وهأنذا في قصيدتي هذه أعبر عما يجري بلغة القلوب.
إن الساحة السورية التي يتآمر عليها الرافضة والباطنية، مدعومين من قوى الكفر وذراري الصليبيين والبوذيين ومن لف لفهم من فلول الشيوعية وأنصارها – لتنبئ عن أمور خطيرة جدا تتمثل في هذا الإجرام الباطني الإلحادي والصليبي، وكأن القوم – بحسب ما يصرحون – يثأرون من أهل الشام؛ لأنهم من أنسال الأمويين، وقد سموا أنفسهم – زورا وبهتانا – مذهب أهل البيت، وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم براء، وعلى رأسهم سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه.
لا أريد أن أطيل على القراء بلغة النثر، وسأدع لغة القلوب تتحدث عن الحالة كما هي في الواقع والمستقبل فإلى الأبيات:
دمع العيون على الخدود دليل
دمع العيون على الخدود دليـل
والقلب- مما أقد أهم - عليــل
يا مسلمون أفيقوا من غفواتكم
فالخطب صعب والطريق طويـل.
يا مسلمون أفيقوا من سكراتكم
فالجرح ينزِفُ والعدو جلـيل
والشام يا ويحي – على إجلاله -
قد صار بين المارقين – ذليـل.
نام الكبـار وورثوا صبيانهم
لهوا وشرُّ الرافضين يصــول
خمسون عاما دُمِّرَتْ أخلاقنا
وتجبر الشرِّيـُر وهو قليــل
والصامتون على الجرائم هُجَّعٌ
والقاعدون عن الجهاد فُلُـول
فأسود من جُرْم الروافض جونا
وعلت لهم أصواتهم وطبـول
نشروا الفساد وزوروا تاريخنا
فالله مطلعٌ على أحقادهم ورسول
زعموا بأن حُسَيْنُهُمْ متظلم!!!
ولهم بأعناق الشآم ذُحُــول
سبوا الصحابة والقرابة في العَرا
وكلام ربي عندهم مغلــول
والســنة الغراء في أعرافهم
زور وبهتان غشتْها سُـدُول
زعموا بأن الدين في سردابهم!
متسترٌ وأما غيره فخَتــول
جعلوا الحرام مبجلا ومكرمـا
فالكذب دينُ والزنا مقبـول
والشـام تبكي والمآذن تشتكي
في كل ُصْقعٍ مذبح وعويـل
حتى إذا سطع الضياء وأشرقت
شمس الهداية.والصغارُ سيـول
خاف النفاق وصوَّتَتْ أوداجه
فإذا المروءة في الشباب تهـول
حملوا السلاح ودوخوا أهل الخنا
فإذا همُ بين الأباة خيــول
عودوا إلى الرحمن يا أهل الحِجا
فلكم سما حُرٌّ وفاز عَقــول
ما عـاد تنفعنا وعـودٌ كُذِّبَتْ
فالحق نور والنجاح صقيـل
ركنَتَ نفوس المسلمين إلى الهوى
والزورِ والتسويفِ فهي تميـل
لا يدرك الأحبابُ حقا ضائعـا
حتى تؤوبَ إلى الهدى وتجـول
ـــــــــــــــــــــــ
إيضاحات:
ـ أقصد بالحسين : ابن علي رضي الله عنه، وقد زعم الرافضة أنهم يثأرون له، ونحن نبرئ الحسين من جرائمهم، وهم الذين استدرجوه ثم تخلوا عنه مما أدى إلى استشهاده رضي الله عنه، والسنة تحب أهل بيت رسول الله حبا ليس فيه غلو ولا جفاء.
ـ الرسول هنا: محمد صلى الله عليه وسلم حيث أخبره ربه بأن فتنا ستأتي ويمرق فيها كثير من دين الله.
ـ الذحول: الثارات
ـ الروافض والرافضون هم غلاة الشيعة.
المشهد السوري في لغة الشعر
- التفاصيل