مقطوعات شعرية)
صهيب محمد خير يوسف
—————-
نسيت سُوريَّا التي مِن زمانْ
نسيتها.. أو ما عرفتُ المكانْ
تغيرتْ صُورتها بعدَما
غطَّى مغانيْها سَحابُ الدخانْ
ما عادَ في ذاكرتي موضعٌ
إلا عليهِ أثرُ الصَّولجانْ
من يوقفُ الموتَ لنَحيا كما
كُنَّا.. على جنينةٍ من جِنانْ؟
***
لامَني قاسيونُ: لم تَروِ شيئاً
عن شُموخي وقمَّةٍ لا تطالُ؟
قلتُ: يا سيدَ الغيومِ تمهَّلْ
شغلَتنا عن الجبالِ الرِّجالُ
كيفَ يا قاسيونُ ظنُّكَ فيمَنْ
شربوا الكأسَ مِن يديكَ.. وَمالوا
دُونَهم كلُّ قمَّةٍ تَتراءى
وعلينا مُذ ودَّعُونا ظِلالُ؟
***
وقالوا: بلادُ الياسَمينةِ أصبحَتْ
خيالاً يتيماً أو تراباً مُمزَّقا
وقد غَفَلوا في يأسِهم عن حَقيقةٍ
رآها شهيدٌ عانقَ النُّورَ وارتَقى
***
وما لدَينا سِوى أشواقِ مغتربٍ
وغيرُ دمعِ القوافي يملأُ الصُّحُفا
لا يعرفُ الوجدَ من لم يفتَقد وطناً
وكيف يحتملُ الوجدَ الذي عرَفا؟!
***
تنفَّسَ جَذرُنا، وامتدَّ عُمقُ
ونادى العاشقونَ: هُنا دمشقُ!
وغنَّى العائدونَ إليكِ قَسْراً:
فراقُكِ يا دمشقُ لكَم يَشُقُّ
تفرِّقُ بيننا مُدنٌ، ولكنْ
نحبُّكِ شامَنا.. والحبُّ رزقُ
هنا دمشق
- التفاصيل