رام الله - دنيا الوطن - بسام العريان - شادية الزغيّر
عبّر مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن ممثلاً بالشيخ علي مذود الجاسم رئيس المجلس وأعضاء مجلس الإدارة وكافة المنتسبين في المملكة الأردنية الهاشمية وفي أرض وطنهم الأم سوريا عن استيائهم واستهجانهم الشديد لانقطاع الدعم الغذائي عن: 12000/ عائلة سورية لاجئة في المملكة الأردنية الهاشمية من قبل المفوضية السامية للاجئين وكافة الشركاء والجهات والمنظمات الدولية المعنية بتقديم العون للاجئين السوريين المعتمدين في الأردن.
وطالب مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن إعادة نظر رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر ومنظمة الأمم المتحدة لهذا القرار وتوفير كافة سبل الدعم للعوائل السورية في المملكة كما يدعوا المفوض السامي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه العوائل والالتزام بالمبادئ الإنسانية التي اسست لأجلها هذه المنظمة .هذا وقد نوه المجلس بأن الطفل السوري اللاجئ في الأردن خارج المخيمات يعاني من فقدانه لأبسط مقومات الحياة ألا وهو التعليم حيث أنه يعبث طيلة النهار بالتراب لعدم وجود ما يشغل وقته وركز المجلس على استغلال هذا الوقت بأن يتعلم الطفل بالورقة والقلم بدل أن يعبث في التراب فالطفل هو ركيزة المجتمع وهو الذي سيؤثر مستقبلا على جيل بأكمله .
مطالبا في الوقت ذاته بتوفير مدارس متنقلة تكون عبارة عن خيم تتسع لأولئك الأطفال خارج المخيمات ولو بأبسط الإمكانيات كون المناطق التي يعيشون بها تعد مناطق شديدة الحاجة .
كما أوضح رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن الشيخ علي مذود الجاسم أن اللاجئين السوريين ممنوعين من العمل على أرض المملكة مع العلم بأن الأخوة اللاجئين في تركيا ولبنان وغيرها من الدول يمارسون العمل من اجل سداد حاجياتهم
بالإضافة لفقدان اللاجئ خارج المخيمات للعديد من مقومات الحياة تشمل الرعاية الصحية والغذاء والتعليم للأطفال وكما يتم منعهم من الدخول للأردن في حال غادروا الاراضي الاردنية طوعا وان كانت عوائلهم موجودة في الاردن لذا طالب رئيس المجلس بإعادة النظر لما يعانيه اللاجيء السوري من فقدان الدعم المادي والمعنوي من كافة الجهات المانحة والداعمة لهم .
مضيفاً : لذلك نهيب بكافة الأخوة من الشركاء والجهات والمنظمات الدولية المعنية بتقديم العون للاجئين السوريين المعتمدين في الأردن السعي لعودة القسائم الغذائية للعوائل التي حرمت منها.
مع جزيل الشكر للمملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومةً وشعباً على ما يقدمونه للاجئين السوريين وكذلك الشكر موصول لكل الدول التي تسعى لرفع المعاناة عن ابناء شعبنا في الوطن والمهاجر .
ونحن بدورنا كإعلام مسؤول يجب علينا إيصال الصورة الصحيحة ليكون "قلم الرصاص" الذي يعلم الأطفال، بديلا عن التراب الذي يشغلون وقت فراغهم به كون تدهور مستوى تعليم الأطفال السوريين هو الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة وفي الوقت ذاته يعاني 80 بالمئة من اطفال اللجوء والذين يعيشون خارج المخيمات بين المجتمعات الاردنية المستضيفة في المدن والقرى ومختلف المناطق من مجموعة متنوعة وكبيرة من المتطلبات المتفاقمة تتمحور في حرمانهم من حقهم بالتعليم، والذي يعد حق أصيل لأي إنسان في أن يتعلم ويقرأ ويكتب كغيره من أطفال العالم.
ان الاردن تعامل مع ازمات اللجوء المتلاحقة على مر العقود الماضية بكل كفاءة لكن هذا يحتم على المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم تجاه اعباء اللجوء المتفاقمة، لا سيما على شريحة الاطفال من اللاجئين السوريين .
إن الجهل من شأنه أن يهدد مستقبل جيل بأكمله، وتكون له تأثيراته السلبية على مستقبل الأطفال الذين عانوا من اللجوء ولا يجدوا سوى الحرمان من التعليم او ابتعادهم عن مقاعد الدراسة بسبب سكنهم في مناطق نائية بعيدة عن المناطق الخدمية سواء الأسواق او المدارس او غيرها من الخدمات وذلك كون رب الاسرة اختار مناطق ريفية نائية ليعمل بها في مجال الزراعة لأن هذه هي حرفته التي لم ولن يعرف غيرها كما وأن السكن في تلك الأراضي لا يتطلب دفع ايجارات بل مجرد خيمة ينصبها لأسرته ويسكنوا فيها بأرض خالية من أي خدمات تماما لا كهرباء ولا ماء ولا مباني وبالتالي فالخاسر الأكبر في هذه الخيارات هو الطفل السوري.
لذلك نسلط الضوء على مأساة الأطفال السوريين الذين شردوا وأصبحوا بلا مدارس ويعيشون في ظل أزمات وظروف صعبة إنهم يستحقون منا جميعاً الاهتمام والعناية، والأخذ بأيديهم نحو المستقبل"، فالكتاب والقراءة للأطفال في ظل الأزمات هي بنفس أهمية وضرورة الغذاء والدواء والتي من شأنها التخفيف من الضغوط النفسية التي تعرض لها الأطفال، وتعزيز الروح الإيجابية لديهم وتساعدهم على رؤية أشياء مختلفة جميلة للتفكير بها، كما أنها قد تفتح لهم آفاقا جديدة لمستقبل أفضل ما بعد نهاية هذه الأزمة ومنحهم الفرصة للنظر بإيجابية إلى واقعهم ومستقبلهم، ومساعدتهم على الاستقرار النفسي الضروري لتجاوز هذه المحنة عن طريق القراءة والدراسة خاصة للأطفال خارج المخيمات .
لذا على كافة الجهات المسؤولة أن تسلط الضوء على قضية الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن أمام المجتمع الدولي، والتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها، من خلال نشاطات ترفيهية وثقافية لتصبح جزءاً من حياتهم الجديدة في المخيم وخارجه حتى العودة إلى أوطانهم بسلام .
وضرورة المطالبة بحقهم في الحصول على الرعاية الصحية، والخدمات التعليمية، والطفولة السليمة والمستقبل الآمن، ومنحهم الأمل بحياة أفضل ومستقبل آمن لأن تمكين الأطفال اللاجئين من الالتحاق بالمدارس سواء المتنقلة او الرسمية لاستكمال تعليمهم، يبعد عنهم الجهل والاستغلال فالطفل يحتاج لنقطتين أساسيّتين هما: حق الحياة وحق التعليم كفتح مدارس متنقلة والقيام ببرامج تعليمية ، بالإضافة لدعم برامج تعمل على محاربة عمالة الأطفال، و تأمين الكتب والمناهج والمستلزمات المدرسية، و دعم المراكز التعليمية النفسية التي تعنى بالأطفال، و تأمين مراكز للدعم النفسي.
ويبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة شافية هو أين منظمات حقوق الإنسان الدولية من أطفال سوريا كي يحصلوا على حقوقهم الطبيعية في التعليم.. ألا يعد حرمانهم من الدراسة خرقاً لمواثيق حقوق الطفل المعترف بها دولياً؟ عمّان - تحقيق بسام العريان وشادية الزغيّر