يتوقف العالم في الحادي عشر من تموز كل عام عند ما يسميه اليوم العالمي للسكان. الإدارة العالمية للسكان تسعى بالعالم إلى سكان أقل لأن ذلك يعني شركاء على ثروة العالم، من منظور رأسمالي، أقل..
بمراجعة مقررات المؤتمرات السكانية الأممية نلحظ ريبة كثيرة في الأهداف والنظم والآليات. ونتابع وصفات طبية لأمراض غير موجودة أصلا في مجتمعنا، ونستمع إلى من يدعونا لنمرض لنستفيد بعد من العلاج..
كلام كثير يتردد عند الصحة الإنجابية والثقافة الجنسية، كلام يراد منه تعميم الإباحة الجنسية الشائعة في الغرب، والتي من أبرز مرتكزاتها تعميم ممارسة الجنس خارج مؤسسة الأسرة ونظام الزواج.
ونحن بإلحاحنا على طهارة مجتمعنا نلح أيضا على أن تبقى قيمنا أساس أي توجيه أو نشاط. و يبقى صون هذه القيم والحفاظ عليها هدفا مشتركا يتعاون على القيام بحقه الدولة بمؤسساتها والمجتمع بمنظماته المدنية والأفراد بواجبهم تجاه أنفسهم وأهليهم...
في اليوم العالمي للسكان ومن منطلق خصوصية حضارية نعيد الترحيب بكل نسمة جديدة تمنح هذا العالم بسمة طفل جديد. ونرفض أن يكون الحرص على ترف الطفل الأول مدخلا أو ذريعة لمصادرة حق الطفل الثاني في الوجود.
إن العجز عن إدارة سياسات تنموية مكافئة لتطور المجتمع السكاني فيها ما فيها من سوء إدارة للموارد والعجز عن القيام بحق الحياة وحمايته في تجلياته الواعدة على هذه الأرض.
ندعو إلى ثقافة جنسية واعية متناسبة مع النمو الفردي، والطور الاجتماعي للفرد، ونرى في ضوابط الصحة الإنجابية بعض مدخلات الحرية الفردية للإنسان لكي لا تتحول هذه الضوابط إلى سياسات رسمية أو مجتمعية ترخي بظلها الثقيل على مجتمعنا...