لاريسا صليعي- بيروت
ها هو العيد يطرق الباب، ليطرح علينا السؤال: هل نحن مستعدون لمنح ابنائنا فرحة العيد؟ ففرصة العيد تتحقق بالعديد من المظاهر منها ارتداء الثياب الجديدة والهدايا والألعاب والزيارات والمراجيح، لكن كل هذه المظاهر ستختفي هذا العام في الحجر المنزلي وفي ظل الأزمة الاقتصادية والغلاء الفاحش، ومع ذلك يجب أن يبقى للعيد خصوصيته لدى الأطفال.
الجزيرة نت التقت ببعض الأمهات اللواتي سيحتفلن بعيد الفطر على طريقتهن الخاصة متحديات كل الظروف الصعبة وذلك لزرع البسمة على وجوه أولادهن:
الحب والتماسك الأسري

هلا الخطيب-بيروت
تحدّث كثيرون عن إيجابيات الحجر المنزلي الذي فرضه وباء كورونا المستجد بأنه جمع العائلة، وقيل الكثير عن الوقت الذي كان ضائعا بين العمل والمدرسة، لكن هذا التقارب الذي فرضه التباعد الاجتماعي عن الناس الآخرين البقاء مع الأسرة سبب التحاما حاميا بين الأولاد والأهل من ناحية، وبين الأزواج والزوجات من ناحية أخرى.
فلا عمل ولا لقاءات تلهي، ولا مكان لتخفيف الغضب، ولا نسيان لسوء تفاهم طالما لا فضاء للتنفيس.
وأتى شهر رمضان المبارك أيضا في ظل هذا الحجر لتزداد مسؤولية المرأة بشكل عام، وليشكل الصيام سببا إضافيا للشجارات لدى بعض الأزواج والزوجات.

ليلى علي
المسامحة خيار لا شعور، وأن يعتدي أحد الزوجين على الآخر أو أن يخطئ في حقه، لن يوقف الحياة المشتركة بينهما إلا إذا قرر أحدهما ذلك. لهذا تأتي أهمية المسامحة ودورها في استمرار العلاقة الزوجية، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يكون الشخص الذي تسامحه يستحق ذلك، ولن يظن أنه تم التغاضي عما قام به من إساءة.
الفوائد الصحية
تقول المرشدة النفسية إليزابيث سكوت في مقال بعنوان "الفوائد الكثيرة للمسامحة" على موقع "فيري ويل مايند" إن التمسك بالآلام القديمة وخيبات الأمل والمضايقات الصغيرة والغضب، يعد مضيعة لوقتك وطاقتك. كما أن الاحتفاظ بكل هذا الأذى -الحقيقي أو المتخيل- لفترة طويلة، يجعله يتحول إلى شيء أكبر في النهاية كالكراهية والشعور بالمرارة الشديدة.
كذلك، يدفعك عدم التسامح إلى الإجهاد النفسي والعصبي والحياتي، مما يؤدي لا محالة إلى خسائر جسدية وعقلية، ويؤثر على أساس ومتانة العلاقة الزوجية. والأفضل من ذلك كله أن تشارك مشاعرك وتتخلص من الأذى النفسي من خلال طرحه على مائدة التحاور والبحث عن حلول.

هلا الخطيب-بيروت
ساهمت التطبيقات الذكية باجتماع العائلات مهما بعدت المسافات. ففي ظل الحجر المنزلي شبه العالمي كانت الوسيلة المثلى للتواصل سواء في العمل أو التدريس أو في العلاقات العائلية والاجتماعية.
وأظهرت النساء اهتماما كبيرا بالتواصل العائلي، ونظمن لقاءات عابرة للقارات.. الجزيرة نت التقت عددا منهن ليتحدثن عن تجربتهن.
إفطار على مائدة السحور
في الوقت الذي يحين فيه موعد الإفطار في نيويورك -حيث تقيم زهراء كريم- تكون عائلتها في لبنان تتحضر للسحور، لذلك اتخذوا قرار أن يتشاركوا في مائدة رمضان. هي وزوجها في نيويورك إفطارا وشقيقتها هدى في باريس وأهلها في بيروت سحورا.

ليلى علي
لم يكن كاتب رواية "الحب في زمن الكوليرا" غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل، ليبدع أكثر من ذلك حينما يقرر بطل روايته التي نشرت لأول مرة عام 1985 باللغة الإسبانية، أن يتخلص من المسافرين معه على متن السفينة بخدعة أن فيها وباء الكوليرا، وذلك حتى لا تنتهي الرحلة مع حبيبته التي اجتمع شمله بها أخيرا، وكان عمرهما وقتذاك سبعين عاما.
تنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وإيابا رافعة علم الوباء الأصفر، دون أن ترسو إلا للتزود بوقود، بينما تضم عش الحبيبين اللذين لا يباليان بكبر عمرهما، ويقرران أنهما الآن في رحلة لاكتشاف ما وراء الحب، حيث الحب لأجل الحب.

JoomShaper