فريدة أحمد
فقدان رفيق الحياة مصيبة لا يتحمّلها الكثيرون، ومع التقدم في السن تشيخ القدرة على تحمل ألم الفراق، حتى إن الكثيرين لا يستطيعون الحياة بعد وفاة الزوج أو الزوجة، وسريعا ما يلحقون بهم.
تظهر الأبحاث الطبية أن كبار السن الذين يفقدون الزوج يواجهون خطرا متزايدا بالموت، ويعرف ذلك الخطر من قبل الباحثين باسم "تأثير الترمل"، ويكون الأعلى في الأشهر الثلاثة الأولى بعد وفاة الزوج.
لكن الغريب في الأمر أن الرجل أكثر عرضة للموت بعد وفاة الزوجة، مقارنة بالمرأة بعد رحيل زوجها.

أسهم الحجر الصحي في تغيير تفاصيل يومنا وأسلوب حياتنا، فهو يجبرنا على إنشاء طرق جديدة للتواصل في إطار العلاقات الزوجية والأسرية، بين الوالدين والأطفال وكذلك بين الأشقاء.
لهذا السبب، وبمناسبة يوم الأخوة، الذي احتُفل به يوم الجمعة 10 أبريل/نيسان الحالي؛ أصدرت منظمة "قرى الأطفال" (إس أو إس) دليلا يتضمن نصائح عملية لمساعدة العائلات على تعزيز التعايش الجيد بين الإخوة، وتقليل الخصومات والمناقشات بينهم، التي قد تظهر أثناء الحجر الصحي.
وقالت صحيفة "أي بي سي" الإسبانية في تقريرها، إن منظمة الرعاية المباشرة للأطفال توضح أن جودة العلاقات بين الأشقاء تعتمد على عوامل عدة؛ مثل الجنس، والفئة العمرية، والغيرة، وشخصية كل منهم، والمكانة التي يشغلونها في الأسرة، وعلى طريقة تعامل آبائهم معهم أيضا.

يمكن أن يكون لوجود الأشقاء في حياتنا تأثير كبير على شخصيتنا، فهم يمثلون أحد أفضل وأقوى العوامل التي تشكل الشخص الذي سنصبح عليه، ولهم دور كبير في تعليمنا كيفية خوض النزاعات وتسويتها ومتى يجب تجنبها.
وتقول الكاتبة ماديسون مالون كيرسر في مقال نشره موقع "ميديام" الأميركي، إن الأشقاء يعلموننا أيضا السرية والدعم والاستقلال، وكل الأمور الأساسية التي ستتعرض لها في حياتك.
وتروي كيرسر تجربتها الشخصية في علاقتها مع أختها خلال فترة المراهقة، حيث شعرت في كثير من الأحيان بأنهما مختلفتان، رغم أن كلتيهما حاولت على مر الأعوام أن تشبه الأخرى.
وبينما كانت إحداهما نائبة رئيس الفصل ومشجعة، لم تتمكن الأخرى من الفوز في الانتخابات المدرسية، والآن وبعد أن أصبحت الأُختان بالغتين، أدركتا أن كل تلك الأعوام المنقضية في الشجار والنمو والترابط، كانت في الواقع تشكّل جوهر الشخص الذي أصبحتا عليه.


ديما الرجبي*
عمان- تعصف بالأم ضغوطات جسدية ونفسية وذهنية مرهقة، وبحكم الظروف، فإن بعضهن ألزمن على لعب دور (الأب) لأسباب اجتماعية فرضت عليهن البقاء أو الانفصال عن الأزواج، وكبدتهن فاتورة المسؤولية الأسرية كاملة، وأرغمتهن على العمل بأقصى درجات التفاني لإتمام مهامهن على أكمل وجه، وهو ما يجعلنا نتوقف ببضعة سطور للحديث عن صحتهن النفسية في ظل وباء “كورونا” المستجد.
مشاعر الأم تختلف عن باقي أفراد الأسرة نظراً لتعدد مهامها، فما بين حس المسؤولية الفطري إلى النضوج التام بالعمل على إشباع الحاجات يأتي وقت على الأمهات يبدأن بالشعور بالانحسار أو التقلص في الأداء، وذلك يعود على كمّ الضغوطات التي تقع على عاتقهن، ولأن الأم هي المحرك الأساسي لعربة الحياة يجب أن نُدرك أهمية إتاحة الفرصة أمامها بأن تلتقي مع ذاتها وتنفس عن مشاعرها وضيقها، وأن نحيطها بالاهتمام والتقدير وعدم تهميش الإشارات التحذيرية التي تصدر عنها خاصة في ظل هذه الفترة الحاسمة -الحجر الصحي- التي تضاعف فيها مجهودها، حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه بما يخص تراجع صحتها النفسية التي تعد صمام أمان استقرار الأسرة.

منى أبوحمور
عمان- بعد أكثر من 15 عاما قضاها أبو سيف يعمل في إحدى الدول الخليجية، لم يكن يعرف أن هذه الإجازة الطويلة التي يقضيها مجبرا بالمنزل، ستكون بوابة جديدة ليتعرف خلالها أكثر على أبنائه بعد أن أبعدته الغربة عن أهم مراحل الطفولة التي مروا بها، ويكون أكثر قربا من زوجته التي تحملت المسؤولية المضاعفة بسبب غيابه المستمر بحكم العمل.
أبو سيف الذي يعمل مهندسا في إحدى الشركات في الخارج، قرر منذ سنوات السفر والعمل لتأمين مستقبل تعليمي جيد لأبنائه الأربعة، ورغم صعوبة هذا القرار وعيشه بمفرده في الغربة، إلا أنه كان مضطرا إلى ذلك، لكنه افتقد أن يكون حاضرا في أهم المراحل التي نضج بها أبناؤه، مبينا أنه كان يأتي إجازات قصيرة، لم تكن تكفي لأن يكون معهم كما يجب.

JoomShaper