أ.د. ناصر أحمد سنه
في سعيهم، وسعيها النظري والتجريبي، لمحاولة تفسير خصائص الكون الطّبيعية، ومادته، وظواهره، وقواه، وقوانينه الحاكمة له تبؤت الفيزياء مكانة متميزة في تاريخ العلم والفكر الإنساني. فهي تُعد من أهم وأقدم نشاطات الإنسان العلمية والمعرفية والفلسفية في آن معاَ. إذ في لبها علم الفلك وما يزخر به من "إبداعات" الحضارات، القديمة والحديثة، المتعلقة بالتقويم وتقدير الزمن، وحركة الشّمس، وأدوار القمر وتشكيلات النجوم، ومن ثم غزو الفضاء، وإرسال الأقمار الاصطناعية، وثورة الاتصالات الحديثة  الخ.
تحاول الفيزياء وصف الحوادث والتنبؤ بها، فما الذي تفعله على الصعيد المعرفي؟. للفيزياء علي كر الدهور، بما تحدثه من قفزات علمية رائعة، أثر حاسم في أسس وبُنية العديد من حقوله ومجالاته العلمية والمعرفية والفلسفية والتطبيقية. فتّقدم عباقرتها في فهم القوي "الكهرومغناطيسية" أدي إلى إنتشار واسع للأجهزة الكهربائية كالتلفاز والحاسوب. أما التطور المذهل في مجال المحركات ووسائل النقل فكان بسبب ثمرة جهودهم في مقاربة "الديناميكا الحرارية" الخ. وما نشاهده من محاولات حثيثة لسبر أغور الفضاء الخارجي، كان بسبب تطور علومها، وجهود عباقرتها. فمن هم بعض هؤلاء العلماء العباقرة الأعلام، الذين أسسوا بُنية ذلك العلم الرائع، وأسهموا في مسيرة التحضر والحضارة، وأبدعوأ لتطوير العلم الحديث، وتطبيقاته التي تحيط بنا في كل مكان؟.

أ.د. ناصر أحمد سنه
يقول النفري في (المواقف والمخاطبات):"واضحك.. فإني لا أحب إلا الفرحان". بينما يقول "نيتشه" في (هكذا تكلم زرادشت):"لقد أتيت لكم بشرعة الضحك، فيا أيها الإنسان  الأعلى: تعلم كيف تضحك!".
الضحك ليس مجرد "ظاهرة" بشرية، بل "غريزة/حاجة/ فضيلة" إنسانية خُص بها المخلوق البشري من خالقه جل شأنه:"وأنّه هو أضحك وأبكي"(سورة النجم: 43). لعلّه ـ وهو من أكثر المخلوقات شعورا بالألم والمعاناةـ أن يواجه بهذا الضحك صعاب الحياة ومشاقها، ويصمد أمام تحدياتها وتقلباتها، ويتحمل أحزانها وآلامها. فضلا عما يتهدده من "قلق/حصار" الموت، و"شبح" الفناء.
والإنسان ـ في إطار تلك المكابدة ـ ابتكر واخترع وطور أسباب وأنواع وأفانين الضحك والإضحاك والفكاهة والمرح والدعابة والطرفة والمزاح والتندر والتورية والتعرية والسخرية المهذبة الخ. أفانين مثلت ـ فردا وجماعات، شعوباً وقبائل ـ منافع نفسية وعصبية وفسيولوجية، ودلالات اجتماعية، وجماليات لغوية وثقافية.

د. سرور قاروني

هناك قصة رمزية تقول: في يوم من أيام الربيع، كانت بذرتان جالستين بالقرب من بعضهما البعض في أرض خصبة، قالت الأولى: أريد أن أنمو، أريد أن تتغلغل جذوري عميقاً في قلب التراب وأغصاني تتفرع فوق رأسي على الأرض، أريد أن أنثر أزهاري الملونة وأٌبشر بقدوم الربيع، أريد أن تستشعر أوراقي حرارة الشمس وتسكن قطرات الندى على أزهاري، وهكذا نمت البذرة.
قالت الثانية: أنا خائفة، فأنا لا أدري ما الذي سيواجهني في ذلك الظلام الدامس إذا ما غرست جذوري في قلب التراب الأسود، قد أتأذى إذا ما رفعت رأسي واخترقت الأرض الصلبة ونظرت إلى الأعلى من خلال أغصاني. ماذا سأفعل إذا قصد ثعبان أكلي؟ والمصيبة تكمن حين تتفتح أزهاري، فهناك احتمال أن ينزعني طفل صغير من جذوري، لا... من الأفضل أن أنتظر حتى تسنح لي فرصة أفضل من هذه، وهكذا انتظرت البذرة. وعندما كانت الدجاجة تجول الحقل بحثاً عن طعام، رأت تلك البذرة وابتعلتها بلمح البصر.

أ.د. ناصر أحمد سنه
يقول النفري في (المواقف والمخاطبات):"واضحك.. فإني لا أحب إلا الفرحان". بينما يقول "نيتشه" في (هكذا تكلم زرادشت):"لقد أتيت لكم بشرعة الضحك، فيا أيها الإنسان  الأعلى: تعلم كيف تضحك!".
الضحك ليس مجرد "ظاهرة" بشرية، بل "غريزة/حاجة/ فضيلة" إنسانية خُص بها المخلوق البشري من خالقه جل شأنه:"وأنّه هو أضحك وأبكي"(سورة النجم: 43). لعلّه ـ وهو من أكثر المخلوقات شعورا بالألم والمعاناةـ أن يواجه بهذا الضحك صعاب الحياة ومشاقها، ويصمد أمام تحدياتها وتقلباتها، ويتحمل أحزانها وآلامها. فضلا عما يتهدده من "قلق/حصار" الموت، و"شبح" الفناء.
والإنسان ـ في إطار تلك المكابدة ـ ابتكر واخترع وطور أسباب وأنواع وأفانين الضحك والإضحاك والفكاهة والمرح والدعابة والطرفة والمزاح والتندر والتورية والتعرية والسخرية المهذبة الخ. أفانين مثلت ـ فردا وجماعات، شعوباً وقبائل ـ منافع نفسية وعصبية وفسيولوجية، ودلالات اجتماعية، وجماليات لغوية وثقافية.

د. سرور قاروني

هناك قصة رمزية تقول: في يوم من أيام الربيع، كانت بذرتان جالستين بالقرب من بعضهما البعض في أرض خصبة، قالت الأولى: أريد أن أنمو، أريد أن تتغلغل جذوري عميقاً في قلب التراب وأغصاني تتفرع فوق رأسي على الأرض، أريد أن أنثر أزهاري الملونة وأٌبشر بقدوم الربيع، أريد أن تستشعر أوراقي حرارة الشمس وتسكن قطرات الندى على أزهاري، وهكذا نمت البذرة.
قالت الثانية: أنا خائفة، فأنا لا أدري ما الذي سيواجهني في ذلك الظلام الدامس إذا ما غرست جذوري في قلب التراب الأسود، قد أتأذى إذا ما رفعت رأسي واخترقت الأرض الصلبة ونظرت إلى الأعلى من خلال أغصاني. ماذا سأفعل إذا قصد ثعبان أكلي؟ والمصيبة تكمن حين تتفتح أزهاري، فهناك احتمال أن ينزعني طفل صغير من جذوري، لا... من الأفضل أن أنتظر حتى تسنح لي فرصة أفضل من هذه، وهكذا انتظرت البذرة. وعندما كانت الدجاجة تجول الحقل بحثاً عن طعام، رأت تلك البذرة وابتعلتها بلمح البصر.

JoomShaper