في قلب مدينة حماة، وسط سوريا، إذ لا تزال أصداء المجزرة المروّعة التي ارتكبها نظام حزب البعث عام 1982 تتردد في ذاكرة من عاشوها، تقف السيدة مُعزز كريشة شاهدةً على إحدى أشد المآسي التي حُفرت في وجدان سوريا الحديث.

في تلك الأيام الحالكة، وجدت كريشة، التي تجاوزت الثمانين عاماً، نفسها أمام قرار لا طاقة لأمٍّ به، إذ كان عليها أن تختار بين ابنيها، من يسلم للجنود، ومن تحاول أن تخفيه عن أعينهم. خيار مستحيل، لكنه فرض عليها كما فُرض الموت على آلاف الأبرياء في تلك المجزرة التي تركت ندوباً لا تندمل في ذاكرة الناجين.

تلفزيون سوريا ـ باسل المحمد

لا تقل حاجة سوريا كبلد مدمر أنهكته الحرب على مدى 14 عاما، إلى إعادة إعمار مادي قد تستغرق سنوات، وتصل كلفته إلى مليارات الدولارات، نظراً لحجم الخراب والدمار الذي خلفته آلة الإجرام الأسدي، لا يقل ذلك عن حاجته إلى إعادة إعمار وترميم على المستوى الاجتماعي.

 

علاء الدين الكيلاني

"ما أحصل عليه لا يكفي لتسديد آجار المنزل، فاضطررت أن أستعين بجمعيات أهلية كانت تقدم لنا بين حين وآخر مواد غذائية مختلفة، غير أن ذلك لم يكن حلا" هكذا بدأت هالة، البالغة من العمر 55 عاما، حديثها عن معاناتها بعد أن اعتقلت قوات الأمن السورية زوجها في مطلع عام 2013 بتهمة التظاهر ضد النظام، ولم تسمع عن مكان احتجازه أو مصيره حتى الآن.

 

علاء الدين الأحدب

حمص- في مفارقة تبعث على الدهشة، وفي حين لا يزال الناس يحتفلون بانتظار الثورة أمام ساحة الساعة الجديدة بمدينة حمص، تشق فتاة لم تتجاوز الـ10 سنوات طريقها بينهم لتثبت ملصقا ملونا استدعى انتباه المارّة.

مشهد يرجع بالزمن للوراء 11 عاما، وتحديدا يوم 23 يوليو/تموز 2013، ليلة اختطاف والدها وشقيقها من قبل جهة مجهولة، في وقت لم تحدد أي من مؤسسات النظام المخلوع مصيرهما.

دمشق: كمال شيخو
بعزيمة تقاوم سنوات عمره الذي تجاوز الستين، يحمل راضي أبو بسام مجرافاً وأدوات تنظيف يزيل بها ركام الحرب عن منزله الذي غادره قبل 7 سنوات تقريباً، ويقع في حي «برزة البلد» على الطرف الشمالي الشرقي لدمشق، لكن أبو بسام ليس وحده؛ فحاله مثل كثيرين عادوا إلى بيوتهم بعد سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد، وانهمكوا في إعادة إعمار منازلهم الواقعة في منطقة ظلت مسرحاً لعمليات عسكرية على مدار 14 عاماً، رغم الصعوبات المالية والمخاطر المحتملة لوجود عبوات لم تنفجر تحت الركام.

JoomShaper