عنب بلدي – العدد 46 –
داريا…. تلك المدينة الريفية العريقة، والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق وهي عاصمة الغوطة الغربية. ذكرت في التاريخ حين قاوم معين الدين الفرنجة. أقام ومات ودُفن فيها العديد من التابعين والعلماء كأبي مسلم الخولاني أبي سليمان الداراني، كما أنها تحتضن مقام نبي الله حزقيل عليه السلام أحد أنبياء بني اسرائيل.  وكلمة داريا أصلها سرياني، وتعني البيوت الكثيرة، والنسبة إليها داراني.
وتضم داريا في نسيجها الاجتماعي انموذجًا للتعايش بين الطوائف، ففي داريا تتطابق الواجبات والحقوق بين المسيحيين والمسلمين، وتتشارك قلوب أبنائها من كلتا الطائفتين مشاعر الفرح والحزن في كل مناسبة.

أحمد عاصي
أنا لا أريد أن أموت حرقا
هذي هي أمنيتي الأخيرة
لقد خرجت عن قوانيين العشيرة
واقترفت الإثم حتى اللحظة الاخيرة
وسفهت أحلامكم
وكسرت أصنامكم
وألقيت خلف ظهري ما ورثه لكم آباؤكم
لقد أعلنت كفري فلتحل على لعناتكم
فاقتلوني واصلبوني
ودعو الطير تأكل من رأسي
ولكن لا تحرقوني
وإذا شئتم فحيا في التراب ادفنوني

د. موفق مصطفى السباعي
بالرغم من أن عنوان المعركة الدائرة في سورية منذ اثنين وعشرين شهراً..  أصبح ظاهراً .. واضحاً .. مكشوفاً لا لبس فيه ولا غموض ..
وهو الحرب بين المسلمين وبين الشيعة والعلويين (النصيرين)..
وبالرغم من التصريحات العلنية الصريحة من الحلف الشيعي العالمي بالتأييد المطلق والمفتوح وبلا حدود للنظام الأسدي..
وبالرغم من الممارسات الفعلية العملية على أرض الواقع لأفراد هذا الحلف الذين تقاطروا من أنحاء المعمورة للدفاع .
والتضحية بالروح والمال عن النظام الأسدي .. وأسر كثير من المقاتلين الشيعة وإجراء صفقة تبادل لأسراهم مع أسرى الثوار أخيراً.. وقتل أعداد غير قليلة منهم..
بالرغم من كل هذا إلا أن بعض ذراري المسلمين في سورية وحتى خارجها لازالوا يدافعون عن النظام الأسدي دفاعاً مستميتاً.. ويقدمون أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل بقائه وتطويل عمره...

بقلم: غالية قباني
لا يمكن منافسة مشهد فردة حذاء سندريلا في الذاكرة الحكائية الجمعية إلا بمشهد الأم السورية التي أمسكت بفردة حذاء ابنتها بعد قصف كلية العمارة بحلب، تبحث مفجوعة بعد فوضى القصف، عن ابنتها التي كانت التحقت بأول يوم امتحان في كليتها. حرقة الوجع واضحة على وجهها الباكي ووقفة جسدها المستكينة تتسول معلومة تدلها على الابنة التي لم تترك أثراً خلفها إلا فردة حذاء. كم تحمل الصورة من معانٍ وسط تدفق صور توثق انتهاك جسد السوري، بل انتهاك كل عضو فيه، من رأسه حتى أخمص قدميه مروراً بالأعضاء الحساسة في جسده.



د. محمود نديم نحاس
تحت عنوان (أحمل فانوسي وأبحث عن مُنْشَقٍّ) كتب أحد الكتّاب السوريين يقول: (لم أر منشقَّا واحداً يخرج على السوريين من بحرة الدنس الأسدية، ويقول ربي إني ظلمت نفسي. بل أراهم وأسمعهم جميعا يخرجون من هذه البحرة في صورة الفارس المخلّص بثيابه البيض على أحصنتهم البيضاء يدّعون ويزعمون. وكثيرا ما أتطلع إلى بعض هؤلاء، الذين أُطلق عليهم تجاوزاً لقب المنشقين، فأراهم ما زالوا يدورون حول ذواتهم في إطار التزامهم بشخوصهم وبماضيهم وتاريخهم الذي يرفضون أن ينخلعوا منه. وما زالوا يسوغون تاريخاً من الفساد والاستبداد ضرب الحياة السورية على مدى نصف قرن، وكانوا هم أنفسهم من الشركاء فيه والصانعين له. يحاول كل واحد منهم أن يصور نفسه في صورة "مؤمن آل فرعون" الذي كتم إيمانه ليكون في لحظة الحقيقة المُدافعَ عن الحق وعن القيم والفضيلة وعن مصالح الوطن والمواطنين. مع أننا لم نسمع على مدى نصف قرن صوتا ينادي على الظالمين: "أتقتلون شعبا أن يقول ربي الله"!). (انتهى الاقتباس)

JoomShaper