ناديا الياس: القدس العربي
من سيء إلى اسوأ تتأرجح معاناة النازحين السوريين في لبنان الذين هربوا من ويلات الحرب في بلادهم بحثاً عن الأمان لعائلاتهم وأطفالهم الذين يعيشون ظروفاً معيشية قاهرة وصعبة ولاسيما منها مشاكل الايواء والسكن والأكل والتعليم وعدم الرعاية الصحية وتوفير العلاج والاستشفاء وغيرها من القضايا الإنسانية التي تدمي القلوب. وما زاد الطين بلّة هو التقنين القاسي في تقديم المساعدات من قبل الهيئات والمنظمات الدولية لهؤلاء النازحين الذين تخّطى عددهم في لبنان المليون والـ 600 ألف للمسجّلين منهم عدا عشرات الآلاف من الذين لم يبادروا إلى التسجيل رسمياً، ناهيك عن المشاكل الأمنية التي تواجههم والتضييق عليهم والملامح العنصرية بحقهّم والتي تعود أسبابها إلى موروث أيام الوجود العسكري السوري في لبنان كما جاء على لسان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

 


إسطنبول - الأناضول
الأحد، 12 يوليو 2015 12:49 م
خلفت الأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011، أعدادا كبيرة من المصابين الذين فقدوا أطرافهم، ولجأ الكثير منهم مع عائلاتهم إلى تركيا، حيث يتلقون العلاج في مستشفياتها، بانتظار تحسن الأوضاع في بلادهم، في حين يرغب بعضهم في العودة لقتال قوات النظام في سوريا.
من هؤلاء محمد برغش (31 عاما)، الذي فقد ساقه اليمنى في قصف لطائرات نظام الأسد على دير الزور قبل عامين. يقول برغش إنه حارب إلى جانب الجيش الحر قبل أن يفقد ساقه في غارة جوية لطيران الأسد، واضطر بعد تلقيه الرعاية الصحية الأولية في سوريا إلى الانتقال مع أسرته إلى تركيا بمساعدة بعض الأقارب، لاستكمال العلاج ولتوفير بيئة آمنة لأطفاله.
يوجه برغش الشكر لتركيا على ما قدمته له ولأسرته، ويأمل في الحصول على ساق اصطناعية تناسبه، لأن الساق التي يستخدمها حاليا لا تتناسب مع طوله. وهي ساق قدمها له مركز للأطراف

الصناعية يديره فاعلو خير في مدينة الريحانية بولاية هاطاي التي يقيم في إحدى مخيماتها.
طارق حلو (20 عاما)، الذي يقيم في المخيم نفسه مع أسرته، فقد ذراعه اليسرى في قصف صاروخي على جبل الأكراد في اللاذقية قبل خمسة أشهر. يقول حلو إنه لا يشعر بالأسف لفقدان ذراعه، ويبدي استعداده لبذل روحه في سبيل وطنه، وأعرب في حديثه مع الأناضول عن رغبته في العودة للقتال في سوريا رغم فقدان ذراعه.
وأشار حلو، إلى مقتل أخيه الأكبر قبل ثلاث سنوات، خلال اشتباك مع قوات النظام
وفي المخيم نفسه يقيم رفعت زرزوري (20 عاما)، الذي فقد كفه الأيمن في غارة لطائرات النظام، على جسر الشغور بإدلب قبل شهرين ونصف. يرغب زرزوري في الحصول على كف اصطناعية ليتمكن من العودة لقتال قوات النظام في سوريا، ويبدي استعداده للقتال حتى آخر قطرة من دمه.

دمشق، 10 تموز 2015

تحذر اليونيسف من أن تناقص إمدادات مياه الشرب المأمونة في اشهر الصيف الحارة في سوريا سيعرض الأطفال لخطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه.

تم تسجيل 105,886 حالة إسهال حادة منذ بداية السنة في سوريا. كما حدث ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، حيث سُجل رقم اقصى جديد بعد التبليغ عن 1,700 حالة في أسبوع واحد فقط في شهر شباط الماضي[1]. كذلك تسبب احتداد النزاع في البلاد في موجة جديدة من تهجير السكان، الأمر الذي أدى إلى فرض عبئ إضافي على شبكة المياه والصرف الصحي الهشة أصلاً.

وفي هذا الصدد تقول هناء سنجر ممثلة اليونيسف في سوريا: “ينذر الوضع بالخطر، وتحديداً بالنسبة للأطفال المعرضين بشكل خاص للأمراض المنقولة عبر الماء”. وتضيف: “فيما تدخل الأزمة عامها الخامس، أصبحت المياه أكثر شحاً، كما أنها لم تعد مأمونة، وإضافة لذلك يعرض تردي ممارسات النظافة العامة، خاصة بين النازحين، الأطفال لمخاطر كبيرة”.

تُعد دير الزور في شرق البلاد من المناطق التي يرتفع فيها خطر تفشي الأمراض، حيث تشير التقارير إلى أن مياه المجاري الخام تلوث بشكل خطير نهر الفرات الذي يعتمد عليه السكان المحليون للحصول على المياه، حيث تم التبليغ عن 1,144 حالة تيفوئيد في المنطقة.
كما يعد ارتفاع أسعار النفط في المنطقة عاملاً آخر يؤثر على قدرة المدنيين على الوصول للمياه. ففي إدلب في غرب سوريا تضاعفت أسعار الوقود ثلاث مرات لتصل إلى 500 ليرة سورية (2.6$) للتر. إضافة لذلك، تعمل محطات ضح الوقود لساعتين فقط في اليوم، مما قلّص كميات المياه المتوفرة للشخص في اليوم الى عشرين لترا فقط.
وفي تطور مقلق اخر ادى إغلاق المعبر الحدودي مع الأردن الى تعطيل توصيل إمدادات معالجة المياه لسوريا. فقبل إغلاق المعبر في بداية نيسان، كانت اليونيسف تستخدم المعبر الحدودي لتوصيل نصف مليون لتر من مواد معالجة المياه كل شهر. وبالتالي بدأ المخزون الموجود داخل سوريا بالنفاذ.
وتقول سنجر: “نعمل منذ بداية الأزمة مع عدد من الشركاء من أجل دعم بنية المياه التحتية الأساسية التي يعتمد عليها 15 مليون شخص في سوريا.” وتضيف: “تتضمن هذه الجهود حفر وتجهيز الآبار لتكون مصدرا بديلا للمياه في توصيل المياه بالاضافة الى دعم الإنتاج المحلي وشراء مواد معالجة المياه”.

تناشد اليونيسف الحصول على مبلغ 5 مليون دولار بشكل ملح قبل نهاية شهر آب من أجل الاستمرار في استجابتها في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في سوريا.

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
جسّد المواطن السوري أبو الجود مقولة "الحاجة أم الاختراع" واستثمر نبعا صغيرا يعبر قريبا من منزله في إحدى قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية، ليشغل طاحونا حجريا لطحن القمح وتشغيل مولد كهرباء.
يقول أبو الجود "بعد غياب قسري دام ثلاثين عاما عدت إلى القرية مع بداية الثورة فوجدت أن النظام قطع الكهرباء عنها، وأوقف توريد الخبز والطحين، وكان علي أن أسهم في حل يؤمن الخبز للمواطنين، لا سيما وأننا نملك طاحونا حجريا قديما في الوادي".


ويتابع "قبل وصول التيار الكهربائي في ثمانينيات القرن الماضي كانت ساقية جارية تتدفق بقوة تدير الطاحون الحجري في الوادي الأزرق فيطحن القمح، ومع وصول الكهرباء جفت الساقية بسبب الآبار الارتوازية التي حفرت على الحوض المائي للينابيع التي كانت تشكلها، واعتمد سكان المنطقة على الطواحين الكهربائية".
ومع استغناء الناس عن الطاحون الحجري، تم رفع حجارتها وتعطيلها، حتى بادر أبو الجود في بداية الثورة إلى تركيبها وإعادة تأهيلها وتشغيلها من جديد، حيث قصده كثير من الفلاحين لطحن القمح.
ولتجاوز مشكلة شح المياه المتدفقة في الساقية، بادر إلى حقنها في مجرى حجري طويل مجهز سابقا للتدفق الكامل، وليعطيها تدفقا قويا، أخرج المياه في نهاية المجرى الحجري من خرطوم صغير، تمكن من تدوير حجر الطاحون بنجاح وطحن القمح للمحتاجين.
ويقدر سكان المنطقة لأبي الجود جهده في تشغيل الطاحون الحجري لطحن القمح الذي عادوا لزراعته في حقولهم بعد أن منع النظام عنهم الطحين والخبز، ويقول الفلاح السبعيني أبو خالد "حرمنا من الخبز أياما ومرات كثيرة، حتى أعاد أبو الجود الطاحون للعمل بعد سنوات طويلة، وأوجد حلا للمشكلة، فأنا أضع جوال القمح على الحمار وأتوجه به إلى الوادي، لأعود به طحينا في المساء".
كما يدين سكان القرية لأبي الجود "لأنه وفر الكهرباء مجانا، بعدما حرمنا النظام منها مع انطلاق الثورة السورية ووصول شراراتها إلى ريف اللاذقية الذي تحرر في العام ذاته" وفق قول أم عبد الله.
ولم يقتصر استخدام نبع الماء الصغير على ذلك فقط، بل عمد أبو الجود لتشغيل جهاز لتوليد الكهرباء اشتراه مستعملا من قرية مجاورة، تمكن من توليد طاقة كهربائية تكفي لتغذية منازل عشرين أسرة في قرية الوادي الأزرق ليلا ونهارا.
ويشير أبو الجود إلى أن الكهرباء التي يولدها الجهاز الذي يدوره الماء المتدفق يشغل كامل الأجهزة الكهربائية بمنازل القرية مجانا، وتقتصر تكاليف على عمليات الإصلاح التي قد يحتاجها جهاز التوليد بين الفينة والأخرى. ويؤكد أن الكهرباء لا تنقطع عن المنازل إلا فترات قصيرة، بسبب تحويل الماء إلى الطاحون لطحن القمح في حال طلب أحد السكان.
يُذكر أن أبا الجود هرب إلى العراق بداية ثمانينات القرن الماضي بعدما لاحقته أجهزة النظام بسبب معارضته لها، وبقي حتى مطلع القرن الحالي، حيث عاد إلى سوريا بعد عفو أصدره الرئيس بشار الأسد، ولكنه سجن لمدة خمس سنوات، ليخرج بعدها للعمل في مزارع البيوت البلاستيكية بمدينة بانياس.
ويقول إنه عاد إلى قريته "الوادي الأزرق" للمشاركة في الثورة بالطريقة التي يستطيع، ووجد في تأهيل الطاحون الحجري وطحن القمح مشاركة تناسب عمره بالثورة، ويضيف أنه كان يشتري القمح ويحوله طحينا، ويدفع من جيبه لمن يخبزه، ثم يأخذه للثوار على خطوط التماس مع قوات النظام.
المصدر : الجزيرة


الخميس 09 يوليو, 2015 - 09:20 بتوقیت أبوظبي
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، إن عدد اللاجئين السوريين تخطى 4 ملايين شخص.
وأوضحت المفوضية أن عدد اللاجئين جراء النزاع في سوريا الذي اندلع عام 2011، ازداد بمقدار مليون لاجئ خلال الأشهر العشرة الأخيرة.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: "إنها أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وأضاف: "إنها مجموعة بحاجة إلى دعم العالم لكنها عوضا عن ذلك، تعيش في ظروف مروعة وتغرق في فقر متزايد".


ويقيم القسم الأكبر من اللاجئين السوريين في دول الجوار، وبلغ عددهم 4 ملايين و13 ألف شخص، لا سيما بعد الأرقام الأخيرة التي قدمتها تركيا التي تستضيف حوالي نصفهم (1,8 مليون).
وتتوقع المفوضية العليا أن يصل عدد اللاجئين السوريين بحلول نهاية السنة إلى 4,27 ملايين، يضاف إليهم حوالي 7,6 ملايين نازح داخل سوريا.
وتعتبر سوريا أكبر منتج في العالم للنازحين داخليا (7.6 مليون شخص) وللاجئين أيضا (3.88 مليون شخص في نهاية عام 2014)، يليها كل من أفغانستان (2.59 مليون شخص) والصومال (1.1 مليون شخص) من حيث أكبر البلدان المصدرة للاجئين.

JoomShaper