يعيش أطفال القابون في حصار دام، وتبدو الطفولة بعيداً عن أذهانهم اليوم، وإن كان لا ينسى السوريون المجازر التي اتركبها النظام في القابون، فإنه دائماً ثمة مبادرات تطوعية سورية تخفف من وطأة الحياة هناك.
قام فريق ورد دمشق التطوعي بالتعاون مع شبكة السلطة الرابعة الإخبارية بتنظيم إفطار جماعي، ودعوة أطفال القتلى والمعتقلين لمأدبة طعام ستستمر على مدار 3 أيام. وبدأ الفريق بتجهيز الصالة التي أقيمت بها المأدبة لإعطاء جو احتفالي للأطفال وإخراجهم من مأساة الحرب التي يعيشونها بشكل يومي في المناطق المحاصرة بالريف الدمشقي.

وكان يوم الأحد على ميعاد وحضور أكثر من 420 طفلا، وكان الطعام دجاجا مقليا "بروستد" مع المقبلات التي يرغبها الطفل والمحرومون منها لسنوات بسبب الحصار الخانق وسوء الأحوال المعيشية التي يعاني منها الأهالي، إضافة لتقديم الفواكه الصيفية.
وتخلل المأدبة عدة نشاطات ترفيهية وتثقيفية لرسم البسمة على وجوه الأطفال، وعند انتهاء الحفل تم توزيع حصص غذائية لكل طفل يتيم ولكل أسرة.
وفي اليوم الثاني، كان عدد الحضور أكبر، حيث تجاوز عدد الأطفال 500 طفل، وكان الطعام "لحم على العجين"، إضافة للفواكه والعصائر والتمر.
وعمل شباب وصبايا الفريق على تخديم الأطفال وخلق جو رمضاني وأسري ممتع لهم.
يذكر أن حملة الإفطار الجماعي ستستمر لـ3 أيام على التوالي، وقد حرص الفريق التطوعي على أن يكون اليوم الأول بعنوان "إلى أرواح شهداء الثورة السورية"، وحرص الفريق على دعوة أبناء الشهداء والمعتقلين في سجون النظام، إضافة لأطفال حي القابون والضيوف المقيمين بالحي.
وتم خلال الفعالية توزيع حليب الأطفال على الرضع من عمر يوم إلى سنة ونصف، حيث تم التوزيع في حي القابون الدمشقي، واستفاد من التوزيع 243 عائلة و600 طفل رضيع ضمن حملة التوزيع الأولى، وستستمر حملة توزيع حليب الأطفال حتى نهاية شهر رمضان المبارك تباعاً لتصل لـ3000 طفل، يتم التوزيع عليهم بشكل شهري.

والمعروف أن حي القابون المحاصر يسكنه اليوم من بقي من أهالي حي القابون. ويستضيف الحي عائلات من مدينة إدلب وحمص وبقية المحافظات، إضافة لعائلات قدمت من الغوطة الشرقية.
الجدير ذكره أن فريق "ورد دمشق" هم ورد ومنير وأبو باسم وجوانا ووسام، موزعين في عدة أماكن في العالم، ويحاول الفريق مساعدة أطفال القابون المحاصر على نسيان الحصار لدقائق، تلك الدقائق ستبقى في ذاكرة الأطفال لسنوات.