عبد السلام إسماعيل
قيل كثيرا عن إستثنائية وعظمة الثورة السورية، وإن كان مفهوم العظمة أو الإسثنائية يأتي من الظروف والسياقات التي تحيط بمسيرة الثورة والعقبات التي تحاول التغلب عليها فضلا عما تهدف إليه. يبقى وصفها بذلك وصفا نسبيا من جهة أن الوقت وسيرورتها المستمرة لا يتيحان لنا التحرر من التفاصيل والأحداث المستمرة بما يسمح لنا النظر إليها عن بعد كتجربة ناجزة ومكتملة، وهو أمر لن يتأتى إلا بعد سنوات من إنقضائها. ربما وقتها نصبح أكثر قدرة على الحديث عنها، وأكثر تبصرا فيها، فما يقال اليوم هو مجرد تفاعل أولي مع أحداثها وانعطافاتها الكثيرة، سينظر إليه في وقت لاحق على أنه جزء لا يتجزأ منها. وقتها تكتسب عظمتها واستثنائيتها من النتائج التي تترتب عليها وبالمنجزات التي ستحققها.

لينا الطيبي
أتعرفون لماذا تبدو النساء أكثر التصاقا بالثورة!؟
لأنهن يدركن أنها كما أطفالهن تماما.. لم تخرج من بحة الصوت .. ولا من ضربة يد.. ولا من طلقة رصاص.. إنما من أرحامهن.. من ألمهن ووجعهن..
هي حالة ولادة..
ألم ومخاض لن ينسينه في أية لحظة..
ستظل صوره في ذاكراتهن..
ينظرن إلى مولودتهن الثورة.. يعانقنها ويربتن على أكتافها.. يعنفنها.. ويعاودن تصحيحها..
هن النسوة..
الثورة جاءت من دواخلهن..
نطفة..
إكتوت بالداخل منهن..
ثم اضحت طفلة..

تحت عنوان “يا من كنت ابنة عمي”، نشرت صفحة “شبكة مسيحي سوريا لدعم الثورة”، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رسالة بليغة ومؤثرة أرسلتها رشا الأخرس إلى ابنة عمها أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، تبشرها بانتصار الثورة، وتطالبها بالإحساس بمعاناة أطفال سوريا، وخاصة حمص مسقط رأسها، وتدعوها للشعور بمعاناة كل أم سورية فقدت طفلها في مذابح الأسد.
وانتقدت رشا الأخرس سياسة الصمت المطبق التي تمارسها ابنة عمها حول مذبحة حلفايا، ومعاناة أهل سوريا بسبب عدم حصولهم على الخبز، وسألتها: “هل تأكدت من أن أطفالك تناولوا فطورهم كالمعتاد؟ أم أنك شعرت بالعجز لأنك لم تجدي ما يسد رمقهم، ولو لقمة خبز”.
وتابعت: “ألم تسمعي بمجزرة حلفايا؟ أظن أنك كنت مشغولة بالترتيب لحفلة الميلاد، ولم تعرفي أن أهل حمص باتوا لاجئين ومشردين ونازحين”.

د . إياد أبازي
راحت سنة و جاءت سنة كل عام و أنتم بخير يا من تزرعون في الدنيا قمح و سلام و خير
ملحمة جديدة و اسطورة جديدة لا تشبه سابقاتها لا في الشكل و لا في المضمون إنها من واقع الزمان و المكان, أبطالها أناس عاديين و بسطاء, قد لا يكون بعضهم قد قرأ التاريخ لكنهم يكتبون تاريخاً جديداً في صفحات الإنسانية و البطولة و الشجاعة التي لم نرى و لم نسمع و لم نقرأ مثيلاً لها, لا قبل الميلاد و لا بعد الميلاد, و لا حتى قبل التاريخ و لا بعده.
إنها قصة شعب يعيش في بلد اسمها سورية, يملك إرادة اختراق حدود الممكن, أصر أن يغير وجه التاريخ و يعيد صناعته من جديد في ظل متغيرات دولية عميقة و معقدة جداً و تطور تكنولجي غيّر الكثير من مفاهيم و آلية تفكير أجيال جديدة ولدت في نظام قديم لم ينته بعد و تطمح لنظام عالمي جديد بدأ يتشكل فاتحاً مسارات كثيرة قل من يعرف نتائجها, عموماً هذه حتمية التطور التاريخي و صيرورته.

نتحدث عن بشرٍ يجوعون و يمرضون و يشعرون بالبرد و يخافون و يتعبون و ينامون و لهم أطفالٌ لابد من تعليمهم و طبابتهم و توفير الغذاء لهم .
نتحدث عن نساء رَبَّاتِ أُسَرٍ لم يعرفن سوى الحياة المنزلية ، و ليس بمقدورهن احتمال التشرد و الفقر و الإذلال .
نتحدث عن رجالٍ لم يكونوا يوماً إلا موظفين ينتظرون راتبهم الضئيل آخر كل شهر ليوفروا شبه حياةٍ بشرية لعوائلهم .
نتحدث عن أطفال حُرموا التعليمَ ، و سيكون تعويض جيلهم بحاجة لثلاثة أجيال حتى تكون سورية دولة متحضرة .
نتحدث عن شباب حُرموا الدراسة الجامعية ، و سيُضافون للمتسكعين في شوارع سورية و العالم كموظفين و عمال زهيديِّ الأجر .
نتحدث عن فلاحين و عمال و تجار صغار فقدوا موارد رزقهم و لا يعرفون شيئاً يفعلونه سوى ما اعتادوا عليه .

JoomShaper