شيماء الليثي
تلعبان كما لم تلعبا من قبل في بلدهما، تعبثان بالورود الملونة وتجريان بين الأشجار والخضرة، مستمتعتان بسنهما الصغير وبراءة طفولتهما، ربما كانت هذه هي المرة التي لعبا بها منذ أن فرا من الظلم والقتل لاجئين إلى مصر مع الأبوين، طفلتان فى عمر البراعم تشق طريقها للحياة، لكن الحرب بسوريا أبت أن تعوق هذا الطريق، فدفعهم ذلك إلى أخذ مسار آخر.. إلى القاهرة.
''منال'' 7 سنوات، و''شيماء'' 10 سنوات ـ شقيقتان سوريتان مفعمتان بالحيوية والطفولة، مرت شهور منذ وصولهما مطار القاهرة؛ حيث الدموع تنهمر منهما من هول ما رأوا في وطنهم تارة ومن حزنهم على فراق الأهل والأصحاب والمدرسة تارة أخرى .
''ضحكاتهما.. مرحهما.. وركضهما''.. كلها أشياء كفيلة بأن تقذف بهجة عارمة إلى القلب، لكن غنائهما الطفولي يدميه ويحرقه على هاتين الطفلتين اللتان تم سلب طفولتهما وأحلامهما التي لا تتجاوز حد ''التمرجح'' واللعب مع الأصدقاء .

الجديدة\
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فرياح التغيير التي تهب على سوريا ورغم صعوبتها وصعوبة الوصول إلى بر الأمان معها ولغاية هذه اللحظة، لم تحمل معها سوى الدمار والخراب على السوريين ومنهم النساء اللواتي يواجهن مشكلة أصبحت اليوم تطرق أبواب العديد منهن وهي الاعتداء الجنسي. قد تواجه النساء حول العالم مشكلة الاعتداء الجنسي في أي وقت لكن ما يميز هذه المشكلة اليوم تحديداً في سوريا هو الوضع الأمني واستخدام الاغتصاب كتكتيك في الحرب للنيل من المعارضة أو لانتزاع اعترافات أو حتى للانتقام من الحكومة وبالتالي تكون المرأة هي وحدها من يدفع الثمن، ومرتين، مرة من جسدها وأخرى من كرامتها وكرامة أسرتها.
منظمة “نساء تحت الحصار” وثقت 81 حالة اعتداء جنسي منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة السورية، وقالت لورين وولف مديرة المنظمة أن “من الواضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام أن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي”.

بدرالدين حسن قربي
ابتداءً، فإن حصر إجرام النظام الأسدي وجرائمه على الإنسان والعمران أمر ليس سهلاً، ولكنّا نختار بعض الأرقام علاماتٍ تأخذ بنا إلى فظائع هذه الجرائم، وكبائر هذا التوحش، وعظائم هذا الدمار.  فالأرقام حقائق تأخذ بيد أصحاب البصر والبصيرة، وتُريهم بعين اليقين مافعله تتار العصر ومغوله في سوريا.
بلغ إجمالي عدد شهداء الثورة السورية الموثقين والمسجلين خلال 658 يوماً أي من البداية حتى يوم الاثنين نهاية عام 2012 اثنان وخمسون ألفاً وثلاثمئة (52300) منهم أربعة آلاف طفل، ومثلهم نساء.  نصف هذا العدد وهو ست وعشرون ألفاً ومئة وخمسون (26150) منهم ألفا طفل ومثلهم نساء، كان حصيلة سبعة عشر شهراً، أي حتى اليوم 523 للثورة. 

الشهيد الراحل أمسى..
رحل خفيفاً إلا من ضعفي ونقصي وإثمي..
الشهيد الراحل يومي..
حين ناداني يا (ابن آدم) كنت أغفو، تكررت نداءاته خمساً، وأنا عنه غافل، كَبَّرَ الله في أذنيّ ليصغر في عينيَّ ما أنا متعلق به ؛ ولكني أصررت على أن أرى الصغير كبيراً، وأجري خلفه.
أترك اليوم ينضم إلى أخيه، ثم لا أزوده إلا بشيء يسوءني أن أراه. أفارقه، وهو الشهيد علي، دون وداع، دون أن أهمس في أذنه كلمة ترضيه، أو ألمس جبينه الفضي، أو أطبع قبلتي على وجنتيه الزهراوين.. حين سيلفه الغروب سيكون بلا شك، هو الآخر، مزوراًّ عليّ..

( قصيدة مهداة إلى الشَّعب السوري الثائرعلى نظام الدكتاتورالطاغية  بشار الأسد لأجل تحريرالوطن السوري من هذا النظام الفاشي والقمعي والمستبد)     
(  شعر :  حاتم  جوعيه  -  المغار -  الجليل - فلسطين )       
لغة ُ  الحُزن ِ   وانتفاضُ  الجراح ِ        وَثبة ُ   الشَّعبِ     للفدَا     والكفاح ِ
يا   بلادَ  الشَّآم ِ  يا   نبضَ   قلبي         وانطلاقي    إلى   مُحَيَّا    الصَّباح ِ
يا   بلادَ   الشَّآم ِ  ما  هُنتِ   يومًا         أنتِ  فجرُ العصُورِ رمزُ الأضَاحِي
أهلكِ    الأحرارُ   الأباة ُ    أسودٌ         شيَّدُوا   مجدَهُمْ  بالضُّبَى  والرِّماح ِ
إنَّهُمْ     ُثوَّارٌ   ولم    يُلقَ     فيهِمْ         غيرُ     شهم ٍ   وفارس ٍ   جحجاح ِ
إنَّني     شاعرُ    العروبةِ    أبقى          أنشرُ   النورَ  فوقَ    كلِّ   البطاح ِ
لم  أبعْ  مبدئي  وصوتَ ضميري          لستُ     أحْيَا     كشاعر ٍ    مَدَّاح ِ  
وحياتي        وَهَبتُهَا        لكفاح ٍ          في   النَّدَى   خيرُ   شاعر ٍ  مَنَّاح ِ                             
وبلادي    نشيدُ    قلبي   وروحي         ولهَا     شدوُ     البلبل ِ    الصَدَّاح ِ

JoomShaper