خالد رُوشه
أجمل ما في الزهور رائحتها , وكثيرا ما نصدم ويصيبنا الألم إذا ما رأينا زهرة براقة الألوان , حسنة الشكل , فلما اقتربنا منها وجدنا رائحتها قبيحة , نكاد أن نلقي بها تحت أقدامنا إذ إنها خيبت ظنوننا. فالزهر إنما هو أصل العطور , وكل رائحة جميلة في الحياة أصلها الزهور . جاءني شاب قبل أيام يشكو لي من كونه - رغم أنه متدين حسن الأخلاق - إلا أنه قد وقع في شراك فتاة كثيرة الزينة , لفتت ناظريه , فأتبع النظرة النظرة , وزين له الشيطان صورتها , فصار يتابع النظر إليها , ويتذكرها ليلا ونهارا !
يقول الشاب : أنه رغم أنه يسعى جاهدا أن يتخلى عن التفكر فيها وتذكرها , إلا أن صورتها تقتحم عليه خلوته , والتفكير فيها لا يخلي وحدته , حتى إنه أفسد عليه دراسته , فبعد أن كان متميزا متفوقا , فقد تكرر فشله في أكثر من اختبار.

عبد العزيز كحيل
لا تتوقّف قرائح العلماء والمفكرين والمربّين عن الجود بالأفكار والبرامج والتحليلات النفسية والاجتماعية التي تتناول الشباب وتخاطبه لترشيد مسيرته خاصة في ظلّ العولمة الطاغية التي تهدّد الدين والقيم والأخلاق والذات المستقلة ، لكن لنا أن نتساءل : هل ما زال الشباب يستمع إلى الخطاب الترشيدي ويُصغي إلى الدارسين والمنظّرين ؟ المشكلة قائمة بذاتها بسبب طوفان التغييرات الثقافية والاجتماعية التي كثيرا ما لا نملك لها حماية صلبة من ذاتنا سوى بقية من خطاب ديني قويّ في جوهره لكن يحدث أن يقلّ تأثيره وتتجاوزه أدوات العولمة وأساليبها  ، فما العمل إذُا ، والشباب مورد لا يمكن تجاهل أهميته وخطره ، ولا يمكن تناسي موضوعه ؟ هل من فائدة في إضافات تنظيرية تشكّل تراكمَا معرفيّا ضخما إذا كان الذين نتناولهم بالدراسة ونتفنّن في مخاطبتهم لا يلتفتون إليها لانشغالهم بخطاب آخر يشكّل في شعورهم أو لاشعورهم المرجع الأقوى في بريقه وتأثيره لأنه سهل المنال ، لا يرهقهم بتكاليف ذهنية أو سلوكية بل يقرّب إليهم الأحلام وينقلهم من عالم الأفكار وما تقتضيه من كدّ ومكابدة إلى ساحات الاستهلاك المادي والنفسي بلا ضوابط ولا حدود ؟ إذا استثنينا القلّة الملتزمة بدينها وهويّتها وشخصيتها على بصيرة  بفضل انخراطها في محاضن التربية ودروب الدعوة فإنّ الأغلبية الساحقة الواقعة تحت ضغط الإرهاق من تأثيرات العولمة بعيدا عن أجواء الشريعة والأخلاق أصبحت يستهويها التمرّد على الأمة والتراث والمجتمع  ، تتموقع في مربّع التحدّي والمعاكسة وهي تظنّ أن ذلك هو ثمن إثبات الذات والخروج من التخلّف والرتابة وعربون الانطلاق نحو الرقيّ والتقدم و نبض الحياة المزدهرة...

اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
الحب فطرة إنسانية، وحاجة وجدانية ونفسية، فالعواطف والمشاعر هي التي تجعل حياتنا سعيدة مشرقة، وإلا كيف ستكون الفتاة أمًا وزوجة؟ ويكون الشاب أبًا وزوجًا؟! فبالحب تغفر الزلات، وتقال العثرات، وتشهر الحسنات، ويوم يغيب الحب تضيق النفوس وتتولد المشاكل والخصوم. ومما لا شك فيه أن الحياة الزوجية المبنية على الحب والتفاهم بين الزوجين يُكتب لها النجاح والسعادة والاستمرارية. ولكن يبقى السؤال: متى يكون هذا الحب؟ وكيف يبدأ ويزدهر بصورة عفيفة يقبلها العرف والشرع؟
إن الحب لا يتكون داخلنا فجأة، أو بمجرد نظرة نجد أنفسنا غرقى فيه !! إن هذا النوع من الإعجاب الرومانسي الحالم الهش إن وجد إذا اصطدم بواقع الحياة، وتم الزواج على أساسه فقط ينتهي بالفشل حتما.
أما الحب الذي يبدأ تدريجياً بالميل العاطفي ثم الود والقبول وفق أسباب منطقية، ويرتقى تدريجياً بالعشرة الزوجية فهو «حب واقعي» تجد فيه نفسك تحب زوجتك بجميع ما فيها من مميزات، ومتقبلاً وراضياً بعيوبها وهي كذلك أيضا.

د.علي العمري
يعرّف الإداريون القيادة بأنها "القدرة على تحريك الناس نحو هدف معين".
وقيادة الناس أمانة، وهي من أصعب الأمور، وذلك بسبب اختلاف طبائعهم، والأمور المحيطة بهم، ويحتاج القائد إلى فن في التعامل، ورُقي في أسلوب المحاورة للوصول إلى الهدف المنشود.
وحتى يكون القائد بهذه المثابة، فلا بدَّ من أن يكون صاحب تجربة فذّة، وممارسة لهذه الصنعة.
والمتتبع للقادة المهرة، يجد أنهم شاركوا في ميادين العمل كثيراً، وصاغتهم التجارب منذ أن كانوا مقودين متبوعين ينصتون للأوامر، إلى أن أصبحوا قادة يُشار إليهم.
وما من شك في أن صحة العزائم، والصبر المتواصل،وشيئاً من الصفات النفسية والخُلُقية والخَلْقية،ودُربة على القيادة متدرجة، تكفل نجاحاً للقائد بإذن الله،وبالتالي فإن القيادة لا تشترط سناً بعينها، أو من له سلالة عريقة.
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن صفات قائد عظيم، هو طالوت.قال تعالى: ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) ( البقرة:247 ).
وجاء في تفسير الآية الكريمة "قيل عن طالوت: كان سقاء، وقيل: دباغاً، ولم يكن من سبط النبوة أو الملك، بل إن الله اصطفاه، وزاده بسطة في العلم الذي هو ملاك الإنسان، وأعظم وجوه الترجيح، وزاده بسطة في الجسم الذي يظهر به الأثر أثناء الملمات" ( فتح القدير: الشوكاني 1/338 ).

لها أون لاين
مشكلة تتكرر في كثير من البيوت عندما تصل الفتاة إلى سن المراهقة. تزيد الخلافات بينها وبين أفراد أسرتها، وربما تكون الإشكالية الأكبر مع الأم المربية الأولى في المنزل.
تقول منال في استشارة لها وصلت مركز الاستشارات في موقع لها أون لاين: أنا طالبة في الثاني ثانوي، وحالتي المادية ولله الحمد لا بأس بها، من المتوسطة وأعلى بدرجة، فهم يوفرون لي كل شيء أمي وأبي- ولدي إخوة وأخوات – الحمد لله- وأمي وأبي بأتم صحة وعافية. وأنا مشكلتي قليلة الصبر جداً مع إخوتي ووالدي أيضا، وأحرص جداً أن لا أغضبهما، خصوصاً أمي وأبي لأنهما هما سبب في دخولي الجنة، ولكن سرعان ما أفقد صبري وأرفع صوتي عليهم وأقولها - خصوصاً أمي لأني أكثر احتكاكا معها في الكلام، وعلاقتي مع أمي كصديقتي تماماً، وأمي تقول لي إنه إذا استمر وضعي على هذه الطريقة فلن أتزوج! لأنه ليس لدي الصبر.

تعلمي الصبر
تقول المستشارة الأستاذة سارة صالح الحمدان "ماجستير في الاستشارات النفسية" في ردها على السائلة:
أختي الكريمة موضوعك مهم جدا، وهو كيفية تعلم الصبر وكيف تكونين صبورة، وأكثر هدوءا في تعاملك مع أهلك، ومع المحيطين  بك – فأنت كما ذكرت في موضوعك أنك إنسانة مطيعة ومحبة لوالديك، وتريدين إرضاءهم بأي شكل، وهذا جميل جدا وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتك وتثابين عليه – ولكن مشكلتك أنك متسرعة، وينفذ صبرك سريعا، وتغضبي لأقل كلمة تقال لك أو كان هناك اختلاف في الرأي معك.

JoomShaper