سيدتي - خيرية هنداوي

كثيراً ما تلاحظ الأم انجذاب طفلها لساعات طويلة نحو لعبة واحدة، أو موضوع محدد؛ فيقرأ بشغف بالكتب والموسوعات، يرسم ويلون لساعات، يهتم بحصة العلوم ويعشق إجراء التجارب، يسجل أهدافاً بحرفية يشهد عليها المدربون، إلخ. بينما يفقد اهتمامه سريعاً بأشياء أخرى، فهل تساءلتِ يوماً: هل يمكن أن تكون هذه الاختيارات البسيطة هي الإشارة الأولى لمستقبله العلمي أو المهني؟ وبالتالي على الآباء الاهتمام وتوفير الأدوات!

رغد الشماط

نون بوست

تعلّمنا في طفولتنا أن نكون أصدقاء مع الجميع، وكان التصرّف بلطف والتعاون وتجنّب النزاعات هو الطريق المثالي للحصول على رضا الكبار وإعجابهم، لكن بين أروقة المدارس وساحات اللعب كان الأطفال يدركون أن الواقع أكثر تعقيدًا؛ فلم تكن العلاقات دائمًا متبادلة أو بسيطة. هناك زملاء لا نشعر بالانسجام معهم، وآخرون يتصرّفون بقسوة، وأصدقاء تمنّينا أن نكسب ودّهم لكنهم لم يبادلونا الشعور. وكانت تسميات مثل: “الصديق المزعج” أو “الصديق المقرّب” تلتصق بالأطفال وكأنها ألقاب ترافقهم لسنوات طويلة دون تغيير.

 

رشا عبيد

لكل إنسان أسراره التي يحتفظ بها لنفسه أو يشاركها مع دائرة ضيقة من المقرّبين، فهي جزء من حياتنا اليومية ووسيلة لحماية خصوصيتنا وبناء جسور الثقة مع الآخرين.

وإذا كان الكبار يملكون من الخبرة ما يساعدهم على معرفة متى وكيف يكتمون أسرارهم، فإن الأطفال لا يملكون هذه القدرة بعد، فهم يتعاملون مع "الأسرار" كنوع من اللعب أو الترابط مع الأصدقاء والعائلة، من دون إدراك أن بعضها قد يخفي خطرا يستوجب الإفصاح عنه، ما يجعلهم عرضة للاستغلال أو الإساءة.

 

محمد عبد العظيم

يمر دماغ الطفل في سنواته الأولى بمرحلة نمو استثنائية تُعد الأكثر حساسية في حياته، حيث تتشكل خلالها ملايين الروابط العصبية التي تُبنى عليها مهارات التفكير واللغة والذاكرة والسلوك الاجتماعي.

ويؤكد الخبراء أن العادات البسيطة والتفاعلات اليومية التي يقوم بها الوالدان مع أطفالهم يمكن أن تترك بصمة عميقة على هذا التطور، دون الحاجة إلى أدوات معقدة أو برامج مكلفة. فالقراءة بصوت عال، واللعب التفاعلي، والحديث المستمر، وحتى العناق، جميعها ممارسات تبدو عادية لكنها في الواقع تبني قاعدة صلبة لنمو عقلي سليم ودعم القدرات المستقبلية للطفل.

 

محمد عبد العظيم

في ظل الحروب والأزمات الكبرى، يظل الأطفال الحلقة الأضعف، إذ يتعرضون لآثار نفسية واجتماعية قد تلازمهم مدى الحياة إذا لم يتلقوا الدعم المناسب. ويؤكد خبراء الصحة النفسية والمنظمات الدولية أن توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال في هذه الظروف يعد عاملا أساسيا لحمايتهم من الانهيار النفسي وتعزيز قدرتهم على التكيف.

JoomShaper