د. جاسم المطوع
دخل علي الزوج مع زوجته وقالا إننا اتفقنا علي الانفصال، وقد جئنا إليك لنرسم خريطة حياتنا بعد الطلاق، وقال لدينا من الأبناء أربعة أصغرهم عشر سنوات، وأكبرهم عشرون سنة. قلت: إن خريطة الحياة بعد الطلاق ينبغي أن تراعي جوانب كثيرة، فاستخرج الزوج ورقة ليكتب والزوجة فتحت هاتفها لتسجل الملاحظات.
فقلت إن للطلاق والفراق ألما، فلا بد أن تعطيا لنفسيكما وقتا لتجاوز هذا الألم الذي يكون مصدره المشاعر المضطربة والمخاوف من المستقبل والتفكير في نفسية الأبناء بعد الطلاق، وهذا شعور طبيعي لا بد أن تتعاملا معه بحكمة ومهارة، وبعد هذه المرحلة عليكما اكتشاف أنفسكما من جديد لأن نمط حياتكما سيتغير، فلا بد أن تهتما بصحتكما وتمارسا الرياضة أو تكملا تعليمكما، أو تشاركا ببرامج خدمة المجتمع، وتجددا علاقتكما مع أصدقائكما، أو تبحثا عن أصدقاء جدد يدعمونكما في قراركما هذا، ولتكن علاقتكما بالله قوية فالله خير معين وهاد للإنسان وقت المحن والأزمات، فكثرة

من سمات المسلمة التقية: أنها إذا ابتليت بشيء في نفسها أو مالها أو ولدها أو زوجها، تصبر وتحتسب الأجر عند الله، ولا تسخط أو تدعو بدعوى الجاهلية، ولا يرى منها الله تعالى إلا ما يحب، الإيمان بالقضاء والقدر عندها عقيدة راسخة في قلبها، صبورة في النوازل، وقورة في الزلازل.

ترجو ما عند الله لأنه خير وأبقى، تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن رحمة الله غالبة لانتقامه وغضبه، وأن لله تعالى حكمة فيما ابتلاها به، فلم يقدره عليها عبثًا ولا سدى، ولذلك فهي تحمد الله تعالى ولا تسخط، حتى تظهر بمظهر العبودية أمام سيدها ومولاها.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:

سارة سعد العبسي
تأخَّر زواجها، وبدَتَ نظراتُ مَن حولها غريبةً، وربما كانت الكلمات قاسية عليها؛ فتارة تُداري خجلها بابتسامة مزيَّفة، وتارة كأنها لا تبالي، تصطنع القوة والصلابة لكن ما زالت الحسرة بداخلها وكأنَّ نفسها تتمزَّق، ولسان حالها يقول: متى أتزوَّج؟! لماذا تأخَّر زواجي؟! متى يكفُّ الناس عن مضايقتي بتلك النظرات، وهذه الكلمات؟

وأنا أقول لتلك الفتاة البائسة: رفقًا بنفسك يا غالية!
وما أسميتها بائسة؛ لأن زواجها تأخَّر، كلَّا؛ إنما هي بائسة لأنها أعطَت كلام الناس شأنًا، فأصبح الحزن لا يفارق قلبها، وربما تسرَّب إليها سوءُ الظن بالله جل وعلا.

بثينة محمد علي الصابوني
جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: إني رسولُ النساء إليك، وما منهنَّ امرأةٌ علِمتْ أو لم تعلَم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههنَّ، وأنت رسولُ اللهِ إلى الرجال والنساء، كُتِب الجهادُ على الرجال، فإن أصابوا أثْروا، وإن استشهدوا كانوا أحياءً عند ربهم، فما يعدِلُ ذلك مِن أعمالهنَّ؟ قال: ((طاعةُ أزواجهنَّ، والمعرفةُ بحقوقهم، وقليلٌ منكن تفعلُه))[1].
امرأة عاقلة فاهمة أرادَتْ أن تعرف العملَ الذي يُوصلها إلى درجةِ الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، الذي هو ذروةُ سَنامِ الإسلام، وذروةُ الأعمال الصالحة، أرادَتْ أن تعرف ذلك، وتكلَّمت

27/10/2017 استمع حجم الخط طباعة
لا يتوقف كثير من النساء عن التفكير في أطفالهن في بيوتهن أو في عملهن، إنهن يعانين ما يطلق عليه "الشحنة الذهنية"، إذ يجمعن في آن واحد بين التسيير والتنظيم والتخطيط والمتابعة.
حتى في العائلات التي يقسم فيها الزوجان الأعمال بالتساوي، تبقى المرأة مشغولة بالتفكير في كل شيء في تكهن كل شيء وفي تنظيم كل شيء.
فهي التي تعرف القبعة التي يحتاجها ابنها الصغير والعوامات التي تريدها ابنتها الكبرى وهي التي تحدد وصفة الوجبات وتعرف تاريخ المواعيد الطبية لأفراد العائلة وتاريخ افتتاح المدارس وتتولى بالتالي حجز التذاكر.
هذا هو بالذات، حسب مقال أوردته صحيفة لاكروا الفرنسية، ما يسمى "الشحنة الذهنية" وليس له تعريف محدد لكن الباحثة الكندية نيكول بريس، وهي من أوائل من تطرقوا لهذا الموضوع تعرف هذه الشحنة أو الحمل بأنه "تسيير وتنظيم

JoomShaper