عمر يوسف

شمال سوريا- في إحدى غرف مستشفى الرحمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، يجتهد الطبيب ياسين المسطو بتضميد جراح شاب أصيب خلال قصف لقوات النظام السوري على مناطق المعارضة.

وفي حين يؤكد الطبيب على الممرضين تقديم الأدوية للمريض في موعدها، يقطع هدير طائرة حربية هدوء المستشفى، ويصاب المرضى والكوادر الطبية بالذعر والخوف من قصف قد يتعرض له المستشفى، وفي مخيلتهم ما يتابعونه من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستهدافه المستشفيات بشكل خاص.

 

تتواصل عمليات الجيش الإسرائيلي العنيفة في محيط مستشفيات غزة -الأحد- الذي يحاول التقدّم نحوها، مما يهدّد حياة آلاف الفلسطينيين العالقين في مرافق صحية حذّرت منظمات دولية من أن وضعها "كارثي".

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأحد إنه "في حال لم نوقف سفك الدماء فورا عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة".

وأعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت "بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء"، الأكبر في قطاع غزة، وحيث لا يزال عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بينما تتركز العمليات في محيطه منذ يومين.

الجزيرة
"اسقني الله يخليك، والله اشتقت لطعمها، سأموت من العطش"، بهذه العبارات توجه شاب بطلبه للحصول على شربة من ماء يحمله مواطن آخر، وهو يمر بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
بدا الأمر وكأن كنزا لا يقدر بثمن وصل إلى الشاب المنهك من يوميات النزوح عقب انتقاله منذ أسابيع إلى المستشفى بحثا عن مأوى بعد أن دمرت الطائرات الإسرائيلية منزله في حي الشجاعية شرقي غزة.

 

نشر الطبيب النرويجي المرموق مادس جيلبرت، الذي سبق له العمل بعدد من المستشفيات في قطاع غزة، مقطع فيديو موجه لزعماء الغرب، طالباً إياهم بالعمل على وقف الحرب الهمجية الإسرائيلية على القطاع.

وقال جيلبرت "الرئيس الأمريكي بايدن، وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، رؤساء وحكومات الدول الأوروبية، هل تسمعون صرخات مستشفى الشفاء ومستشفى العودة؟، هل تسمعون صراخ الأبرياء واللاجئين والذين يريدون مكاناً آمناً، حيث تم قصفهم بواسطة إسرائيل في داخل المستشفيات؟ متى توقفون ذلك؟، أنتم كلكم متواطئون".

رائد موسى
7/11/2023
غزة- تكافح "أم محمد" وزوجها، يوميا، من أجل توفير الطعام والمياه لأسرتهما، والحليب لطفلهما الرضيع، الذي ولدته بعملية قيصرية في مستشفى العودة بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
وعلى وقع مخاطر جمة نتيجة الغارات العنيفة، نزحت أم محمد وأسرتها المكونة من 5 أفراد، من منطقة إلى أخرى، حيث منزل والدتها في المخيم ذاته، واستخدمت في حديثها للجزيرة نت كلمة "مأساوي" بشكل متكرر، لوصف الواقع المعيشي المنهار في مناطق شمال القطاع.

JoomShaper