خليل مبروك-إسطنبول

تختلف ظروف اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء في تركيا عن ظروف أقرانهم ممن دخلوا إلى قلب المدن والتجمعات المحلية وانخرطوا بين سكانها.
فبينما يعاني الفريق الأول من قلة الدخل وندرة فرص العمل والاعتماد المطلق على المساعدات الإغاثية، يواجه الآخرون مشاكل الاستغلال في الأجور وانتشار البطالة وانخفاض الدخل وتحديات الاندماج وتعليم الأبناء.
وقدر تقرير صادر عن المفوضية العليا للاجئين في أواسط العام 2016 تعداد المقيمين في مخيمات اللجوء بتركيا بنحو 217 ألف لاجئ، يتوزعون على 22 مخيما أنشأتها الحكومة التركية في المحافظات الجنوبية والجنوب شرقية.
ويمثل هذا العدد نسبة تقل عن 10% من التعداد العام للسوريين الذين دخلوا البلاد بصفة "لاجئ"، والذين قدر رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني السورية بتركيا خضر السوطري عددهم بنحو 2.9 مليون سوري، يشكلون نحو نصف تعداد السوريين الذين فروا من رحى الحرب الدائرة في بلادهم منذ ست سنوات.


زادت موجة الصقيع التي ضربت مناطق عدة في سوريا من معاناة سكان المخيمات والتجمعات في محافظة القنيطرة (جنوب البلاد)، حيث اقتلعت رياح شديدة بعض الخيام، كما يعيش ريف المحافظة الشمالي عزلة تامة إثر إغلاق الطريق الوحيدة المؤدية إليه بسبب تراكم الثلوج وقصف النظام.
وضربت مؤخرا عاصفة ثلجية قرى وبلدات ريف القنيطرة، الذي تنتشر فيه المخيمات على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، لتغطي الثلوج مئات الخيام.
ومن بين سكان تلك الخيام علاء وعائلته الذين يقيمون في مخيم بريقة، فهو يعاني منذ تسع سنوات من ورم في الدماغ، وأدى انقطاع العلاج وموجة الصقيع إلى تدهور حالته الصحية كثيرا.
ويقول والد علاء لمراسل الجزيرة إن ابنه يسقط كلما حاول القيام، وبات في حاجة ماسة إلى إجراء عملية جراحية في رأسه، وإلا سيصاب بالشلل أو الخرس.

2017-02-01 1:08 ص17

تتواصل العواصف الثلجية التي تضرب منطقة عرسال اللبنانية حيث يقطن نحو 100 ألف سوري من النازحين في دمار الحرب في سوريا، في مخيمات لا تقي إلا نفسها من البرد، وفي ظل الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها مخيمات اللاجئين في عرسال، أطلق عدد كبير من النشطاء السوريين حملة بعنوان “عرسال ومخيماتها بين الموت والعاصفة”، وذلك بعد الوضع المأساوي الذي وصلت إليه تلك المخيمات جراء العاصفة الثلجية التي تشهدها.
وقال النشطاء وهم من داخل مخيم عرسال اللبناني إن هذه العاصفة هي الثالثة من نوعها، مشيرين أنها كانت الأقوى والأشد برودة، حيث كانت قد بدأت ظهر الجمعة واشتدت غزارة الهطول لتصل سماكة الثلوج بين الخيم لحد الـ 70 سم.
إلى ذلك أشار النشطاء إلى أن 3 خيام تحطمت على رؤوس ساكنيها جراء الثلج الكثيف والعواصف، في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئون نقصاً كبيراً في مواد التدفئة.

شادي الأيوبي-أثينا

في رحلتهم نحو أوروبا، يعاني اللاجئون الأمرين من مخاطر الطريق واستغلال المهربين والظروف الرديئة التي ترافقهم. ويواجه ذوو الاحتياجات الخاصة منهم معاناة إضافية صامتة.
فطبيعة الطريق تعرّض هؤلاء إلى معاناة لا يتحملونها بسبب إعاقتهم. كما أنهم يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على ذويهم في جميع أمورهم، حيث يحتاجون إلى رعاية مستمرة وعلاج وأدوية باهظة التكاليف.
وتتسبب الأخطار والمصاعب التي تجعل اللاجئين يفكرون في نجاتهم من الموت فقط، في إهمال حاجات ضرورية لذوي الاحتياجات الخاصة مثل الأدوية والعلاج، مما يؤدي إلى تراجع حالتهم الصحية وزيادة معاناتهم.
كما أن وصول أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى مخيمات اللجوء في اليونان لا يعني نهاية المعاناة. فالعلاج والأدوية اللازمة لهم لا تتوفر بالضرورة، كما أنها ليست مجانيةً دائما. هذا الواقع يجعل من ذويهم يعملون جاهدين للوصول إلى ألمانيا وشمال أوروبا طمعا في الحصول على العلاج المناسب لهم.
إعاقة


يعاني كثير من مصابي الحرب في سوريا وذوي الاحتياجات الخاصة جراء الإصابات من الإهمال الذي يحرم بعضهم من الشفاء بل وقد يُفاقم سوء حالهم . DW عربية زارت أحدهم فروى وأهله قصة حزنهم .لم يكن يوسف سوى رقمٍ إحصائي في خبرٍ عابرٍ بثته وسائل الإعلام منذ ثلاث سنوات. ولكن مع انتهاء الخبر تبدأ القصة، وتبدأ معها حكايا المعاناة التي لا يُسلط عليها الضوء إلا نادراً، لتبقى آلام جرحى الحرب حبيسة جدران المشافي والخيام ولا تصل لأسماع الناس. يروي يوسف 50 عاما قصته لDW عربية "بدأت القصة في إحدى الأيام الرمضانية وبينما كنا تناول وجبة السحور استعدادا للصيام نزلت إحدى القذائف الصاروخية بجانب منزلي الذي يقع في حي مساكن هنانو في حلب، إحدى الشظايا دخلت كتفي الأيسر واستقرت في العمود الفقري مسببة ضررا في النخاع الشوكي أدى إلى إصابتي بالشلل من حينها". بقي يوسف 15 يوما في مستشفى حلب لتلقي العلاج الفوري ولكن الأطباء لم يتمكنوا من إجراء عملية جراحية له لإخراج الشظية . وذلك لأن مثل هذه العمليات تحتاج إلى معدات طبية متطورة، وأطباء متخصصين، وهو ما لا يتوفر في المناطق التي تسيطر عليها

JoomShaper