بعد أن أعلنت اليونسيف وصول عدد الأطفال المولودين في مناطق الحروب والنزاعات إلى 16 مليون طفل، في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وجمهورية وسط أفريقيا وجنوب السودان، تتحدث اللاجئات في هذا التقرير عن مخاطر الهروب بأطفالهن حديثي الولادة من مناطق النزاع إلى الدول المستقبلة للاجئين، بالإضافة إلى المخاطر التي وقعت على اللاجئات الحوامل نتيجة عملية الولادة في العراء بدون مساعدات طبية، إذ ترتفع نسبة التوقعات في أنه من الممكن ألا يتمّ الوليد عامه الأول على قيد الحياة وسط الظروف البيئية القاسية التي وُلد فيها، كما يتحدثن عن أولادهن ممن يتعرضون لصدمات عصبية تلو الأخرى تؤثر على نموهم العقلي والإدراكي منذ هروبهم من القصف والقتل المستمر إلى النوم في العراء على حدود دول أوروبا، والتعرض إلى العنصرية القاسية من بعضها، والمجادلة التي يقومن بها للوصول إلى إحدى الدول المُرحبة بوجودهم.

الآن لا نخاف من القصف ولكن نخاف البرد


نزار محمد-حلب
ترك ربيع الطويل، أحد أبناء ريف حمص، الدراسة نتيجة الملاحقات الأمنية لقوات النظام السوري، بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية التي كانت تُقام في أحياء المدينة، في بدايات الثورة السورية عام 2011.
ولم يدم الأمر طويلاً حتى اجتاحت قوات النظام بالتعاون مع حزب الله اللبناني مدينة القصير مسقط رأس ربيع، ليضطر إلى الانتقال نحو شمال سوريا، ومع افتتاح جامعة حلب الحرة قرر وعدد من الأصدقاء أن يعود لمقاعد الدراسة ليسجل فيها ويتم قبوله طبقا لمجموع علامات شهادته العالية.
ربيع وكثيرون أمثاله كانوا ينتظرون فرصة لمتابعة دراستهم لاسيما بعد انقطاع الكثيرين عنها خلال السنوات الأربع الماضية، وقد جاءته الفرصة بعد افتتاح جامعة حلب الحرة والتي ضمت فروعاً في ريف حلب والمدينة وريف إدلب والغوطة الشرقية.

يستقبل النازحون في ريف حمص الشمالي برد الشتاء الرابع منذ اندلاع الثورة السورية وأحوالهم لم تتغير، وبات كثير منهم في وضع أسوأ وبحاجة إلى أبسط مقومات الحياة.
ومع ارتفاع أعداد النازحين واتساع رقعة المخيمات، ازدادت الاحتياجات لتلبية متطلبات العيش لمئات من الأسر التي هربت من قرى وبلدات إن لم تكن في خط المواجهة بين قوات النظام والمعارضة فهي في مرمى غارات