انتصار الشهادة على الهمجية المتسلّطة 
(كلمة كان من المفروض أن تلقى عن بعد على أحد التجمعات الشعبية الثائرة.. وتعذر الاتصال المباشر)
يا أيها الثوار الأحرار في سورية الأبيّة..
يا طلائع يوم الزحف إلى العزّة والحرية..
يا أهلنا الأبرار في كل حي من الأحياء.. في كل مدينة وبلدة وقرية.. في هذه الثورة البطولية..
يا من تكتبون التاريخ بدمائكم.. وتتحدّون الطاغوت العاتيَ بصمودكم وبطولاتكم..
يا من جعلتم من كل بيت من بيوتكم قلعة من قلاع التحرر من الطغيان..
وجعلتم من كل شهيد من شهدائكم بطلا يروي شجرة الاستقلال من احتلال عصابات الفساد والإجرام..
وجعلتم من كل حنجرة من حناجركم نشيدا وملحمة لتحرير الإنسانية والإنسان..

عبير درويش | سوريّة
كل مساء كنت أحاول عبثًا أن أنام دون كوابيس, ذلك أنني ألهث جاهدةً لاستحضار الأمل ولم أتمكن يومًا من استقباله!
تحديدًا وفي ذلك اليوم الذي لا يغادر الذاكرة القريبة فاجأني الحلم وأتى دون استباق… بجرأة التغيير!
كان أحمقُ المدينة يسكن القصر الملكي بكل عناد، لم يكن يرغب حتى بالتجوّل خارج سياجه, ربما لأنه بحسه الخبيث يُدرك كم من الحقد يسكن وراء السور العظيم.
كان يستقبل ضيوفه الماكرين كل عام دون أن ندري نحن البسطاء كم من الأحداث الهامة كانت تدور في أحاديثهم وزياراتهم الدائمة، والأذكياء منا كانوا يشتمون رائحة المصير القادم دون أن يتمكنوا من البوح بمعرفتهم المسبقة لما سيحدث.
من حقنا فقط أن نكون بائعين جوّالين في مدينتنا، أن نكون مشاريع فقر لا تنظر إلى موائد الطعام الممتلئة.

جريدة عنب بلدي – العدد 33
إن ما تشهده سوريا في هذه الظروف الاستثنائية من مآس وقتل وتشريد ينعكس على أفراد المجتمع السوري كافة، ويؤدي إلى آثار نفسية تختلف درجتها بين فرد وآخر. ولكن جيل الطفولة هو الجيل الأساس الذي يجب الاهتمام به وبمشكلاته بالدرجة الأولى، فهو الجيل الذي سيرِث النتيجة التي نعمل لأجلها في بناء المجتمع الحر السليم، ومن هنا ينبع الاهتمام بهذا الجيل تربويًا وتعليميًا ونفسيًا.
الصدمة:
حدث مفاجئ أو غير متوقع الحدوث يتعرض له الشخص إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، كالسماع أو المشاهدة، ما يؤدي إلى اختلال توازن الفرد وحدوث بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية نتيجة ذلك. وقد تكون الصدمة ناتجة عن كوارث طبيعية أو عن الإنسان كالحروب والصراعات.
ومن الصدمات التي شهدها مجتمعنا في هذه الآونة عمليات المداهمة والاعتقال والقتل لأحد أفراد الأسرة، الإصابة بالقصف أو الرصاص، هدم البيوت من قبل عصابات الجيش والأمن….

لن تقوى قوة في العالم على سلبنا الشرف والإيمان، فاصنعوا ما شئتم. املؤوا المرجة دبّابات، واقتلوا منّا المئات، واكذبوا فانشروا ما شئتم بلاغات، فكل ما هو آتٍ آت.
قد رأينا الموت وقاسينا الفقر وشاهدنا الخراب، وأصبحت مدينتا بَلْقعاً وأهلها مفجوعين ونساؤها ثاكلات، فماذا نخاف بعد هذا؟ هل بعد الموت منزلة نحابيكم عليها؟ هل عندكم أشدّ من الرصاص؟ فقد فتحنا له صدورنا! هل عندكم أغلى من الأرواح؟ لقد أعددناها ثمناً للاستقلال!
ثمنُ المجدِ دمٌ جُدنا به   ***   فانظروا كيف بذلنا الثمنا

جواهر سوريا
استغاثةُ آلاف الحرائر لم تصل… رغم سرعة قنوات وصولها، في حين يبلغ نداءُ امرأة من عَمُّوريّة – قيل إن روميّاً عمد إلى طرف جلبابها فرفعه (ولم يغتصبها)، كما قيل إنها نصرانية لا مسلمة – مسامعَ المعتصم من جندي مسلم شهم شدّ الرحال وسار المسافات والليالي الطِّوال حتى أبلغه نداءها، فلا يُكمل المعتصم شراباً في قدحه حتى يجهز جيشاً جراراً ليثأر لها… حتى فاسق بني ثقيف الحجّاج بن يوسُف سجّل له التاريخ أنه لم ينم عن استغاثة امرأة مسلمة في الهند فأرسل لها جيشاً قوامه ستة آلاف مجاهد بعُددهم وعتادهم وكلف ابن أخيه محمد بن القاسم ذي السبعة عشر ربيعاً بقيادة هذا الجيش!!!

JoomShaper