(الجزيرة نت)
محمد النجار - الحدود السورية التركية
بدت الطفلة السورية فاطمة محلقة وهي تتحدث عن حلمها بأن تصبح يوما "أستاذة فن"، رغم أن القتال الدائر في وطنها عطل إكمالها الصف الخامس، وقد بدأ العام الدراسي الجديد دون أن تلتحق بالصف السادس، في حين نعى العديد من الأطفال مدارسهم التي قالوا إنها أصبحت ركاما بفعل قصف قوات النظام.
في مكان تابع للمخيم الذي أقيم في معبر باب السلامة الحدودي الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر والفاصل بين ريف حلب والحدود التركية تحدثت فاطمة مع عدد من الأطفال السوريين عن فقدانهم عاما دراسيا آخر.
قالت فاطمة للجزيرة نت "كنت أنتظر أن التحق بالصف السادس لأكبر وأصبح معلمة فن، لكن جاء العام الجديد بعد أن غادرنا مارع (إحدى بلدات ريف حلب)".
فاطمة (يمين) تحلم بأن تصبح أستاذة فن (الجزيرة نت)

شعبان عبد الرحمن
«تلك الأهوال التى يكابدها اللاجئون السوريون فى رحلة الفرار تحت القصف والمطاردة حتى حدود دول الجوار (تركيا، الأردن، لبنان) يشيب لها الولدان، خاصة فيما يتعلق بالمرأة السورية.. فهى لا تفر بمفردها، ولا يطاوعها قلبها على التخلى عن أطفالها وبناتها، وهى تعيش خلال رحلة الشتات هَمَّيْن ثقيلين: هَمّ الفرار والنجاة بالنفس، وهَمّ الأطفال المتعلقين بعنقها، والتى تضحى بالنفس والنفيس فداء لهم لتوصيلهم إلى بر الأمان.. لكن الأهوال تزداد أهوالاً عندما يستقر المقام بها فى دولة المهجر أو الشتات؛ إذ تتعرض المرأة - وبناتها بالذات - لهجمات تلك الذئاب البشرية الشرهة من شبيحة الشيطان.. تتعرض لاعتداءات وحشية وهتك للأعراض حتى الموت، كما يتعرض بعضهن لمساومات ومقايضات تحت ستار الزواج، وكأن المسألة باتت بيعًا وشراءً من قبل أصحاب النزوات الرخيصة.. وبين هذا وذاك تعيش حرائر سوريا اللاجئات مأساة كبرى..

بقلم سيرين بكر
تذوق مرارة فقد الأحبة والأهل …شاهد منزله الصغير تهدمه قذائف الغدر…سلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه ..كلمات تلخص حياة الطفل السوري الذي مازال يعاني من ممارسات نظام الأسد خلال سنة ونيف عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء والتهجير .شاهدت بعض الأطفال يلعبون لعبة الحرب بين جنود الأسد والجيش الحر ، يستخدمون الباذنجان قنابل يدوية والبامية ذخيرة ، يستخدمون القذائف لوضع علامات مرمى للعب بكرة القدم، والشظايا يجعلونها كنوزاً لهم في علب مدفونة .وقفت أمام هذا المشهد طويلاً ، فابتسمت جارتنا أم محمد قائلة : أحفادي لم يعودوا يخافون من صوت القصف والرصاص ، ويتعاملون مع شظايا القذائف كألعاب ، وأضافت متنهدة : لكنهم يستيقظون ليلاً وهم يبكون ، لا يفترض بأي طفل أن يرى ما يرونه ، لقد شاهدوا الكثير.

السبيل
في أحد المستشفيات الميدانية في مدينة حلب لا ينفك الجرحى يتوافدون، رجال، نساء، وحتى اطفال، الجميع مضرج بالدماء، بينما ينهمك الاطباء والمقاتلون المعارضون في إيجاد سرير لهذا ونقل ذاك بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، وفي وسط كل هذه المعمعة تقف لين تصور بكاميرتها ما يجري، والابتسامة لا تفارق وجهها.
وهذه الناشطة البالغة من العمر 29 عاما تصور كل شيء، تتنقل بين الحمالات بمنتهى الرشاقة وكاميرتها لا تفارق يدها. في القاعة-المستشفى يجلس الثوار في أربع زواياها يراقبون كل ما يجري على وقع نحيب قريبات الجرحى والقتلى في حين تتبعثر أكياس الدم في كل مكان وحتى على الأرض.
وتتحدر لين من مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن شمالها والتي تشهد منذ أكثر من شهرين معارك طاحنة بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلين معارضين، وقد قررت هذه الشابة الانضمام إلى "الثورة" التي بدأت انتفاضة سلمية قبل 18 شهرا وتحولت الى ثورة مسلحة.

الكاتب : محمد أسعد بيوض التميمي
المرتكزات الأساسية للثورة الحقيقية متوفرة في الثورة السورية) (والَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ) الشورى:39
إن أي ثورة لا بُد لها من مرتكزات تقوم عليها, وشروط ومواصفات إذا توفرت فيها فإنها تكون (ثورة حقيقية وتسير في طريق النصر) وليست عمل فوضوي عبثي لا هدف له إلا القتل والعبث ونشر الفوضى.
وهذه المرتكزات تميزها عن الانتفاضات الشعبية, فهناك فرق كبير بين (الانتفاضة والثورة) وهذا الفرق سنتعرف عليه عندما نتحدث عن هذه المرتكزات.
وهذه المرتكزات والشروط والمواصفات يجب أن تكون نابعة ومتكونة من عوامل ذاتية داخلية من نفس الشعب الثائر.
فلو نظرنا وتفحصنا في (الثورة السورية المباركة) فإننا سنجد بأنها ثورة حقيقية تقوم على جميع المرتكزات والشروط والمتطلبات والمواصفات للثورة الحقيقية وهي:
أولاً:الحاضنة الاجتماعية أو الشعبية,  إن هذا المرتكز نشأ بعد أن بلغ الظلم والقهر والعذاب والإجرام الذي تمارسه (العصابات العلوية المختطفة لسوريا) ضد الشعب السوري مداه,  فأخذ الشعب يغلي ويفور كالمرجل من شدة الظلم والقهر,  فانفجر إنفجاراً مدوياً في جميع أنحاء سوريا.

JoomShaper