رسائل دامية
- التفاصيل
د. محمود نديم نحاس
هذه مجموعة رسائل وصلت من الداخل السوري عبر (الواتس أب) جمعتها في رسالة واحدة وأنقلها باختصار بالفصحى، فقد كانت مزيجاً من الفصحى والعامية. الرسالة الأولى التي جمعت معها باقي الرسائل وصلت يوم السبت 8 أيلول (سبتمبر) من فتاة في مدينة حلب إلى بنت عمها التي تعيش في الغربة، تقول فيها :
اكتب هذه الرسالة يوم الأحد ٢ أيلول (سبتمبر) مع إن الاتصالات مقطوعة، إنما أكتبها لعل وعسى أن تصلك يوما من الأيام فتتذكريني.
سوريا تنزف دما والعالم يتفرج... كل إنسان لا تعجبه النعم التي هو فيها فليأتِ إلى سوريا كي يحس بقيمة النعم بشكل أكيد... سوف يشعر بقيمة الكهرباء والماء والغاز والبنزين والمازوت والأمن والأمان... حتى الاتصالات التي دخلت علينا من قريب، وصرنا لا نستطيع العيش في غيابها، مقطوعة... لقد فقدنا كل شيء تقريبا. حتى جهاز الجوال صار قطعة غير مفيدة... لا شبكة خلوية ولا شبكة إنترنت ولا كهرباء لشحنه.
من خواطر الثورة السورية
- التفاصيل
ثُلُث ألف شهيد؟ لقد بتنا ندفع في يوم وليلة ما كنا نقدمه في شهر كامل، وكنا نراه ثقيلاً!
يا أيها الصابرون الصامدون على أرض الشام: إنكم تُمْسون وتصبحون تحت القصف وترابطون على خط النار، وإنها تمرّ بكم ساعاتٌ تضيق فيها الأنفاس وترتجف فيها القلوب، فلا تفقدوا ثقتكم بأنفسكم ولا تفقدوا ثقتكم برجولتكم؛ إنكم رجال أبطال أبناء رجال أبطال، وإنما أنتم اليومَ كالأصحاب يومَ الأحزاب: {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم وإذا زاغَت الأبصارُ وبلغت القلوبُ الحناجرَ وتظنّون بالله الظنونا، هنالك ابتُلي المؤمنون وزُلزلوا زلزالاً شديداً}.
الصحابة زُلزلت قلوبهم وزاغت أبصارهم، فكيف بقلوبنا وأبصارنا نحن الأتباع في هذا الزمان؟
الثّورة السّوريّة: أذى المحبّين
- التفاصيل
د. عبد الكريم بكار
قامت الثّورة السّوريّة المجيدة في سياق الرّبيع العربيّ، وكانت تهدف إلى ما هدفت إليه كلّ ثوراته: الخلاص من الظّلم والاستبداد وإقامة دولة الكرامة والحريّة والعدالة... وبما أنّ النّظام الذي يحكم سورية يكاد يكون هو الأسوأ في العالم، إن لم يكن الأسوأ قطعًا؛ فقد طال أمد الثّورة، وطول أمد أيّ ثورة لا يكون في الغالب جيّدًا حيث تكثر الخلافات والتحزّبات والاجتهادات والأخطاء... ومع كلّ هذا فالسّوريّون ماضون في طريقهم إلى مبتغاهم، غير آبهين بالخسائر الهائلة التي يتكبّدونها كلّ يوم.
«براءة المسلمين» وثورة السوريين! . .
- التفاصيل
يقف المرء حائرا ومندهشا وهو يرى صور الاحتجاجات العنيفة التي طوقت السفارات الغربية في ليبيا ومصر وتونس واليمن ضد «فيلم» مغرض ومشين، وقد طغت على مشاهد العنف والتدمير المروعة التي استباحت أرواح السوريين وممتلكاتهم.
وإذا نحينا جانبا فكرة المؤامرة، دون أن نبخسها حقها، وتجاوزنا الأسئلة المشككة عن توقيت إنتاج الفيلم وسرعة تعميمه ومن المستفيد من إثارة الغرائز وتشجيع هذا النوع من الغضب الشعبي وردود الأفعال الحادة ضد الغرب التي وصلت إلى أوجها في بنغازي بحرق القنصلية الأميركية وقتل السفير وبعض مساعديه، فإن ما شهدناه يعتبر عمليا أشبه بمؤامرة لتشويه سمعة الثورات العربية عموما، إذ شهدت مدنها أوسع الاحتجاجات وأكثرها عنفا، ولإيقاع أشد الأضرار بالثورة السورية على وجه الخصوص ومن زاويا متعددة.