أ. صالح أحمد الشمري
ليس سرًّا أن قرار اختيار شريك الحياة يُعَدُّ من أولى القرارات الهامة في حياتنا.
هي صفحة جديدة بعنوان جديد نسطِّر فيها أحداثًا، وأحيانًا البعض منا يضع نقطة في أول الطريق أو في منتصفه، ويبقى الكثير -وهم الأصل- يتفاعلون مع واقعهم حلوًا كان أو مرًّا، وبالرغم من كل هذه الأهمية، فإن الواقع يشير إلى تساهل كبير منا حوله، فلا الأُسَر اهتمَّت بتهيئة الأبناء لطبيعة تلك المرحلة وتداعياتها، ولا المتزوِّجون أنفسهم قد بذلوا الأسباب وأخذوا الزاد لمواصلة الطريق، وبلوغه بيُسر وسلام، والأعجب من ذلك أن تسمع من القَصص ما يوضِّح لك كيف انبرى بعض الآباء لاتخاذ القرار عِوَضًا عن ابنهم المتزوِّج، فيختارون له هذه، ويتركون تلك، وهذا خطأ بيِّن، فإن ناقشت أحدهم وأوضَحت له خطأ تصرُّفه، ردَّ عليك بأن الولد لا زال قليل الخبرة، وبحاجة إلى مَن يسانده!

تيسير الزايد (كاتبة كويتية)    
قبل أن نبدأ أي عمل لابدّ من وضع الهدف والخطوات المطلوبة من أجل إنجاز هذا الهدف وإتمام العمل، وما نريد أن ننجزه مع الأبناء في رمضان يمكن كتابته في مذكرة صغيرة، مع طريقة أدائه والإحتفاظ به مع مراجعته بين فترة وأخرى؛ حتى نتابع أنفسنا مع الحيطة ألا تتحول التربية إلى وظيفة نفقد الحماس لها مع الوقت، وتفقد أيضاً متعتها، ولهذا يجب أن نهيئ النفس بأن ما سوف نقوم به هو عمل ممتع سيعود على الكل بالفائدة والإنسجام.
قبل أن تختار النشاط الذي تفضل أن تقوم به في رمضان مع الأبناء، تأكد أنك تحب هذا المجال، وأنك تستطيع أن تعطي وتفيد من حولك فيه، وأن له علاقة بهذا الشهر، وأنّ الوقت الذي ستقضيه في هذا النشاط مع الأسرة سيسهم في زيادة إيمانياتهم وثقافتهم وثوابك وثوابهم، وإليك بعض الأمثلة:

سحر شعير
إليكِ أختي المسلمة
أيتها المباركة، أيتها الأم العظيمة، يا من جعلك الله تعالى صانعة للنفوس المؤمنة، قيّمة على غرس بذور الإيمان فيها.
ويا من جعلك الله تعالى حارسة على البيوت المسلمة لتقيمي منها – بإخلاصك واستقامتك -  لبنة قوية في صرح المجتمع الإسلامي الكبير.
فمن أشرف منك عملاً ؟ ومن أحظى منك بالأجر والقبول إذا اتقيت الله عزّ وجلّ؟ إليكِ أختي المسلمة أوجّه حديثاً خاصاً في زمان خاص ميزه الله تعالى بالبركات والخيرات، في شهر رمضان المبارك.
وفي رمضان هذا العام..نريد أن نركز حديثنا حول تربية الأبناء. بل تربية الأسرة بأكملها على تعظيم الشهر الجليل.. وإحياء روح العبودية لله تعالى فيه بالتزام أوامره ونواهيه، وتعظيم شعائره كما يحب ويرضى.

لحواء
إذا كانت غاية خلق الإنسان هي وصوله إلى كمال السعادة الحقيقية والعبودية الصادقة لله سبحانه لذا خير وسيلة يستفيدها لوصوله إلى هذا الهدف العالي الرصين، هي المرأة الصالحة التي تشد ازره وتعضده على دينه ودنياه وتحوطه من الوضوع في مأزق المعصية ومداني الذنوب، وتكفل له أجواء الحب والانس والسكينة والطمأنينة وتقاسمه أفراح الحياة واتراحها.
فقد جاء في الحديث عن سيد الكونين محمد (صلى الله عليه وسلم): "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عزّ وجلّ خيرا من زوجة صالحة".
الذي يبين فيه أن بعد المرأة الصالحة واثرها في حياة الزوج الصالح المؤمن كالتقوى التي تردع صاحبها عن الوقوع في مطبات الهوى واحابيل الشيطان، وهي تعتبر أيضاً كالتقوى الحصن الحصين والعز المنيع للزوج.

إعداد: سمية مشهور
إن الأخت المسلمة تحب أن تكون هي وأسرتها على أفضل حال في رمضان، وذلك بحُسن استعدادها واستقبالها لرمضان من صيام وقرآن في شعبان حتى يتعوَّد الأبناء.
ولأن وقت رمضان غالٍ وأجره مضاعَف فالأمر يحتاج أن نضعَ له خطةً وبرنامجًا متفقًا عليه من الأسرة كلها مع الحرص على:
1- الاهتمام بالكيف والكمّ معًا لا بالكم فقط.
2- أن يكون الهدف منها ليس لرمضان فقط ولكن الاستمرار قدرَ الإمكان بعد رمضان.
3- مراعاة الكلّ حسب سنّه.
4- تسجيل كل ما تريد الأسرة فعله.
5- التحلي ببعض الصفات التي تحبِّين أن تتحلَّي بها والتخلي عن بعض الصفات التي تريدين التخلص منها أنت وأبناؤك في رمضان شهر التربية.

JoomShaper