الأسرة المسلمة وتحديات العصر (1/2)
- التفاصيل
يذكر المستشار الأسري الدكتور حسن بن محمد الحفناوي في كتابه " الأسرة المسلمة وتحديات العصر"، أن الإسلام أولى اهتماماً هائلاً بالأسرة وأولاها من العناية والرعاية ما يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة، لاسيما أن الأسرة نواة المجتمع، والمجتمعات تتكون منها الأمة، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.
وأول إشارة على ذلك أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام وكوّن له أسرة إذ خلق له حواء وبزواجه منها تكونت أول أسرة على الأرض، فقال ربنا جل شأنه:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً.
فلما كان للأسرة من شأن وخطر، ومكانة وأثر، فإن الإسلام الحنيف ركز على حسن تكوين الأسرة تكويناً يضمن لها الاستقرار والأمن والدعة.
ويتناول الحفناوي في كتابه: الأسس الشرعية لبناء الأسرة، ومكانة الأسرة في العهد النبوي وفي الخلافة الراشدة، ودورها في التربية والنهوض الحضاري، والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها وسبل تحصينها.
الحب.. توأم السعادة
- التفاصيل
ليس من الممكن أن نتصوّر وجود خصام بين الإحساس بالسعادة وشعور الحب، كما لا نتصوّر حبّاً لا يرقد على فراش وثير من السعادة.. فالسعادة والحب متلازمان، وهما توءمان لا ينفصلان. ونعني بالسعادة تلك النفحة التي تحمل على أجنحتها معاني الشعور باللذة والرّاحة والإستقرار النفسي، لكلا الطرفين، فقد تكون سعادتكم في تكوين العلاقات الثنائية الحسنة، أو في شعوركم بأنكم محبوبون، أو في وجود مَن يهتم بأموركم ويلبّي طلباتكم، أو في وجود مَن يتجاذب معكم أطراف الحديث.. إلى آخر الأشياء التي فتوفرها يكون الإنسان مطمئناً مرتاحاً مستقراً.. راضياً.. وأفضل طريق لبلوغ السعادة، هو ذاك الذي ترسمه مشاعر الحب. إنك تسأم من محادثة الإنسان الذي تبغضه، بل ولا تطيق سماع ترددات صوته، لكنك حتماً ستكون سعيداً عندما تتجاذب أطراف الحديث مع من تحب، وتستأنس عندما يشنّف صوته سمعك، وتتذوق حلاوة الحروف التي تتقاطر من ثغره.
الأسرة.. لماذا اهتم بها الإسلام؟
- التفاصيل
إن مدلول كلمة "الأسرة" في الشريعة الإسلامية أوسع مدى وأبعد أثراً من مدلولها عند غير المسلمين؛ لأن الأسرة في الإسلام تشمل الزوجين والأولاد الذين هم ثمرة الزواج، كما تشمل أولاد الأولاد، بالإضافة إلى أنها تشمل الأصول من الآباء والأمهات، والأجداد والجدات وإن علوا، وفروع الآباء والأمهات والأجداد والجدات كالإخوة والأخوات والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وأولاد هؤلاء جميعاً. وهكذا يتسع مدلول أسرة كل مسلم ليشمل جميع أقاربه.
وقد رتبت الشريعة حقوقاً محددة لكل قريب على قريبه، تتفاوت درجاتها بحسب درجة القرابة، ولاشك أن حقوق الأقارب الأقربين أعظم وأوفر من حقوق الأبعد منهم، وهكذا حال كل قريب.
لكن من الملاحظ أن حقوق الزوجين استحوذت على قسم كبير من أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية، مع أن غيرها –كحقوق الوالدين- أعظم منها من حيث البر والطاعة والأجر، وربما يعود السبب إلى كون العلاقة الزوجية هي المبدأ في تكوين الخلية الاجتماعية الأولى، لذلك كانت بحاجة إلى أن تحاط بالرعاية والاهتمام والمزيد من البيان التشريعي، من خلال تتابع الأحكام والتوجيهات والإرشادات المتعلقة بها.
الأسرة المسلمة والإعلام الفاسد
- التفاصيل
هل تفشي ظاهرة الطلاق مؤخرًا خاصة في السنوات الأولى للزواج يمكن أن يعود إلى أسباب ثقافية أو عيوب في التربية، أم أن له علاقة مباشرة بالإعلام وما يقدمه من مواد هدامة؟!
هل نفتح أبواب الإعلام على مصراعيها أمام أبنائنا أو نغلقها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه فيما يلي:
في مصر أكدت دراسة لمركز المعلومات بمجلس الوزراء أن الطلاق في تزايد مستمر حتى وصل إلى 40% من نسب الزواج في كثيرٍ من المحافظات، وكان نصف هذه الحالات في السنة الأولى وحوالي 70% منها في الزواج الأول ومعظم الحالات من الشريحة العمرية التي تتجاوز 30 عامًا، وقد زادت هذه النسبة بعد قانون الخلع الذي يعد الوسيلة السريعة لإنهاء الزواج من جانب المرأة التي جاء تعليلها في بعض الحالات مثيرًا للضحك مثل عدم اقتناعها بزوجها لأنها لم تجد فيه فارس أحلامها أو أن شخيره أثناء النوم يزعجها، في حين تعلل بعض الأزواج بأن زوجته ليست جميلة مثل مشاهير الفنانات والراقصات فيلجأ إلى الطلاق.
الصيام مدرسة التغيير لإصلاح الأسرة
- التفاصيل
على رسول الله .. وبعد
مدرسة الصيام تربي الأسرة زوجا وزوجة على الحب القلبي والتفاهم العقلي والتناغم الجسدي، وترتقي بالأولاد إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات ، ورفيع المكرمات، ويتضح ذلك مما يلى :
1 - قبل العقد والبناء
مدرسة الصيام تصنع الزوجين ليكونا متوازنين معتدلين في الطبع والمزاج، والخلق والجسد، وهما أكبر أمان للحياة الزوجية السعيدة.
2 - الصوم لمن لا يقدر على الزواج وجاءٌ من الانحراف والانجراف
كما جاء عن رسول الله r , فالانحراف يؤدي إلى التمادي في الحرام والعزوف عن الحلال مما يؤدى إلى العنوسة ، وهى أخطر أمراض المجتمع ، أو تؤدي إلى الشك فى الطرف الآخر ، فإذا تزوج أو تزوجت عاشا معا على الشكوك فى الأفعال والتصرفات من الماضى قبل الزواج ؛ مما يؤثر سلبا على الحياة إن استمرت ، أو يقطع حبالها إلى الشقاق والطلاق .