هاشم سلامة -
التعبير بالكتابة هو افضل من التعبير بالكلام, ويستوي في ذلك الاباء والابناء, وان وضع المشاعر والافكار في عبارات مكتوبة افضل بكثير من الجدل الشفوي الذي قد يفضي الى ثورة عصبية من قبل الاب لا تحمد عقباها, وقد تؤدي به الى ضرب ابنه وايذائه بسبب عدم استجابته لجدل والده. ويقول علماء التربية: أن اسلوب الكتابة في التخاطب يعطي فرصة اطول للتفكير والتعقل وحسن التعبير كما انه يستبعد حالة الاحتكاك والتخاطب المباشر بين الاباء والابناء مما يقلل احتمالات التصادم اللفظي بين الطرفين.

بقلم - أم عبد الرحمن محمد يوسف
إن الله قد منح المرأة قلبًا حنونًا ومشاعر فياضة وقدرة فائقة على اللباقة في الحديث والتواصل مع الآخرين، ولكن الكثير من النساء لا يُجدن استخدام هذه المهارة، فتطلب إحداهن من زوجها أن ينصت لها ويتحدث معها في وقت غير مناسب، كأن يكون مشغولاً بأمر هام أو متعبًا أو حزينًا أو راغبًا في النوم، تتناسى هذه المرأة كل هذا وتستخدم أسلوب المحاصرة والإصرار على الحديث فإن طلب منها زوجها تأجيل الحديث أو لم ينصت لها بسبب انشغاله، قذفته بكلمات اللوم والعتاب وهاجمته بسيل من الاتهامات، ولذلك تخسر الكثيرات تواصل أزواجهن معهن لأنهن لم يستخدمن مهارة وفن التواصل.
إن الرجل يعتبر محاصرة زوجته له في وقت تعبه أو انشغاله عدم تقدير له ولظروفه واهتماماته، إنه يشعر أن زوجته لا تهتم بأموره ولا تأبه بما يشغله ويؤرق باله، وهو في نفس الوقت لا يحب منها أن تقدم له النصح إلا إذا طلبه منها، فقط ما يحتاجه الرجل في هذه الحالة أن تتركه زوجته برهة من الوقت ليجمع شمل أفكاره وينجح في مواجهة تحدياته، ثم يعود لها بعد ذلك مبتسم الوجه مطمئن المزاج ويقبل عليها بالحديث قبل أن تطلب منه ذلك.

أم عبد الرحمن محمد يوسف
أخبر -صلى الله عليه وسلم-  أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، ثم كانت حياته كلها تعبر عن هذه البسمة فكان صلى الله عليه وسلم مبتسم الوجه، مبتهج الطبع سواء مع أهله أو مع أصحابه، يدخل على أهله الفرحة والبهجة والسرور والسعادة بوجهه المشرق وكلماته الرقيقة ومداعباته الظريفة، يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها ويمازحها ويضاحكها ، تقول عائشة رضي الله عنها: (سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم (أي سمنت) سابقني فسبقني فقال: هذه بتلك يشير إلى المرة الأولى) [حديث صحيح].
ويلعب ويمزح صلى الله عليه وسلم مع زوجاته في البيت تقول عائشة رضي الله عنها: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخزيرة طبختها له، فقلت لسودة والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينها، فقلت لها: كلي. فأبت، فقلت: لتأكلِنَّ أو لألطخن وجهك. فأبت، فوضعت يدي في الخزيرة فطليت بها وجهها! فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع فخذه (!) لها وقال لسودة:" الطخي وجهها" فلطخت وجهي، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا، فمرَّ عمر فنادى: يا عبد الله! يا عبد الله! فظن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيدخل فقال لهما: (قُوما فاغسِلا وجوهَكُما، يعني: عائشة وسودة) قالت عائشة: فما زلت أهاب عمر؛ لهيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إياه [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة].

د. بشرى بنت عبد الله اللهو
تقول: سلمت من صلاتي وصراخ أطفالي يضج بالمنزل، فحمدت الله أن رزقني إياهم وسألته تعالى أن يعينني على تربيتهم ويصب في قلبي صبرا كصبر سيدنا أيوب.
الحمد لله لا يوجد بقربي أحد! وضع ممتاز، لأذكر أذكار بعد الصلاة التي  طالما حرموني إياها. لم يحضر أحد!  إن شاء الله قد تقبل ربي الدعاء، فعادة وقبل أن أنتهي من صلاتي، تنهال علي عروض الشكاوى يمنة ويسرة.
تقول أمي حفظها الله حين أضج بالشكوى عندها.
تريدون أطفالا ولكنكم لا تريدون تحمل مسؤوليتهم فهل تظنونهم أطفالا كالدمى.؟
لم يحضر أحد! رائع ! لأقرأ القرآن. وما هي إلا لحظات حتى انساب صوت ابنتي عذبا.
- ماما، ماما.    (في لكنة فيها جدية واهتمام).

أسرة البلاغ    
العلاقات الطيِّبة ليست كالأشجار البريّة تنمو لوحدها وفي أيّة ظروف مناخية، وإنّما هي كأشجار الحديقة تحتاج إلى يد ماهرة في غرسها وسقايتها ورعايتها..
الملاحظ عند بعض الأسر أنّ العلاقات الداخلية (الأسرية) وخاصة تلك التي بين الأخوة أو بين الأخوة والأخوات، تُترك على رسلها وسجيّتها لتنمو كيفما شاءت من دون (تدخّل) مباشر أو غير مباشر من الأهل لتحسينها هنا، وترطيبها هناك، أو إدخال بعض التعديلات عليها هنا وهناك.
أكثر ما تصنعه بعض العوائل أنها تتدخل بطريقة (عسكرية) أحياناً لفضّ المنازعات بين الأخوة.. بضرب المعتدي وتأنيبه، أو ضربهم جميعاً لئلّا يتخاصموا من جديد.. وهذا الأسلوب قد يمنع الخصام بمرأى الوالدين؛ لكنّه لا يمنعه في غيابهما.. وحتى التدخل الرفيق عند نشوب مشكلة قد تكون له آثاره الحسنة آنياً، لكنّه لا يصل إلى الدرجة التي وصلها العمل على بناء علاقات داخلية طيبة.

JoomShaper