العافية في الولد
- التفاصيل
د. محمد بن حسن المريخي
الولد نعمة كبيرة من الله تعالى لا يعرفها إلا من حرمها، يهبها الله لمن يشاء (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير)، وقال جل وعز (المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا).

فأول العافية في الولد:
أن تثمن النعمة به وتشكر الله تعالى عليها وتقوم بما أوجب الله عليك نحو النعم من حفظها وحراستها وتوجيهها وإرشادها ، يقول الله تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم ) ويقول رسول الله ( وإن لولدك عليك حقاً ) ويقول ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع ) وقال ( ما من عبد استرعاه الله برعيّة فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ) متفق عليه.
وهذا يستوجب على الوالدين تربية أبنائهما تربية يريدها الله ورسوله وتعود عليهما بالبر والصلة والرحمة، فالوالدان يريدان أن يقطفا ثمرة تربيتهما لأبنائهما من البر والطاعة والقيام بالواجب نحوهما خاصة عند الكبر كما قال الله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ).
العافية في الولد:
أن يتربى تربية صالحة ليكون صالحاً لأن الابن الصالح مكسب كبير، بل منّة عظيمة فإنه سوف يرعى والديه بعد عبادته لربه، ويقوم بواجبهما أحياء وأمواتاً، من الدعاء والبر والرحمة والعناية في الدنيا والآخرة، ولأهمية صلاح الولد طلبها الأنبياء من ربهم عز وجل فقال زكريا عليه السلام (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) وجاء في دعاء العبد الصالح قال ( وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) وقال إبراهيم عليه السلام ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ).
فإن الوالدين إذا أنعم الله عليهما بذرية صالحة فسوف ينعمان بحياتهما ودنياهما ويعمرانها بطاعة الله، وسيجدان لذة البر والرحمة ونعمة الله عليهما بصلاح الذرية، وأما في الآخرة فسوف يجدون حسنات في موازينهما لم يعملاها ولكنها من عمل أبنائهما لهما، يقول رسول الله ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له ) رواه مسلم.
ويقول ( إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب أنى لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك ) رواه أحمد.
العافية في الولد:
أن يعرف الولد قيمة الصلاح وفائدته فيسعى في طلبه والأخذ بأسبابه، وهذا يكون بعد إذن الله تعالى بالتربية المستقيمة منذ نعومة أظفاره واطلاعه على أنه في إمكانه أن يتسبب في سعادة والديه ورفع درجتيهما، يقول رسول الله ( من ابتلى من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار ) وفي رواية ( فأحسن إليهن ) واطلاعه على آثار الصلاح من البركة في عمره وولده غداً وزوجه ورزقه كما أخبر رسول الله في قوله ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه ).
العافية في الولد:
أن يجنب البلاء والخبث من الأغاني واللهو وحياة الخراب والضياع الذي تمتلئ به الدنيا في هذه الأزمان والذي أصاب الكثير من أبناء المسلمين، وهذا لا يكون إلا بغرس فضيلة الدين في نفوس الأبناء يوجههم الوالدان إلى شرف التدين بدين الله وكرامة الإنسان الملتزم ورفعته في الدنيا والآخرة ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وألا يكون مغروراً بالدنيا وشهواتها متفرغاً لها، مهملاً لدينه ولقاء ربه، لا تراه في المساجد ولا في مجامع الكرام.
واأسرتاه !!
- التفاصيل
ماذا عسانا نقول لمشاهد مؤلمة نعيشها كل يوم وكأن الأمر لا يعنينا وبات ذلك في حكم المألوف، أنتحدث عن العقوق أم نناقش تلاشي الاحترام المتبادل؟! ما الذي يحدث في مجتمعنا؟! أهو نتاج الحضارة والمدنية؟! أم حصاد أيدينا؟!! لا تكاد تنتهي من الحديث عن سلوك مستهجن حتى يأتيك خبر آخر أسوأ من ذي قبله عن تصرفات بعض من أبنائنا ولن أبالغ إن قلت ان أعدادهم تتزايد، الأبناء تقمّصوا دور الآباء فصار الابن هو الحاكم بأمره وهو الآمر الناهي في المنزل والأب يمارس دور المشاهد المتفرج لا بل والمستمع أحياناً لا حول ولا قوة بيده، البنات همَّشوا دور الأمهات فكل واحدة تسن قوانينها بنفسها وما على الأسرة إلاّ التنفيذ وإلا أصيبت الفتاة بحالة نفسية بل وهستيرية في بعض الأحيان ولأتفه الأسباب.
أسوق هذا الكلام في نطاق العموم وأدرك تماماً أن هناك من الأبناء والبنات من هم قدوة حسنة في التربية والأخلاق الفاضلة، نحن نخص هنا تصرفات بعض الأسر التي تخلت عن دورها الأساسي في التربية بحكم العمل أو إعطاء ثقة مفرطة ومع أن منح الثقة أمر محمود إلاّ أن الثقة بدون تجربة في الحياة تساوي كارثة وهلاكا في بعض الأوقات. إن لم تكن بمجملها، لم يعد الاحترام سيد الموقف عند بعض الأسر.
سقى الله تلك الأيام حينما كان الأب مربيا والجار مربيا وإمام المسجد مربيا والمدرس مربيا، وكان الجميع يحترم الجميع ويتقبّل النصح والتوجيه بصدر رحب، حتى تغيرت الأمور وأصبح «كل في فلك يسبحون».
قاتل الله المدنية الزائدة وما جلبته لنا من أوجاع وتفكك أسري بدأنا ندفع ثمنه في صور شتى وتجارب مؤثرة.
استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحية
في يوم الأب.. لم يبقَ لأيتام سوريا من آبائهم إلا الصور
- التفاصيل
كيف تكونين أما وأبا معا؟
- التفاصيل
هموم الأسرة في الصيف
- التفاصيل
مالك فيصل الدندشي
في كل عام تنتهي الدراسة، وتبدأ الإجازة الصيفية والتي تستمر ثلاثة شهور، وبدلا من أن تفرح الأسر بهذه العطلة؛ لأنها استراحت من متاعب المدرسة ومتابعة الأولاد في دراستهم وتربيتهم، نجد أن أغلب الأسر يركبها الهم والغم – كما يقال – إذ كيف تستطيع أن تملأ الفراغ الذي كانت المدارس تملؤه – تملؤه بما ينفع أولادهم، ويمنحهم الفائدة والمتعة، ويكسبهم مهارة، أو أكثر في شؤون حياتهم.
ولقد كتبت وكتب غيري مقالات، واقْتُرِحت حلول، ووضعت مناهج لحل هذه المشكلة، ولكنها ما تزال تقض مضاجع الأسر. حيث إن الفتى والشاب إذا لم تشغله شغلك. هذه ناحية، وأما الأخرى، فهي: بم أبدأ؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وما الخطة التي سأنفذ بها نشاطاتي، وهل علي أن أؤمن لأولادي أدوات ترويحية يقطعون أوقاتهم بها؟!.
حقيقة هي مشكلة عويصة تقلق بال الكثيرين، وقد يضطر أولياء الأمور في بيوتهم إلى ملء الفراغ بطريقة عشوائية، لا تسمن ولا تغني من جوع، كأن يدعوا أبناءهم يمارسون الرياضة وقتا طويلا، أو يقضوا جل أوقاتهم مع وسائل التواصل بأدواتها المختلفة، أو برحلات مع زملائهم، أو بالسفر بهم إلى بلد عربي أو أعجمي، أو بزيارة الأقارب والأرحام في منطقة أخرى.
وفي تصوري أن سبب المشكلة هو أن أغلب الأسر ليس لديها مشروع واضح الأهداف والوسائل والبرامج تحرص على تنفيذه، بل لا تفكر فيه قبل أن تدخل عليهم إجازة الصيف. والنتيجة إذا لم تقم الأسرة بوضع حل لهذه المعضلة؛ فإن الأبناء سينصرفون إلى زيادة ساعات النوم والرياضة، وقضاء وقت طويل أمام أفلام الكرتون والمسلسلات والثرثرة الفيسبوكية والتويترية – نسبة إلى التويتر -، والسهر الطويل أحيانا مع زملاء لهم إلى غير ذلك.
ومهما تحدثنا عن حلول، فإن لكل أسرة وضعها الخاص، الذي ينبغي عليها أن تنطلق منه لإيجاد حل لمشكلة العطلة الصيفية، بما يضمن عدم انفلات الأولاد انفلاتا غير منضبط، وربما يتلقفهم أصدقاء السوء، وتلكم هي المصيبة!! أو أن الفتاة تلهو – داخل البيت – في مجلات ماجنة أو مع قصص تتلاعب بالمشاعر، أو متابعة أخبار الأزياء والفنانين عموما، أو الانصراف نحو ما يملأ البطون، ويفرغ الجيوب، وإن الفراغ والشباب والجِدة – الغنى – مفسدة للمرء أي مفسدة.
إنه لابد لنا من مواجهة الحقيقة والمشكلة، بدلا من الهروب منها، وأبناؤنا هم فلذات أكبادنا، وهم أنفس ما نملك، وهم مستقبل الأمة.
