تحتاج السعادة الزوجية إلى جهد كبير من الزوجين، وقد يفعل الزوجان ذلك، ويبذلان قصارى جهدهما لتحقيق سعادتهما، لكن أخطاء صغيرة أو هفوات غير مقصودة تذهب بهذا الجهد أدراج الرياح، وحتى تتجنبي هذه الأخطاء وتحرصي على البعد عنها، عليكِ أوَّلًا بالتعرف عليها.

- الحد من حرية الزوج: لا تخنقي زوجكِ بكثرة ملاحقتكِ له، اعطيه مساحةً من الثقة والكثير من الاحترام، فلا تراقبي مكالماته الهاتفية ولا تفاصيل عمله.

- كثرة السخط وقلة الحمد: كثير من النساء إذا سُئلت عن حالها مع زوجها أبدت السخط، وأظهرت الأسى واللوعة، وتبدأ عملية المقارنة بينها وبين أختها أو جارتها أو صديقتها، وهي لا تدري مدى تأثير ذلك على مشاعر الزوج، فعلى المرأة أن تدرك بأن شكر زوجها والثناء عليه في حضوره وفي غيابه يزيده إعزازًا لها، وفي كتمان الشكر جحود ودخول في كفر النعم، وليعلم الأزواج، أن كلمات الشكر والتقدير بينهما تؤثر على أبنائهما، فيعتادونها في البيت وخارجه عند تقديم أي كلمة طيبة أو مساعدة لهم من أحد، فاعتياد التقدير وشكر الصنيع عادة تتكون داخل البيت، وتمتد إلى كل مسائل الحياة.

ما يجمعنا كبشر يحتاج إلى توافق يغلب عليه الاتفاق الذي يعني دوامه استمرار دوران عجلة الحياة دون أن تواجه ما يمكن بأن يوقفها تلك العجلة، التي وإن فعلت وتوقفت بالفعل يوماً (ما) فستذهب بالمؤشر نحو حقيقة واحدة وهي ظهور عقبة كبيرة ستتسبب بخلاف كبير لا يقوم عادة دون مُسبب يستند إلى ظهره؛ كي يظهر بين أفراد الجماعة، ممن يحتاجون إلى عقليات مُتفتحة تساعدهم على تجاوز المشكلة وبوعي تام سيسهم بتخفيف حجم الخسائر التي ستكون إن لم تكن الحكمة أثناء المعالجة، التي تتطلب التمتع بدرجة عالية من المسؤولية الواجب مزجها مع تلك الحكمة؛ لأن تنحي المسؤولية بعيداً؛ سيجعل الأمور تتشابك ببعضها البعض حتى تتفاقم أكثر وأكثر؛ لتتسع رقعة الخلاف وتمتد إلى أطراف أخرى لربما لا يعنيها الأمر وبشكل مباشر، ولكنها ستجد بأنها قد صارت في قلب أحداث شرسة ستتسبب لها بشيء من الضرر لن يُعرف حجمه منذ البداية، ولكنه سيكون وفي نهاية الأمر، فهل يُعقل بأن نتوجه إلى هناك إن كنا ندرك حقيقة الأمر وندرك حجم المسؤولية التي نتمتع بها دون أن نُسخرها؛ لتجنب نهايات وخيمة يمكن أن نصل إليها؟

إن نشوب الخلافات أمر وارد في الحياة، ويمكن أن نتأقلم معه جيداً، فالطبيعة التي تربطنا ببعضنا البعض تفرض علينا نشوب الخلافات بين الفينة والاخرى بفضل الاختلافات التي تميز كل واحد منا عن الآخر، وينجم عن تباينها الكثير من الآثار التي لن نخوضها (هنا) فما يهمنا هو موضوع (الخلافات)، التي نجد بيننا من يعتقد بأنها حاجة صحية، فعلى حسب ما يرى فإن الخلافات (الملح) الذي سيُغير طعم الحياة التي تغلب عليها الرتابة، وهو ما يمكن إدراكه إن كان الحديث على الصعيد (الاجتماعي) الذي يجمعنا وسط عائلة واحدة قد نختلف فيها فيما يتعلق بالصفات، ولكننا نتفق على القالب الذي يجمعنا فيه، وتكون فيه اللحظات المُشتركة واسعة وفضفاضة بخيرها وشرها، كما هو الحال مع الخلافات التي وإن بدأت صغيرة إلا أنها سرعان ما ستكبر وتمتد إن وقعت بين أي طرف من أطرافها؛ بسببه ذاك القالب، الذي يحصر الخلافات ضمن دائرة واحدة، الضرر فيها سيكون أكبر من أي ضرر يمكن أن يلحق بأي طرف إن كان خارجها تلك الدائرة. قد نعتقد بأن الاتفاق كل الوقت يجعل قوام الحياة مثالياً لا عيب فيه، ولكن الحقيقة ليست كذلك؛ لأن الاختلاف الذي قد يُوَلِد خلافا فيما بعد يكشف لنا شخصيات من حولنا، ويُعبر عنها بشكل يجعلنا ندرك من يفعل ماذا؟ والقصد من الاختلاف هو تباين الآراء دون بلوغ مرحلة الخلافات التي وإن نشبت ولم نتمكن من السيطرة عليها؛ لتسببت بدمار سيقع على الجميع إلا من رحم ربي.

اسلام ويب ( د / خالد سعد النجار )

بسم الله الرحمن الرحيم

السعادة الزوجية من أكبر النعم التي يمن الله بها علي عباده بعد نعمة الإسلام والصحة .. فالرفق والمودة بين الزوجين غاية منشودة يتطلع إليها كل فؤاد سوي، وخير البيوت بيت تلألأ بتلك النعمة، فظللت عليه المودة والرحمة بظلالها، وتحقق لأفراده المعني الكامل للسكن، فنهلوا من منهل لا ينضب، وذاقوا شهدا لا تنقطع حلاوته.

والزوجة هي العماد الذي يقوم عليه صرح تلك النعمة الدافئة، وتتحقق به السعادة، وذلك إذا استطاعت أن تكون ممن وصفهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ( إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة ) [صحيح. ابن ماجة]

‌ويقول داود عليه السلام: المرأة السوء علي بعلها كالحمل الثقيل علي الشيخ الكبير، والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها.

أم عبد الرحمن محمد يسري

الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية، ومن شأن السكن والمودة أن يتصف بالديمومة والثبات والاستقرار، لكن مع فقدان الوعي، وارتفاع نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية يبقى ذلك السكن أملًا منشودًا، إذ من شأن تلك الضغوط أن تزعزع استقرار الاسرة وتقتحم عليها ذلك الهدوء، وحينما نتكلم عن الأزمات الزوجية فلا نقصد بعض الاختلافات في وجهات النظر، أو اليوميات العادية أو حالات عارضة نتيجة ظرف مؤقت أو طارئ، ولكننا نتكلم عن تلك التي تنشأ عن أسباب حقيقية وجوهرية، حتى ولو لم يتم الافصاح عنها، وهي في الحقيقة أصل المشاكل، فما هي جذور الأزمات الزوجية:

جذور الأزمات الزوجية:

إن هذه الأزمات يمكن أن نرجعها إلى أربعة أسباب رئيسية هي:

أولًا: سوء الاختيار.

ثانيًا: ثانيًا عدم التفاهم بين الزوجين في القضايا الأساسية.

4

هبة فتحي

يأمل كل زوجين بحياة زوجية، يملأها الحب والرضا والمودة، وتكون بعيدة عن الخلاف والتوتر، لكن لا يمكننا إلا الإقرار بأن الخلاف بين الزوجين أمر وارد على كل العلاقات الزوجية، مهما كان مستوي التفاهم والحب والمودة فيها، لذا فإن المطلوب هو دراية الزوجين بآلية إنهاء هذه الخلافات باحترام ودون أثر، والوصول إلى حل دون أن يجرح أي طرف شريكه الآخر.

إذ إن ترك الخلافات دون علاج، هو بداية التوتر المزمن في العلاقة الزوجية، ونهاية المودة والحب والعطاء بين الزوجين، حيث يؤكد المختصون أنه مع مرور الوقت تتحول الخلافات الزوجية إلى توتر مزمن، ومعركة  تترك آثارها السيئة على الزوجين وأبنائهم.

ويوصي المختصون بعدم تأخير حل الخلافات حتى لو يوم واحد؛ لذا يدعون إلى عدم الذهاب إلى فراش النوم دون تصفية الخلاف. حتى وإن ظل الزوجان مستيقظين إلى وقت متأخر للوصول إلى حل وسط.

"لها أون لاين " تحاور الأخصائية النفسية آلاء أبو القمصان عن أسباب الخلافات الزوجية وآثارها وآلية تجاوزها

JoomShaper