تعليم الأطفال قول عبارات من قبيل: "من فضلك"، أو "شكرا"، أو "صباح الخير"؛ من القيم التي ننساها ولا نقدرها في بعض الأحيان، رغم أن التعبير عن الامتنان أو طلب شيء ما بلطف، أو إلقاء التحية من بين طرق التعبير عن الاحترام تجاه الشخص الآخر.

 

لذلك، من المهم تعليم الأطفال هذه المبادئ التوجيهية الأساسية من قبل كل شخص يمارس دور المربِّي، وترسيخ هذا النوع من العادات لدى الأطفال منذ الصغر سيجعلهم قدوة يحتذى بها في المستقبل، وسيوفر بيئات اجتماعية أكثر إنسانية، كما تؤكد الكاتبة فاليريا ساباتير في تقرير نشرته مجلة "ميخور كون سالود" (mejorconsalud) الإسبانية.

 

تعد المهارات الاجتماعية ضرورية في الحياة، ويقع على عاتق الوالدين مسؤولية تعليم أطفالهم كيفية التواصل وصقل هذه المهارات باستمرار مع تقدمهم في العمر.

 

وحسب موقع "باور أوف بوزيتفتي" (Power Of Positivity) الأميركي، فإن من الصعب التمكن من جميع مهارات التواصل الاجتماعي، ولكن إذا كان طفلك ضحية للتنمر، فعليه أن يعرف كيفية التعامل مع هذه المواقف المعقدة، ومتى يجب عليه أن يدافع عن نفسه. في المقابل، يجب على طفلك أن يعرف أيضا كيفية التزام الصمت عندما يوجهه معلمه.

 

وأظهرت دراسة أجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية ممتازة في سن الخامسة تكون حظوظهم أوفر للالتحاق بالجامعة والحصول على وظائف مهمة في منتصف عشرينياتهم. في المقابل، يواجه غالبا الأطفال الذين لا يتمتعون بالذكاء الاجتماعي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات وغيرها.

تجنب الكذب لا يتعلق بإخبار الطفل بكل شيء دفعة واحدة دائما وإنما بتقديم الحقيقة عندما يكون من الصعب سماعها، مثل موت أحد الأقرباء أو انفصال الوالدين أو أي سر عائلي، ويكون ذلك على مراحل وبجرعات صغيرة تجنبا لتعرض الطفل لصدمة، مع مراعاة قدرته على الاستيعاب. هذا ما خلصت إليه الكاتبة ناتالي سابيرو مانوكيان في تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو (lefigaro) الفرنسية.
ومن المعروف أن الآباء والأمهات يودون ترسيخ صفات مثل الصدق لدى أطفالهم، بيد أن ذلك لا يمنعهم من الكذب. فقد يكذب البالغون عن حسن نية مثل عدم الرغبة في جرح مشاعر الآخرين، ولكن لا بد من شرح هذا الأمر للطفل حتى يفهم سبب التناقض بين ما يوصي به الوالدان وما يفعلانه.

 

ديمة محبوبة 

عمان– في الكثير من الحالات يكون خوف الأطفال مبررا، خصوصا أن هذا الشعور يولد بداخلهم منذ الساعات الأولى لولادتهم، وقد تكون الأصوات العالية أو الغرف المعتمة، أو الشخصيات أو الأحداث المحيطة تحفز لديهم هذه المخاوف. ولذلك، على الأهالي أن يتعاملوا مع هذه الحالات بالتروي والصبر، إذ يستطيع الوالدان مساعدة أطفالهم في التغلب على هذه المخاوف، والتخلص منها بالحكمة والشرح والتفاهم.

ويؤكد تربويون أن هذه المخاوف تتغير باختلاف عمر الطفل، وحسب إدراكه، مع التقدم بالعمر والنمو، حيث يتعرف أكثر على الأصوات من حوله، ويعتاد على ظلمة الغرف، وكذلك معرفته بأناس آخرين، فيآلفهم ويتعامل معهم، وكل هذا يتم بمساعدة الأهل.

بلسم عبد الرحمن
العام الماضي فقدت قريبتي جنينها، كان الحزن باديًا على مُحيَّاها، وجميع من حولها حاول أن يظهر الدعم لها ويواسيَها، لكن ملامحها كانت تنطق بالألم، تحاول جاهدة أن تحبس دموعها؛ فقد كانت تنتظره بلهفة، في تلك الأثناء كان أحد الأطفال ينظر إليها بتركيز شديد، ثم اقترح لها رأيًا - ظنَّ حسب فكره وعمره أنه رأيٌ سديد - قال بثقة وكأنه وجد حلًّا سيخرجها من ضيقها: "احضري إناء، واملئيه بالماء، وضعي الطفل فيه، صدقيني سيعود للحياة"، انطلقت الضحكات في أرجاء الغرفة، وابتسمت قريبتي، لقد أخرجها دون أن يشعر من لحظات حزن جمة.
عندما نحكي مشكلتنا لأشخاص كبار، فإنهم سيشعرون بألمنا وما يترتب على هذه المشكلة من عواقب وتعقيدات، بينما لو جالسنا أطفالًا سيشعرونك بأن المشكلة صغيرة وتافهة، فعالمهم يضِجُّ بالبراءة والاستمتاع بالحياة.

JoomShaper