كلمة طيبة : قضية المرأة ام الانسان؟
- التفاصيل
عرضت قضية المرأة في المجتمع الاسلامي بعد عصر الراشدين الى مفهومات وممارسات ابتعدت بها عن معطيات المصادر الاولى للاسلام المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة المشرفة ، واختزل دور المرأة في قوله تعالى مخاطبا نساء الرسول صلى الله عليه وسلم «وقرن في بيوتكن» وزاد الامر اختزالا كثرة الاحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهي في معظمها تكريس لتقاليد ومراسيم لا علاقة لها بالدين.
وفيما يرى البعض ان ثمة هجمة تغريبية تقف وراء تصدير المرأة كقضية ومشكلة ، وتحاول من خلالها تفكيك بنى المجتمعات الاسلامية وتغريبها ، يرى اخرون ان الخطاب الاسلامي المعاصر تجاه المرأة ما زال عاجزا عن تقديم رؤية اسلامية صحيحة لمكانة المرأة ودورها ، فالخوف على المرأة او منها ، ومن ثم التركيز على حمايتها جعل هذا الخطاب مثقلا بكثير من المحاذير والاحتياطات التي ربما عطلت المرأة عن القيام ببعض ادوارها في المجتمع ، وحولتها الى مجرد «الكترونات» تدور حول نواة «الرجل» على مستوى الافكار والممارسات ايضا.
المرأة ودورها الفعال في الإسلام
- التفاصيل
تكتنف قضية المرأة اليوم شعارات برّاقة , وأصوات مزيفة , تقودها دعوات هدامة , منساقة لنداءات الشيطان وأعوانه....أفكار متضاربة متناقضة , تتناطح كل يوم, عبر شاشات التلفاز والإذاعات , وفي النوادي والمجتمعات.., لكنها رغم تناقضها تجتمع حول محور واحد , ألا وهو هدم الإسلام والقضاء عليه , عن قصدٍ أو غير قصد...فمن قائل يقول : إن المرأة لم تخلق إلا لتطيع زوجها , وتربّي أولادها , وتخدم بيتها , وأن ليس لها من بيتها خروج إلا مرتين , إحداهما من بيت أهلها إلى بيت زوجها, والثانية من بيت زوجها إلى مثواها الأخير, مستقلّة نعشاً يحملها, وهي تقول :يا قارئاً كتابي ترحّم على شبابيبالأمس كنت بينكم واليوم تحت الترابوهذه الفئة أناس متحجرون , وقد أعمى الجمود والانغلاق أعينهم عن رؤية الحق والحقيقة , فراحوا ينسبون إلى الإسلام ما هو منه براء , من تحجيم لدور المرأة , ومنع لتعليمها , وتغاضٍ عن رأيها , بحجة أنهن ناقصات عقل ودين , وهم يظنون أن لهم على ما يدّعون أدلة وبراهين , ويتذرعون بقول الله تعالى :( وقَرن في بيوتكن ولا تبرَّجن تبرج الجاهلية الأولى) - سورة الأحزاب الآية 33 -وبالحديث الشريف الذي رواه سيدنا علي كرم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي شيء خير للمرأة ؟ فسكتوا, فجئت فقلت لفاطمة : أي شيء خير للنساء ؟ قالت : ألّا يراهن الرجال. فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني [أخرجه البزار في مسنده : 2 / 160]وفي مقابل هذه الجموع المنغلقة على جمودها , والتي رضيت بفهمها الأعوج لتلك الأحكام , وتطبيقها الأرعن لتلك المفاهيم , ظهرت في الاتجاه المعاكس مجموعة أخرى , راحت تنادي بالتحرر من هذه القيود حتى الانفلات , بحجة أن كل ما هو قديم تخلّف وانحطاط , وكل ما هو وليد القرن العشرين تحضر وارتقاء.فأصبح الحجاب عندهم عائقاً يمنع المرأة من ممارسة دورها في المجتمع , وأصبح الالتفاف إلى أمور البيت والزوج والأولاد وأداً للمرأة وهي على قيد الحياة , أما التزام الأدب والاحترام في التعامل مع الأزواج , فأصبح عندهم ذلاً وعبودية ,
مروه الشربيني" نحن أيضاً مذنبون"
- التفاصيل
أنا أيتها الطاهرة القديسة العفيفة، يلجمني الحزن الكبير، ويخرسني الألم المر... وتبكمني الصدمة الصارخة...
فأنا التي طالما اعتدت الإسراع الى قلمي للتعبير والتفكير، وجدت نفسي بكماء عندما كان العالم يرثيك..
مررت بهذه الحالة حين كانت دماء غزة تسفك على مسرح هذا العالم الرقمي المتحضر...
وأنت وغزة لا فوارق كبيرة بينكما، بل على العكس من ذلك نقاط التقاء كثيرة ، هي ذبحت ظلماً وأنت كذلك، هي ذبحت دفاعاً عن مقدسات وأنت كذلك..هي ذبحت علنا ، نهارا ، جهارا وأنت كذلك.. هي اغتيلت بأيدي كيان صنعه الغرب المتجبر، وأنت أغتالك أحد أبناء هذا الغرب المتجبر...هي لم تلق إلا الشجب والندب والنواح وأنت كذلك...
كلاكما قضية عادلة، كلاكما ضحية...كلاكما تختزلان صورة لعجز أمة ...
لأنه لو علم ذلك الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، أن اعتداءه على غزة سيفرز فعلا لما تطاول ولما اعتدى..
وأيضا ذلك المجرم العنصري المتطرف، لو علم أن اعتداءه عليك سينتج عنه تحرك فاعل لما سولت له نفسه هدر دماءك الزكية بهذه الطريقة الشيطانية.
نعود الى قضيتك، التي يرى البعض أنها قضية حجاب ولكنني لم أعد أراها كذلك، فليس الحجاب بذاته هو مايستفز الغرب، وإلا لكان استفزه لباس الراهبات وبعض اليهوديات، إن مايستفزه هو ما يحمله من أعلان صمود ونصر للعفة التي تستمد زادها من الإسلام . ومايحمله من إعلان بعدم
مروة الضحية.. تصنع الحدث
- التفاصيل
كان التفاعل في ألمانيا مع جريمة درسدن التي سقطت مروة الشربيني رحمها الله ضحية لها، تفاعلا يلفت النظر بخطورته.. وتكشف متابعته خلال الأسبوعين الأولين كيف كان يتبدل مرحلة بعد أخرى، رغم قصر المدة نسبيا:
المرحلة الأولى: بقيت حقيقة الجريمة غائبة أو موضع التجاهل السياسي في ألمانيا لعدة أيام بعد مقتل مروة الشربيني رحمها الله، وبقي الإعلام يتحدث عنها كخبر هامشي من أخبار عالم الجريمة.. فقط.
المرحلة الثانية: وصلت إلى ألمانيا الأصداء الأولى لانتشار الغضب الواسع النطاق في مصر خاصة.. فبدأ الحديث بصيغة التساؤل.. هل كانت الجريمة معزولة عن سواها، من صنع فرد، نتيجة شجار في ملعب أطفال، أم أن لها بعدا عنصريا؟..
المرحلة الثالثة: بدأ تدريجيا ربط الحديث عن الجريمة بذكر الخوف المرضي من الإسلام، وخطورته، ومشاعر العنصرية ضد المسلمين، وإفرازاتها، وتزامن ذلك مع اقتران التعبير الجماهيري عن الغضب في مصر وسواها، بمشاعر النقمة تجاه ألمانيا تحديدا، وانتشار مقولة "شهيدة الحجاب"، وكذلك مع تواصل متابعة القضية في وسائل إعلام عربية، وإبراز خلفيتها البالغة الخطورة.
المرحلة الرابعة: مضت أيام أخرى بعد مواراة جثمان الضحية في التراب، ووصلت الاحتجاجات إلى بلدان إسلامية عديدة، وتصدرت القضية عددا من الفضائيات العربية، ثم كان يوم التأبين بتنظيم الطلبة المصريين في جامعة درسدن مع بعض الجهات غير الرسمية الألمانية.. فشارك في التأبين مسؤولون رسميون من الدرجة الثانية والثالثة!..
رغم ذلك كله لا يزال يوجد من يحاول تصوير ردود الفعل الرسمية الألمانية وكأنها لم تتأخر، ولم تكن ناقصة، ولا غبار عليها.. وليس هذا صحيحا!..
"إيفا هيرمان".. امرأة في قفص الحرية
- التفاصيل
الكلام هنا عن نموذج على جانب سلبي لواقع الحرية وممارستها في الغرب، عن حكاية "إيفا هيرمان"، ولعل القراء يذكرون هذا الاسم من خلال التعريف بكتابها (مبدأ حواء.. من أجل أنوثة جديدة )عند صدوره عام 2006م، وقد أحدث في ألمانيا -وخارجها- ضجة كبيرة، وعبّأ ضدّها أقطاب "الحركة النسوية"، عبر مقالات صحفية لا تنقطع، بل وكتب تكيل لها اتهامات غوغائية بمعنى الكلمة، تجاوزت جميع ما أوردته من حجج وإحصاءات لتلصق بها وصمة "المتخلفة"، مع تأويل نظرتها إلى المرأة ودورها وأخطاء الحركة النسوية بحقها في الغرب وإعادة سائر ما كتبت إلى أسباب شخصية محضة وشذوذ مرفوض، مع أنها هي التي كانت في الصدارة اجتماعيًّا عند نشر كتابها، وفي أوج تألقها مهنيًا في عملها الإعلامي، في أشهر نشرات التلفاز الإخبارية، وعبر تقديم برامج ناجحة تستقطب المشاهدين على نطاق واسع، وقد حازت بسبب نجاحها فيها على العديد من ألوان التكريم والجوائز، وسبق أن نشرت العديد من الكتب عن الطفولة والأسرة والمرأة، إلى أن نشرت كتابها ذاك الذي أحدث تلك الضجة، وسبّب لها التضييق في مكان عملها أيضًا.